يعتبر الإجهاض تجربة مؤلمة جسديًا ونفسيًا، وهي تمثل نسبة 15% إلى 20% من حالات الحمل تقريبًا.
يقول الدكتور "زيف ويليامز"، طبيب النساء والولادة في كلية ألبرت أينشتاين للطب، أن النصيحة الشائعة هي أن على الزوجين الانتظار حتى نهاية الثلث الأول من الحمل للإعلان عن الحمل للعائلة والأصدقاء حتى لا يشعروا بالحزن الشديد في حالة الإجهاض.
كثير من النساء اللاتي يعانين من الإجهاض يلومن أنفسهن، لكن هذا لا ينبغي أن يحدث بالطبع! حيث يقول "ويليامز" إن غالبية حالات الإجهاض -60% تقريبًا- ناتجة عن أعداد غير طبيعية من الكروموسومات.
عندما يلتقي الحيوان المنوي والبويضة يجلب كل منهما 23 كروموسومًا حاملًا للحمض النووي والتي تقترن لتكوين جينوم الجنين الجديد، في بعض الأحيان تسوء هذه العملية مما يتسبب في اختلال الصيغة الصبغية أو ظهور أعداد كروموسوم غير طبيعية بدلًا من العدد الزوجي، أكثر أنواع اختلال الصيغة الصبغية شهرة هو على الأرجح متلازمة داون والتي تحدث عندما يحتوي الجنين على ثلاث نسخ من الكروموسوم 21 بدلًا من نسختين فقط.
يمكن النجاة من بعض أنواع اختلال الصيغة الصبغية والولادة بنجاح، مثل متلازمة داون، لكن البعض الآخر مثل التثلث الصبغي 18 أو التثلث الصبغي 13 غالبًا ما يكون قاتلًا بعد الولادة، ولكن لا يزال اختلال الصيغة الصبغية الأخرى له تأثير كبير على البويضة المخصبة بحيث لا يمكن للجنين التقدم في النمو. تسبب هذه الأخطاء الجينية معظم حالات الإجهاض ولا علاقة لها تمامًا بسلوك الأم أو اختياراتها أثناء الحمل.
يقول "ويليامز" إنه في الحالات التي يكون فيها الجنين يحتوي على العدد الصحيح من الكروموسومات فغالبًا ما يُفترض أن هناك شيئًا خاطئًا في صحة الأم يسبب فقدان الحمل، ولكن على الرغم من أن اختلال الصيغة الصبغية هو التفسير الأكثر شيوعًا للإجهاض إلا أنه ليس المشكلة الوراثية الوحيدة التي يمكن أن تسبب فقدان الحمل.
ويقول إنه في حوالي 10% إلى 15% من الحالات التي يكون فيها عدد الكروموسوم طبيعيًا يكشف النطاق البصري في الرحم أن الجنين مشوه، وتكمن المشكلة في أن اختبار الجنين بحثًا عن اختلال الصيغة الصبغية هو طريقة بدائية جدًا لقياس المشكلات الجينية حيث لا يتم تحديد المشكلات داخل الكروموسومات (على عكس المشكلات المتعلقة بعدد الكروموسومات نفسها).
وبالتالي لا يزال من الممكن أن تسبب المشاكل الوراثية الجنينية الإجهاض حتى لو كان لدى الجنين العدد الصحيح من الكروموسومات، ويتطلب اكتشاف هذه الحالات اختبارًا أكثر تعقيدًا مما يتم إجراؤه عادةً.
تقول الدكتورة "روث لاثي"، أستاذة التوليد وأمراض النساء في كلية الطب بجامعة ستانفورد، أن المرأة البالغة من العمر 35 عامًا والتي تعرضت لثلاث حالات إجهاض متتالية لا تزال لديها فرصة 70% لحمل ناجح.
وتقول أيضًا أن العديد من الأسباب الصحية الكامنة وراء الإجهاض مثل مشاكل الغدة الدرقية والأورام الليفية أو اضطرابات تخثر الدم يمكن علاجها.
قد تشير الفطرة إلى أن المرأة يجب أن تنتظر بعض الوقت حتى تحمل بعد الإجهاض، أي أن جسم المرأة يحتاج إلى الراحة، أليس كذلك؟
تشير الأبحاث إلى عكس ذلك! حيث وجدت دراسة أجريت عام 2010 على أكثر من 30 ألف امرأة تعرضن للإجهاض والحمل اللاحق أن النساء اللائي حملن بعد ستة أشهر أو أقل من الإجهاض كن أقل عرضة للإجهاض مرة أخرى من أولئك اللائي انتظرن لفترة أطول!
ووفقًا للدراسة فإن النساء اللائي حملن مبكرًا كان لديهن أيضًا فرصة أقل للحمل خارج الرحم، والذي يحدث عندما تنغرس البويضة الملقحة في قناة فالوب أو في أي مكان آخر داخل تجويف البطن بدلاً من بطانة الرحم.
لمعرفة المزيد حول هذا الأمر اقرأي أيضًا: لا داعي لتأجيل الحمل بعد الإجهاض!
كشفت دراسة في مايو 2015 أن 64% من المستطلعين يعتقدون أن رفع جسم ثقيل يمكن أن يسبب الإجهاض، لكن في الواقع لا يتسبب حمل الأشياء الثقيلة في حدوث إجهاض على الإطلاق، ولا حتى ممارسة الرياضة.
في نفس الاستطلاع قال 76% من الناس أن أي حدث يسبب الضغط النفسي يمكن أن يتسبب في الإجهاض وقال 74% إن حالات الإجهاد المزمنة قد يسبب فقدان الحمل، ويقول "ويليامز" أن كلاهما غير صحيح!
قد يتردد الناس في التحدث عن تجاربهم في الإجهاض خوفًا من نفور الآخرين، لكن في الواقع يمكن أن يكون الحديث عن الإجهاض مفيدًا للغاية للآخرين.
في دراسة أجريت حول هذا الأمر قال 74% من الأشخاص الذين تحدثوا عن إجهاضهن أنهن حصلن على الدعم من الأشخاص الذين أخبروهم، لذلك لا بأس من مشاركة هذه التجربة مع الأقارب والأصدقاء للمساعدة قدر الإمكان..
جدول ممارسة العلاقة: مهم لحدوث الحمل لكنه ممل! فماذا أفعل
الجدول الزمني لممارسة العلاقة الزوجية قد يساعد الأزواج الذين يعانون من تأخر الحمل، ولكن من يستطيع الالتزام به؟ وكيف تستجيب له النساء والرجال؟
هل نزول دم بعد العلاقة الزوجية يدل على الحمل؟
من بين هذه الإشارات، يبرز تساؤل شائع ومقلق أحيانًا: هل نزول دم بعد العلاقة الزوجية يدل على الحمل؟ أم هل هو مؤشر على مشكلة صحية؟
كيف أفرق بين أعراض الحمل المبكر وأعراض الدورة؟
والتساؤل الأكثر شيوعًا هو: ما هي أكثر أعراض الحمل المبكر شيوعًا؟ وكيف يمكن تمييزها عن الأعراض العادية التي تسبق الدورة الشهرية؟