تحدثنا بالأمس ملكتي عن معنى وسبب حدوث الحمل الكيميائي، واليوم بإذن الله سنناقش هل يمكن الحمل بعد هذه التجربة أم لا؟!

يمكن أن تحدث حالات الحمل الكيميائي إذا خضعتِ للتلقيح الاصطناعي أو أي إجراء آخر للخصوبة، لكن الخبر السار هو أن الفقدان المبكر للحمل مثل هذا يمكن أن يعني فرصة أكبر للحمل في مرات التلقيح الصناعي المستقبلية مقارنةً بالنساء اللائي لم يحملن بعد.

وفي حين أن تجربة الحمل الكيميائي بعد الخضوع لعلاجات العقم أمر محبط بالتأكيد وقد يدفعك إلى إيقاف محاولات التلقيح الصناعي تمامًا إلا أن تجارب العلم في صفك! لذلك تحدثي مع طبيبك حول فرصك في الحمل وما إذا كان يُنصح بإجراء جولة أخرى من التلقيح الاصطناعي أم لا.

● التعافي والحزن بعد الحمل الكيميائي

من الطبيعي أن تشعري بالضيق في أي وقت يحدث فيه فقدان للحمل، لكن يجب أن تدعي نفسك تحزنين إذا كنتِ بحاجة إلى ذلك وألا تقاومي هذا الشعور.

وتذكري أن الحمل الكيميائي ليس خطأك ولكن نظرًا لأن معظم حالات الإجهاض ناتجة عن مشاكل في الكروموسومات فلا يوجد ما يمكنك فعله لمنعها، ولتجاوز هذا الوقت العصيب قد يكون من المفيد فهم عملية الحزن والتي تتضمن عادةً عدة مراحل مثل الإنكار والشعور بالذنب والغضب وحتى الاكتئاب، اسمح لنفسك بتجربة كل مرحلة وفقًا لسرعتك الخاصة، ولا تنسي أن تذكري الله دائمًا حتى يطمئن قلبكِ وتتخطي هذه المحنة بسرعة بإذن الله.

قد تشعرين أيضًا بالغيرة عند رؤية نساء حوامل أو أمهات وأطفال أخريات وقد تواجهين انتكاسات أثناء تعافيك من الحمل الكيميائي، لكن ضعي في اعتبارك أنه من الطبيعي جدًا أن تتغير المشاعر وتتقلب.

اتخذي بعض الخطوات الملموسة كجزء من عملية التعافي مثل إيجاد وقت للرعاية الذاتية وكتابة أفكارك في يوميات أو الانضمام إلى مجموعة دعم للأمهات الذين تعرضوا لخسارة مماثلة، ولكن إذا بدأ حزنك يطغى على أيامك أو يستهلكها ويمنعك من ممارسة روتينك اليومي فاطلبي المساعدة من مستشار أو طبيب.

اعلمي أيضًا أن مجرد تعرضك لإجهاض مبكر لا يعني أنك ستواجهين إجهاضًا آخر، في الواقع على الرغم من أن الأمر قد يبدو محزن في الوقت الحالي إلا أن الأطباء ينظرون إلى الحمل الكيميائي على أنه علامة إيجابية على إمكانية الحمل في المستقبل بإذن الله.

● محاولة الحمل مرة أخرى بعد الحمل الكيميائي

لا تتطلب حالات فقدان الحمل المبكرة جدًا عادةً تدخلًا طبيًا، ولكن يمكنك زيارة طبيبك إذا كنت تعتقدين أنك قد تعرضت له لأنه قد يكون قادرًا على تأكيد حدوث حمل كيميائي بناءً على مدى تعرضك للنزيف مؤخرًا أم لا.

احرصي على مراجعة طبيبك إذا لاحظتِ أن دورتك الشهرية غير منتظمة أو أن الدورة تتأخر عن 35 يومًا، قد يرغب طبيبك في استبعاد الحالات التي تتعلق بالإباضة مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) والتي يمكن أن تجعل من الصعب عليك الحمل، وقد يحولك إلى أخصائي الخصوبة إذا لزم الأمر.

● من الجيد دائمًا أن تذهبي للطبيب إذا:

• أنت وزوجكِ أقل من 35 عامًا ولا تعانيان من مشاكل خصوبة معروفة وتحاولان الحمل بنشاط على مدار السنة الماضية.
• يزيد عمرك عن 35 عامًا وتحاولين الإنجاب لمدة ستة أشهر.
• يزيد عمرك عن 38 عامًا وتحاولين الحمل لمدة ثلاثة أشهر.
• تجاوزتِ سن الأربعين أو لديك تاريخ شخصي أو عائلي من العقم.