الاطفال الذين يساعدون بانتظام في الأعمال المنزلية قد يكون أداؤهم أكاديمياً أفضل ولديهم مهارات أقوى في حل المشكلات.

قد يرتبط مطالبة الاطفال بالقيام بالأعمال الروتينية على أساس منتظم بحصولهم على أداء أكاديمي أفضل ومهارات حل المشكلات، وفقًا لبحث جديد من جامعة لاتروب.

وجدت الدراسة أن الأعمال الروتينية المنتظمة مرتبطة بوظائف تنفيذية أفضل مثل: التخطيط والتنظيم الذاتي والتبديل بين المهام وتذكر التعليمات، وتشير نتائج الدراسة إلى أن التدخلات التي تتضمن أنشطة شبيهة بالأعمال المنزلية مثل الطهي أو البستنة قد تكون مفيدة بشكل خاص للأطفال.

على الآباء استخدام الأعمال المنزلية المناسبة للعمر والقدرة لتسهيل تطوير الوظائف التنفيذية لدماغ الاطفال

الاطفال الذين يقومون بطهي وجبة عائلية أو إزالة الأعشاب الضارة من الحديقة بشكل منتظم قد يكونون أكثر عرضة للتفوق في جوانب أخرى من الحياة مثل: العمل المدرسي أو حل المشكلات.

تناولت الدراسة آباء 207 من الاطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و 13 عامًا، ففي منتصف عام 2020 طُلب من الآباء إكمال استبيانات حول عدد الأعمال المنزلية التي يقوم بها أطفالهم يوميًا والوظيفة التنفيذية للطفل.

وجد الباحثون أن انخراط الطفل في أعمال الرعاية الذاتية مثل: تحضير وجبه لنفسه، وأعمال رعاية الأسرة مثل: تحضير وجبة لشخص آخر، تنبأ بشكل كبير بالذاكرة العاملة وهي القدرة على التفكير قبل التصرف، بعد التحكم  في تأثير العمر والجنس ووجود أو عدم وجود إعاقة.

بينما أظهرت الأبحاث السابقة أن إشراك الاطفال في الأعمال المنزلية المناسبة للعمر يمكن أن يزيد من مشاعر الاستقلالية ويرتبط بتحسين السلوكيات الاجتماعية الإيجابية وزيادة الرضا عن الحياة، فهذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في الارتباط بين الأعمال الروتينية العادية والنمو المعرفي للطفل وخاصة التنفيذي.

   يتم تعريف الوظائف التنفيذية بشكل عام على أنها:

الذاكرة العاملة؛ و هي القدرة على مراقبة المعلومات المؤقتة ومعالجتها؛  أي القدرة على منع الاستجابات التلقائية أو قمع المعلومات غير ذات الصلة للتركيز على مهمة واحدة؛ والقدرة على نقل التركيز بين المهام.

عادةً ما تبدأ هذه المهارات في التطور في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر في التطور إلى مرحلة المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر.

يمكن أن تؤدي الإعاقات أو التأخير في تطوير الأداء التنفيذي إلى صعوبات في القدرة على التنظيم الذاتي والتخطيط وحل المشكلات كبالغين، مما يكون له آثار لاحقًا في الحياة على أداء القراءة والقدرة الرياضية  بالإضافة إلى توقع التحصيل الأكاديمي الإجمالي في مرحلة الطفولة المتأخرة.

كما تم ربط التطوير المبكر للأداء التنفيذي بالمشاركة في التعليم العالي وتحسين الصحة البدنية والوضع المالي الأفضل في مرحلة البلوغ، وتشير الأبحاث إلى أنه قد يكون من الممكن تحسين الوظائف التنفيذية من خلال تطوير إجراءات وأنشطة تعليمية فردية.

لقد افترضنا أن الاطفال الذين ينخرطون في المزيد من الأعمال المنزلية سيكون لديهم قدرة أفضل على تنشيط الذاكرة العاملة، ومن المحتمل أن تعكس النتائج التي توصلنا إليها أن معظم الأعمال المنزلية تتطلب من الأفراد التنظيم الذاتي والحفاظ على الاهتمام والتخطيط والتبديل بين المهام، وبالتالي دعم تطوير الأداء التنفيذي.