أظهرت الأبحاث أن عدد الحيوانات المنوية في ظاهرة غريبة على مستوى العالم آخذ في الانخفاض، لذا سننقل ما قاله الخبراء وما يعنيه ذلك وما يجب أن يعرفه الأزواج الذين يفكرون في محاولة الإنجاب.

غالبًا ما تكون المرأة هي الشخص الذي يتحمل العبء الأكبر من جهود الحمل وتتلقى اللوم عما يمكن أن يحدث من تأخير، تحدث الإباضة مرة واحدة في كل دورة وتحدد متى يكون المرأة قادرة على الإنجاب، وعادةً ما يكون الزوج صاحب الحيوانات المنوية قادرًا على الإنجاب في أي وقت - ولكن ليس دائمًا.

هل للحيوانات المنوية دور هام؟

"الحيوانات المنوية لا تقل أهمية عن البويضة في إنجاب الأطفال" ، كما يقول "زاهر مرعي" طبيب أمراض الغدد الصماء الإنجابية في ولاية كونيتيكت ومؤسس مركز تجديد الخصوبة، حيث يرى أننا نقلل من شأن الحيوانات المنوية.

تشير الدراسات إلى أن 15 في المائة من الأزواج لم ينجبوا بعد عام واحد من المحاولة ، و 10 في المائة لم ينجبوا بعد عامين، كما يشير تقرير نُشر عام 2020 في مجلة The Lancet إلى أن العقم عند الذكورعند الولادة هو السبب الرئيسي أو أحد الأسباب المساهمة في حدوث العقم في حوالي نصف الأزواج.

لا يستطيع الأطباء دائمًا تحديد سبب العقم ولكن تشير بعض الأبحاث إلى أن انخفاض عدد الحيوانات المنوية يلعب دورًا، يناقش الخبراء ما يعنيه ذلك ، ولماذا يحدث ، وما يمكن أن يفعله الأزواج الذين يكافحون من أجل الحمل لتحديد ما إذا كان انخفاض عدد الحيوانات المنوية يؤثر عليهم.

ما الذي يحدث مع عدد الحيوانات المنوية؟

إن البحث في المشكلات المتعلقة بعدد الحيوانات المنوية ليس جديدًا حيث أنه في عام 1992 ، وجد بحث نُشر في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) ، وهي مجلة أصدرتها الجمعية الطبية البريطانية أن عدد الحيوانات المنوية قد انخفض بنسبة 50 في المائة في جميع أنحاء العالم من عام 1938 إلى عام 1991.

أثار التقرير دهشة ولفت انتباه "شانا سوان" عالمة الأوبئة البيئية والإنجابية الرائدة وأستاذة الطب البيئي والصحة العامة في كلية الطب مدينة نيويورك.

أجرت الدكتورة سوان دراستها الخاصة ونشرت نتائج مماثلة في عام 2000، وكانت أيضًا جزءًا من فريق وجد أن عدد الحيوانات المنوية انخفض بنسبة 50 إلى 60 في المائة بين عامي 1973 و 2011 لكن هذه الدراسات لم تركز على عدد الحيوانات المنوية المتحركة أو عدد الحيوانات المنوية التي تسبح، يمكن القول إن هذا هو الجزء الأكثر أهمية في تحليل السائل المنوي.

قدرة الحيوانات المنوية على الحركة مهمة للحمل، في عام 2019  نشرت دراسة تستند إلى تحليل السائل المنوي لما يقرب من 120 ألف رجل تظهر أن عدد الحيوانات المنوية المتحركة قد انخفض بنسبة 10 في المائة على مدار 16 عامًا.

يقول بحث جديد آخر إن التقارير التي تفيد بأن تناقص عدد الحيوانات المنوية قد تم تضخيمه وأن بعض النتائج لا تفسر بشكل صحيح المجموعات العرقية المختلفة لكن انخفاض عدد الحيوانات المنوية يمكن أن يجعل الحمل الناجح أمرًا صعبًا.

يقول الخبراء إن الحديث عن عدد الحيوانات المنوية وتأثيره على الحمل يمكن أن يجعل الناس على دراية بالمحفزات المحتملة لنمط الحياة وعوامل الخطر في سيطرتهم واتخاذ خطوات لتقليلها.

ماذا تفعلوا حيال انخفاض عدد الحيوانات المنوية ؟!

لا يعني انخفاض عدد الحيوانات المنوية أن تكوين أسرة أمر غير ممكن حيث يمكن أن تؤدي الحيوانات المنوية السليمة والحركية إلى الحمل حتى لو كان العدد منخفضًا لكن الخبراء يقولون إن أولئك الذين لديهم عدد قليل من الحيوانات المنوية قد يرغبون في التركيز على بعض الأشياء.

إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة

قد يؤدي إجراء بعض التعديلات على أسلوب حياة الفرد أو المنتجات المستخدمة إلى زيادة عدد الحيوانات المنوية، جدير بالذكر أن الحيوانات المنوية تستغرق حوالي ثلاثة أشهر لتأتي من الخصية إلى حيث سيتم استخدامها للحمل لذا سيستغرق الأمر حوالي ثلاثة أشهر لرؤية التغيير.

يمكن للأفراد القيام بالآتي :-

• الإقلاع عن التدخين.
• تجنب استخدام البلاستيك.
• تحري المواد الكيميائية في المنتجات.
• تناول نظام غذائي صحي.

وبالطبع إذا كان الزوجان يكافحان من أجل الحمل فيجب عليهما تنبيه طبيبة النساء والتوليد، ويجب تقييم كلا الزوجين حيث غالبًا ما سيكون تحليل السائل المنوي هو الخطوة التالية، فإذا كانت الأعداد منخفضة فزيارة أخصائي العقم أو طبيب المسالك البولية أمر هام لمعرفة السبب !

التلقيح الصناعي

إن عدد الحيوانات المنوية الذي يزيد عن 15 مليونًا أمرًا طبيعيًا، فإذا كان لدى الشخص عدد الحيوانات المنوية بين 7 إلى 15 مليونًا، فإن للزوجين فرصة أفضل للنجاح باستخدام التلقيح داخل الرحم (IUI) حيث يتضمن هذا الإجراء وضع الحيوانات المنوية مباشرة في الرحم باستخدام قسطرة.

كما أنه من الممكن الحمل باستخدام التلقيح داخل الرحم بعدد حيوانات منوية أقل من 7 ملايين لكن هذا أقل احتمالًا.

عادة سيختار الأزواج في هذه الحالة الإخصاب في المختبر (IVF) وبالنسبة لعمليات التلقيح الصناعي نحتاج فقط إلى حيوان منوي واحد جيد لكل بويضة لذلك من الممكن حتى مع وجود عدد قليل جدًا من الحيوانات المنوية حدوث الحمل باستخدام التلقيح الاصطناعي.