اكتشف عديد من الباحثين المزيد من الولادات المبكرة بين النساء المعرضات لدرجات الحرارة الشديدة والباردة حيث أشارت النتائج إلى أنه قد يكون من الحكمة تقليل تعرض النساء الحوامل لدرجات الحرارة القصوى لأنها قد تزيد من خطر الولادة المبكرة حيث وجد مؤلفو الدراسة أن درجات الحرارة الشديدة والباردة خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحمل ارتبطت بالولادة المبكرة، وقد كانت النساء المعرضات للحرارة الشديدة في غالبية حالات الحمل أكثر عرضة للولادة في وقت مبكر.

وجد الباحثون ارتباطات أكثر اتساقًا بين الولادة المبكرة وبين التعرض للحرارة الشديدة مقارنة بالطقس شديد البرودة، لقد افترضوا أنه خلال نوبات البرد من المرجح أن يبحث الناس عن مأوى وبالتالي يمكنهم بسهولة الهروب من آثار البرد ولكن خلال موجات الحر الشديدة من المرجح أن يتحمل الناس درجة الحرارة ولو أثرت على صحتهم ولا سيما عندما تكون تكلفة تكييف الهواء أو الوصول إليه عائقًا.

دراسة هامة

نُشرت الدراسة في مجلة Environmental Health Perspectives "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه قد يكون من الحكمة تقليل تعرض النساء الحوامل لدرجات الحرارة القصوى" !

يعتبر الحمل مكتمل المدة بين 39 و 40 أسبوعًا، تحدث الولادة المبكرة قبل 37 أسبوعًا من الحمل وتزيد من خطر وفاة الرضيع والعجز طويل الأمد.

لماذا يؤثر تغير درجات الحرارة ؟!

من غير المعروف لماذا قد تؤثر درجات الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة على مخاطر الولادة المبكرة، ومع ذلك افترض الباحثون أن الإجهاد الناتج عن درجات الحرارة القصوى يمكن أن يعيق نمو المشيمة أو يغير تدفق الدم إلى الرحم وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى المخاض المبكر.

كيف تم اجراء الدراسة ؟!

لإجراء الدراسة ربط الباحثون السجلات الطبية الإلكترونية من 223375 ولادة في 12 مركزًا إكلينيكيًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى سجلات درجات الحرارة كل ساعة للمنطقة المحيطة بكل مركز، وأشار الباحثون إلى أن ما يشكل درجة حرارة ساخنة أو باردة عادة ما يختلف من شخص لآخر ومن مكان لآخر.

للتعويض عن تقلب المناخ المحلي والحساسية الشخصية قام الباحثون بتقييم درجات الحرارة في المناطق المحيطة حيث وجد الباحثون أن النساء اللواتي عانين من البرد الشديد في الأسابيع السبعة الأولى من الحمل لديهن مخاطر أعلى بنسبة 20 في المائة للولادة قبل 34 أسبوعًا من الحمل ، و 9 في المائة زيادة في خطر الولادة من 34 إلى 36 أسبوعًا ، وزيادة بنسبة 3 في المائة للولادة في الأسبوعين 37 و 38.

النساء اللواتي تزامنت الأسابيع السبعة الأولى من الحمل مع موجات الحر الشديدة زادت المخاطر عادة بنسبة 11 في المائة قبل الأسبوع 34ظ وزادت المخاطر بنسبة 4 في المائة في الأسبوع 37 إلى 38.

أدى التعرض للحرارة الشديدة خلال الأسابيع 15-21 إلى زيادة خطر الولادة في الأسبوع 34 وفي الأسبوع 34-36 بنسبة 18 بالمائة وللولادة من 37 إلى 39 أسبوعًا بنسبة أربعة بالمائة، كما زاد التعرض لدرجات الحرارة الساخنة خلال الأسابيع 8-14 من خطر الولادة في الأسبوع 37 إلى 38 بنسبة 4 بالمائة.

بشكل عام عادة ما ارتبط التعرض للحرارة الشديدة طوال فترة الحمل بزيادة خطر الولادة عند 34 أسبوعًا و 36-38 أسبوعًا بنسبة 6 إلى 21 بالمائة.

كتب المؤلفون أن زيادة عدد الأيام شديدة الحرارة بسبب تغير المناخ يمكن أن تؤدي عادة إلى زيادة في معدل المواليد المبتسرين، وأضاف المؤلفون أن النتائج التي توصلوا إليها تؤكد الحاجة إلى المهنيين الصحيين وواضعي السياسات لابتكار تدخلات لتقليل تعرض النساء الحوامل لدرجات الحرارة القصوى.

كما دعا المؤلفون أيضًا إلى مزيد من البحث لفهم كيف يمكن أن تؤدي درجات الحرارة القصوى إلى زيادة مخاطر الولادة المبكرة.