يشير بحث إلى أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التكيف مع مواقف الحياة المؤلمة عادة مثل الطلاق أو البطالة قد يواجهون تقلبات في الرضا عن الحياة والتي يمكن أن تضر بطول العمر. 

وأظهرت النتائج أن زيادة الرضا عن الحياة لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يرتبط عادة بانخفاض خطر الوفاة.

قالت جوليا بوهم الأستاذة المساعدة في علم النفس بجامعة تشابمان في الولايات المتحدة:
"على الرغم من أن الرضا عن الحياة يعتبر ثابتًا نسبيًا عبر الزمن، إلا أنه قد يتغير عادة استجابة لظروف الحياة مثل الطلاق أو البطالة".
"قد يتكيف بعض الأشخاص بسهولة أكبر مع المواقف الجديدة وبالتالي يبدو أنهم يتمتعون برضا مستقر نسبيًا عن الحياة، وقد لا يتكيف آخرون بسرعة."
 
وجد الباحثون أن التباين في الرضا عن الحياة عبر الزمن يزيد عادة من خطر الوفاة ولكن فقط بين الأشخاص الأقل رضا.

شملت الدراسة ما يقرب من 4500 مشارك تمت متابعتهم لمدة تصل إلى تسع سنوات.  في كل عام من الدراسة التي استمرت تسع سنوات ، أجاب كبار السن من الرجال والنساء على السؤال ، "كل الأشياء التي تم أخذها في الاعتبار ، ما مدى رضاك ​​عن حياتك؟"  تراوحت الردود من صفر إلى 10 ، مع 10 تشير إلى رضا أكبر عن الحياة.

قام الباحثون بتقييم كل من متوسط ​​الرضا عن الحياة عبر الوقت والتنوع في الرضا عن الحياة عبر الوقت.  خلال فترة الدراسة ، علم الباحثون أنه مع زيادة رضا المشاركين عن الحياة ، انخفض خطر الوفاة بنسبة 18 بالمائة.  على النقيض من ذلك ، ارتبط التباين الأكبر في الرضا عن الحياة بزيادة خطر الوفاة بنسبة 20 بالمائة.

إن وجود تاريخ من العلاقات السيئة وانعدام الأمن المالي يزيد من خطر وفاة الشخص مبكرًا. 

علاوة على ذلك فإن كل من هذه العوامل له تأثير أكبر على مخاطر الوفيات أكثر من عدم ممارسة الرياضة، وفقًا لدراسة أجريت على آلاف الأشخاص في الولايات المتحدة. 

تلعب العوامل البيولوجية دورًا مهمًا في صحتنا لكن العوامل غير البيولوجية - سلوكياتنا وتجاربنا الحياتية - لها تأثير أيضًا.  

العلاقات السلبية

ليس من المستغرب أن السلوكيات الصحية تأخذ زمام المبادرة، فالتدخين يضاعف تقريبًا خطر وفاة الشخص مبكرا.

يبدو أن العوامل الاجتماعية الأخرى تلعب دورًا مهمًا أيضًا، فالأفراد الذين تعرضوا للطلاق كانوا أكثر عرضة بنسبة 45 في المائة للوفاة مبكرا على سبيل المثال.  يقول بوترمان: "كان من المدهش، فإن علاقاتنا السلبية لها تأثير كبير جدًا على رفاهيتنا اليومية وصحتنا.

كانت المعاناة من الضائقة المالية عاملاً مهمًا آخر، وزاد خطر الوفاة بنسبة 32 في المائة لدى أولئك الذين عانوا من صعوبات مالية في الآونة الأخيرة، فضلاً عن أولئك الذين لديهم تاريخ من البطالة.

يبدو أن هذه العوامل لها تأثير أكبر على مخاطر الوفيات من عدم ممارسة الرياضة والتي وفقًا للتحليل زادت من خطر الوفاة خلال فترة الدراسة بنسبة 15 في المائة.