كان الصحابة أعظم جيل في تاريخ البشرية، فقد كانوا أكثر حبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا أكثر نقاءً في دينهم، وكانوا أرفع المؤمنين بعد الأنبياء، فكيف يمكننا تعليم أبنائنا الاقتداء بالصحابة؟ 

سنقدم لكِ اليوم ملكتي نماذج من الصحابة، كلهم ​​فريدون وأقوياء ومتميزون، يمكن أن تلهم قصصهم طفلك وتحفزه نحو النجاح بإذن الله.

روى البخاري (2652)، ومسلم (2533) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ". 

لكنهم لم يكونوا جميعًا متطابقين، ولم يكن لديهم نفس نوع الشخصية ونفس الخلفيات والعقليات والتوقعات والأذواق بالضبط، فقد كانوا متفردين، لكنهم اتحدوا على الإسلام وتطبيق تعاليمه.

وكونهم مختلفين فهو رحمة الله على هذه الأمة، والسبب بسيط؛ فلو كان جميع الصحابة متطابقين، أو حتى متشابهين بشكل ملحوظ، فلن يكون هناك فائدة من الاقتداء بالصحابة جميعًا كنماذج يحتذى بها. 

أي أن فرديتهم أمر بالغ الأهمية لأمتنا لأننا كمسلمين لسنا جميعًا متشابهين، َعندما نرى كيف اختلفوا يمكننا الاقتداء بالصحابة وأخذ دروس مميزة من كلٍ منهم، ونتعلم من تجاربهم، ونكتسب مفاهيم مختلفة لأحكام الإسلام المختلفة.  

كيف يمكن للأطفال الاقتداء بالصحابة؟

أبو بكر الصديق

اشتُهر أبو بكر بأنه أكثر الصحابة تصديقًا للنبي، وكان أول رجل يؤمن بالإسلام؛ فعنْ عُمرَ قال: "لوْ وُزِنَ إيمانُ أبي بكرٍ وإيمانُ الناسِ لرجحَ إيمانُ أبي بكرٍ". 

وكان أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد برع في كل أشكال العبادة، ولذلك عُرف بالسبّاقح أي الذي يفوز في كل منافسة، حيث تبرع عمر بن الخطاب ذات مرة بنصف ثروته لتمويل معركة تبوك، على أمل التفوق على أبو بكر، ليجد أن أبو بكر قد تبرع بكامل ثروته! وعندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عما تركه لأهله أجاب أبو بكر: تركت لهم الله ورسوله!

عمر بن الخطاب

عُرِف عمر بن الخطاب بقوته وجبروته، ولقد استخدم قوته وذكائه وحكمته البعيدة النظر من أجل الإسلام وتمكين المسلمين، ولقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاروق، وهو الذي يفرق بين الحق والباطل كما يفرق الله بين الليل والنهار، وإذا كان هناك من عُرف عنه القوة فهو عمر!  

فعندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة، هاجروا سرًا وخوفًا من القهر، إلا عمر! فقد تقلد سيفه وتنكب قوسه ومضى قِبَل الكعبة والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعًا متمكنًا، ثم أتى المقام فصلى متمكنًا، ثم قال لهم: "شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه أو يوتم ولده أو يرمل زوجه فليلقني وراء هذا الوادي".

ووصل عمر بن الخطاب ومن معه إلى يثرب وأخذ الناس هناك يسألونه أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: "هو على الأثر، أى إن وقت هجرته قد حان وسيحل بأرض يثرب خلال أيام لن تطول". 

قال الصحابة: لم يجرؤ أحد على لقاء عمر إلا حمقى مكة، وعلمهم جميعًا دروسًا ثمينة قبل أن يرسلهم إلى ديارهم!

السيدة عائشة بنت أبي بكر

اشتهرت السيدة عائشة بنت أبو بكر بعقلها الراجح وحكمتها المتطورة مدفوعةً بفضولها الشاب، فقد كانت الزوجة الشابة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وابنة أفضل رفيق له -أبو بكر-، وبدافع فضولها كانت تطرح عددًا كبيرًا من الأسئلة مما جعلها مصدرًا لا يقدر بثمن للمعرفة والأحكام الإسلامية.  

ويعود إليها أكثر من 2000 رواية حديث، مما يجعلها من أعلى رواة الحديث بسبب معرفتها الواسعة، ولأنها عاشت لفترة طويلة بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) تمكنت من تعليم المسلمين دينهم لسنوات عديدة قبل أن يتوفاها الله.

عبد الرحمن بن عوف

أما عند الاقتداء بالصحابة في العمل وكسب المال، فإن أول صحابي يتبادر إلى الأذهان هو عبد الرحمن بن عوف، فقد كان يُعرف باسم رجل الأصابع الذهبية! لأن كل شيء لمسه بدا وكأنه يتحول إلى ذهب! حيث تدفقت الأموال من أي عمل من الأعمال التجارية التي استثمر فيها، وكان ينفق ثروات طائلة في سبيل الله. 

كانت هذه مجرد أمثلة قليلة على العظمة التي يمكن أن نتعلمها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.  

في الواقع ملكتي، عند باتباع والاقتداء بالصحابة جيدًا، فنحن بذلك نتبع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم لم يتعلموا الدين من غيره، ولقد وصل القرآن والسنة لنا من خلالهم، لذلك كانوا أكثر من فهم آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم بعمق.

وقد كانوا يتوجهون مباشرةً إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للتوضيح إذا كانت لديهم أسئلة، لذلك كان لدى الصحابة فهمًا أكبر وأكمل للدين من أي شخص جاء بعدهم، ولهذه الأسباب من بين العديد من الأسباب الأخرى، نعتبرهم قدوة حسنة لنا ونتمنى دائمًا أن يقوم أطفالنا بـ الاقتداء بالصحابة في كل جوانب حياتهم.

إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!