نحن أكثر ارتباطًا بثقافتنا المتشبعة بوسائل التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبحت القدرة على التحدث مع مئات وآلاف الأشخاص أسهل من أي وقت مضى. 
ومع ذلك من المفارقات أن فن المحادثة يحتضر، فن نحتاج إلى ثورة في بيوتنا لتحسين المحادثات بدءًا من أزواجنا.

على سبيل المثال: تمتلئ حائط الأخبار كل يوم بأشخاص ينشرون أخبار عن جميع مناحي الحياة، ولا يتفقون في مناقشة الأفكار أو السياسة أو الدين أو الرياضة  والانقسام إلى شعارات ومباريات وصراخ.

وبالمثل قد يكون من الصعب الحفاظ على المحادثات بين الزوجين، ففي بعض الأحيان ينقسمون إلى مناقشات مرهقة، أو ببساطة نشعر بالإرهاق من الحياة ولا يبدو أن لدينا الكثير للناقشه.

لكن ليس علينا أن ندع فن المحادثة يموت في زواجنا، ولا ينبغي لنا ذلك.

أظهرت دراسة أجريت في أمريكا على 4500 زوجة، أن نسبة ٩٥% من السيدات، يعانين من توترات من قبل أزواجهن، و98 % من النساء يفتقدن وجود حوار مع أزواجهن. 

وذكرت الدراسة، أن 87% من النساء، علاقاتهم النفسية أقوى مع صديقاتهن وليس أزواجهن؛ بسبب ردود الأفعال السلبية من قبل الزوج، وذلك لاختلاف طريقة كل منهما في حل المشكلة، فالرجل موضوعي في مناقشاته، أما المرأة فتغلب عليها العاطفة.
 

وإليك بعض النصائح لإنشاء حوار فعال بين الأزواج
 

- كوني منفتحة الذهن

 إعطاء الفرصة للتكلم بحرية مع الطرف الآخر، وأعطاء مساحة لتباين الآراء حول الأشياء الصغيرة، مما يضع الأساس للتعامل مع الاختلافات في الأشياء الكبيرة. 
ادخلي إلى المحادثة دون أن تتخذي قرارًا ودون أن تتخذي موقفا راسخًا، وموني حيادية حتى يتمكن كل منكما من سماع صوت الآخر، ثم التوصل إلى قرار متحد، فاقتربا من بعضكما البعض مع التركيز على المناقشة وليس الإقناع. 

- كن مستمعًة جيدة

الاستماع صعب لكنه مهم لإجراء محادثة جيدة مع زوجك، حاولي أن تعلمي ماذا يقصدون وراء الكلمات المحددة التي يقولها. 
لا تفكري فيما تريدين قوله بينما لا يزال زوجك يتحدث.
استمعي بقصد أنك تريدين حقًا فهم ما يقول، مما يظهر أنك تهتمين بفهم وجهة نظره. 
أخيرًا تجنبي أن تكون مستمعًا دفاعيًة ومستعدًة للانقضاض على كل نقطة بنقطة مقابلة.

وتجنبي ارتفاع الصوت أثناء الحوار، وقد أثبتت التجارب أن الحديث بهدوء وبشكل مباشر يجعل الطرف الآخر، يستمع بهدوء ويصلان معًا إلي حل المشكلة. 

- لا تسترجعوا الخلافات القديمة، لأنها بمثابة القنبلة الموقوتة التي توغر الصدر. 

- عدم التشاجر أمام الناس؛ لأن هذا الأمر يسيء للزوج والزوجة معًا.

- عدم الدخول في المشادات أمام الأطفال، لأنه يترك آثارا نفسية سلبية عليهم.
 
- تجنب استخدام الألفاظ الجارحة لأنها تشعل الخلاف أكثر.

- طرح أسئلة جيدة

يعرف الأشخاص الذين يجيدون المحادثات بشكل خاص كيفية طرح أسئلة رائعة. 
يمكن أن يكسر السؤال المطروح جيدًا الصمت المحرج، ويدعو الناس إلى مزيد من الحوار، ويجعلهم يفكرون.
لكن لا تسأل عن أشياء يمكن الإجابة عليها بـ "نعم" أو "لا" أو. 

فيما يلي بعض الأمثلة على أنواع الأسئلة التي قد تطرحها:

- ماذا يمكنني أن أفعل من أجلك في الأسبوع القادم لإزالة العبء ورفع معنوياتك؟

- هل هناك شيء فعلته لخطأ أو أذيتك مؤخرًا ربما لا أكون على دراية به، لكنك متردد في إخباري به؟

- هل ستكون على استعداد للسماح لي بمشاركة شيء ما كنت أفكر فيه؟  وإذا لم يكن كذلك ... فمتى يكون الوقت مناسبًا؟