لا ينبغي أن تكشف الزوجة عن أسرار زوجها ولا يكشف عن أسرار زوجته، ولا تخاطبا أحدًا بما قد يكون بينهما من أسرار. 

ولا سيما الحديث عن العلاقة الحميمة فأنتِ فوق ذلك، فلا تغرقي أبدًا إلى مستوى مثل هذا الكلام الرخيص والوقح كما يحدث بين أدنى أنواع الناس، فوقتك ثمين للغاية لتضيعيه في مثل هذا السلوك المبتذل. 

فلا تقبلي أن تكوني من أولئك الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنهم من أشر أنواع الناس:

«إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها، وتنشر سره»   (صحيح مسلم).

وعلى الرغم أن هناك بعض الأسرار التي لا يعتبر إفشاؤها سيئًا في الزواج، ولكن على أي حال، فإن إفشاء الأسرار على الإطلاق أمر مكروه وغير مقبول. 

حفظ الأسرار في حد ذاته عمل كريم وفاضل، وإفشاءها خطأ ونقص جسيم.

أدى إفشاء السر الذي عهد به الرسول إلى حفصة، إلى التآمر في بيته، مما دفعه إلى الابتعاد عن نسائه لمدة شهر كامل لانزعاجه من ذلك. 
وفي هذا نزلت الآية التالية:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ}
(التحريم).

تقدم هذه الحادثة درساً قيماً للمرأة المسلمة في أهمية الحفاظ على أسرار زواجها، وأثر هذه السرية على استقرار الفرد والمنزل. 

من أعظم النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على المسلمين خاصة، والبشرية عامة، أنه جعل الحياة العامة والخاصة لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل كتاب مفتوح، حيث يمكن قراءة تعاليم هذه العقيدة وتطبيقها العملي في الزواج والحياة الواقعية. 
فلا شيء سرًا أو مخفيًا، والمسائل والأحداث التي عادة ما يبقيها الناس طي الكتمان تناقش علانية في الكتاب والسنة، حتى في نقاط الضعف البشرية التي لا مفر منها. 

يتم تقديم كل هذه القضايا من أجل تعليم الناس الصواب من الخطأ.

وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم أن حياة الرسول كانت مكرسة بالكامل لله بالإضافة إلى رسالته، ولهذا السبب لم يخفوا أي جانب من جوانب حياته، فالقصص التي رويت عن حياته وأهل بيته وزوجاته هي تطبيق عملي للكلمات التي نادى بها، ولهذا السبب نقل الصحابة أدق تفاصيل حياته اليومية سواء كانت كبيرة أو صغيرة. 

هذا بالإضافة إلى الإشارات القرآنية إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج والتي تكون سجلاً باقياً إلى أن تزول السماء والأرض.