إن المشاعر التي شعرتِ بها في اللحظة التي تحملين فيها طفلك الصغير بين ذراعيك لا يمكن وصفها.

الحب النقي ومعرفة أنكِ أصبحتِ ماما لهذا الرضيع الصغير، لقد كان ذلك حقًا تغييرًا للحياة.

ما لم أتوقعه هو أن يغير ابني الرضيع حياة زوجي بشكل جذري من الثانية التي وُلد فيها، فقد غير الرضيع حياتنا جميعًا.

لطالما كان زوجي رجلاً لطيفًا، وكنت أفكر دائمًا في نفسي أنه سيكون أبًا عظيمًا، فقد كان لديه كل المؤهلات.

ومنذ أصبحت حاملاً بدأت أولوياتي تتغير، فلم يعد الأمر يتعلق بنا كزوجين فقط الآن، بل يتعلق بكوننا عائلة.

وعندما نما ابني داخل بطني، ازدادت الرابطة التي تربطني به.

شعرت بالارتباط بهذا الإنسان الصغير الذي ينمو بداخلي، سواء بالمعنى الحرفي أو النظري، ولكن الأمر لم يكن هو نفسه بالنسبة لزوجي.

لا تفهموني بشكل خاطئ، لقد كان متحمسًا جدًا لبدء عائلتنا، ومتحمس جدا لأن يصبح أبا، ولكن السند لم يكن موجودًا بعد.

ولكن بعد ولادة ابننا الرضيع على الفور تغيرت أولوياته، فلم يأت شيء عنده قبل عائلتنا الصغيرة، ومع نمو عائلتنا، لم يتغير ذلك أبدًا، فرؤية تفاعله مع ابننا الرضيع له سحر خالص.

أشاهده ابننا وهو يتسلق فوقه.

أشاهده بينما كان يطارده في جميع أنحاء المنزل متظاهرًا بأنه جميع أنواع الشخصيات.

أشاهده وهو يجلس على الأرض معه ليلعب بالديناصورات ويبنوا أبراجًا من الطوب.

وحيث أقام حفلات شاي معهم.

أشاهد طفلي ينجذب إليه لحظة دخوله الباب.

أشاهد وجوهه الصغير يضيء وأستمع إلى ضحك وصراخ الفرح وهم يلعبون معًا.

أشاهده وهو يغمره بالحب، بينما يحتضنه ويقرأ له قصص وقت النوم، كما يضطجع معه حتى ينام.

لأنه موجود من أجله تمامًا كما يحتاج إليه.

أراقب وقلبي مليء بالحب للرجل الذي تزوجته، وأشاهد وقلبي مليئًا بالسعادة بينما يستمر زوجي في النمو ليصبح الأب المذهل الذي أصبح عليه.

أشاهد بقلبي ممتلئًا بالامتنان لأني أعرف كم أنا محظوظة حقًا.

لطفلي:

سأستلقي معك كل ليلة بقدر ما تحتاج كل ليلة أحضرك للنوم. 
ليس لأنك مدلل، وليس لأنني ملتفة حول إصبعك الصغير، وليس لأنه يتم التلاعب بي، ولكن أفعل ذلك لأنني مكانك الآمن، أنا أفعل ذلك لأنني أمك.

لكل أم متعبة هناك

الطفولة هي واحدة من تلك المواسم الصعبة والمرهقة حقًا، ولكن كما يحدث في الفصول، سوف يمر، وفي النهاية سيكون الأمر يستحق كل هذا العناء.

إن الأمومة تحددني الآن، وهذا جيد.

لقد أمضيت سنوات عديدة أتوق إلى أن أكون هنا في هذه اللحظة، أن يكون لي عائلتي، أن أكون أم أطفالي، وأعلم أن هذه فترة محدودة في حياتي، لذلك أنا أختار احتضانها.

التربية ستكون دائمًا أعظم إنجازاتي

إنجازاتي لا تُقاس بالدولار، بل تُقاس بالأحضان والقبلات، وفي كل مرة أقول له: "أنا أحبك".

في عالم يمكنك أن تكوني فيه أي شيء، فكوني لطيفًة!

أريدك أن تعرفي التأثير الذي يمكن أن تحدثيه لطفك، وكيف يمكن لفعل واحد بسيط أن يحدث فرقًا في حياة الآخرين.

الله يحفظ أطفالنا، ويرزق كل مشتاق الذرية الصالحة..