إن زيادة انتباه الاطفال وتركيزهم يعد أمرًا هامًا في عصرنا الحديث الذي يشهد تشتتًا وانشغالًا كبيرًا وصعوبات التعلم، ويعد التركيز الجيد أساسًا لتحقيق النجاح الأكاديمي والمهني، ويساعد الأطفال على تنمية مهاراتهم وقدراتهم بشكل عام.
يحتاج الأهل والمربين إلى استخدام استراتيجيات فعّالة لتعزيز انتباه الاطفال، مثل تنظيم البيئة، وتقديم التحفيز المناسب، وتعزيز النشاط البدني والغذاء الصحي.
أليس من المضحك أنه يمكن جذب انتباه الاطفال للعبة الفيديو أو البرنامج التلفزيوني المفضل لديهم لساعات في كل مرة، ولكن عندما تطلبين منهم عمل واجباتهم المدرسية، يبدأ انتباه الاطفال في التوهان في غضون دقائق! يمكن أن يكون زيادة التركيز مهمة صعبة لأطفال المدارس.
ومن خلال توفير الدعم اللازم وإرشاد الاطفال، يمكن للأهل والمربين مساعدتهم على تحقيق تركيز أفضل وتعزيز نجاحهم في الحياة، لذا جربي هذه الأنشطة الممتعة للمساعدة في تحسين انتباهه وتركيزه!
فترة انتباه الاطفال
يعتقد الخبراء أنه يمكن للطفل عادةً التركيز بقوة لمدة ثلاث إلى خمس دقائق وفقًا لعمره:
لذلك قد يكون الطفل البالغ من العمر خمس سنوات قادرًا على التركيز لمدة 15 دقيقة تقريبًا، بينما يمكن للطفل البالغ من العمر 10 سنوات الاستمرار في المهمة لساعة تقريبًا!
ومع ذلك، يجد العديد من الأطفال صعوبة في التركيز حتى في فترات زمنية قصيرة، لا سيما إذا كان النشاط الذي يعملون عليه لا يجذبهم، أو إذا كان هناك الكثير من عوامل التشتت أثناء التعليم، ولكن من الممكن تحسين انتباه الاطفال دون الشعور بأن ذلك عمل روتيني لك أو لهم.
أفكار تعليمية ممتعة لزيادة انتباه الاطفال
1. لعبة العملة:
- هذه لعبة سريعة الخطى تعمل على تحسين مهارات الذاكرة والتسلسل بالإضافة إلى تعزيز انتباه الاطفال وتركيزهم.
- خذي كومة من العملات المتنوعة، ثم اختاري خمسة ورتبيها في تسلسل:
- على سبيل المثال: نصف ريال، ١٠٠ هللة .. وهكذا.
- اجعلي طفلك ينظر إليهم عن كثب لمدة 15 ثانية أو نحو ذلك، ثم غطيهم بورقة.
- اطلبي من طفلك أن يصنع نفس النمط باستخدام العملات أمامه، مع توقيتها بساعة توقيت.
- عند الانتهاء، قومي بتدوين الوقت الذي استغرقه وما إذا كان قد عرف النمط الصحيح أم لا؛ إذا لم يفعل ذلك، اجعليه يحاول مرة أخرى حتى يصبح على صواب.
- كلما لعبت هذه اللعبة، زاد انتباه الاطفال ويمكنك زيادة الصعوبة باستخدام المزيد من فئات العملات أو التسلسلات الأطول.
2. ايجاد الفرق:
- اكتشاف الفرق من الألعاب الفردية الرائعة في جذب انتباه الاطفال إلى التفاصيل الصغيرة.
- يمكنك تخصيصها وفقًا لعمر طفلك وقدرته، كما أنها تتمتع بميزة كونها محمولة ومتاحة بسهولة عبر الإنترنت، مما يجعلها مثالية للسفر أو غرف الانتظار.
- الألغاز حيث يجب على طفلك اكتشاف كائن مخفي في صورة مفيدة أيضًا لتطوير التركيز.
3. نسخ الصور:
- سيساعد هذا التمرين طفلك على التحسن في الجلوس دون حراك والتركيز على العمل أمامه.
- اعطيه صورة -الرسم التوضيحي البسيط من كتاب التلوين مثالي- وورقة فارغة لنسخ الصورة عليها.
- اطلبي منه التركيز على نسخ الصورة لفترة قصيرة -أقل من 30 ثانية في البداية- ثم لمدة 30 ثانية أخرى، وهكذا.
- عندما يتحسن تركيزه، يمكنك زيادة الوقت الذي يقضيه في النسخ وتقليل عدد فترات الراحة التي يحصل عليها.
4. لعبة تذكر الأشياء:
- تعتبر هذه اللعبة طريقة رائعة لجذب انتباه الاطفال والعمل على تطوير مهارات التركيز لديهم.
- خذي مجموعة مختارة من الأشياء المنزلية الصغيرة مثل: ملعقة صغيرة، ومفتاح، ومشبك شعر، وكوب -ستحتاجين إلى حوالي 20 شئ في المجموع- ورتبيهم على صينية.
- امنحي طفلك 30 ثانية لدراسة الأشياء، ثم غطيها بمنشفة.
هناك بعد ذلك طريقتان للعب اللعبة:
- إما أنه يمكنك أن تطلبي من طفلك أن يتذكر أكبر عدد ممكن من العناصر في غضون وقت محدد.
- أو يمكنك إزالة عنصر واحد بشكل سري ثم اطلبي منه تحديد ما هو مفقود.
5. لعبة "ذهبت إلى السوبر ماركت":
- هذه اللعبة التقليدية عبارة عن تمرين جماعي جيد يمكنك لعبه مع طفلك وإخوته أو أصدقائه، وغالبًا ما ينتهي الأمر بمرح شديد.
- اجلسوا في دائرة أو حول طاولة، يقول الشخص الأول ، "ذهبت إلى السوبر ماركت واشتريت ..." ثم يطلق اسمًا على عنصر يبدأ بالحرف أ: على سبيل المثال: أفوكادو.
- ثم يكرر الشخص التالي الجملة ويسمي شيئًا يبدأ بحرف ب، ولكن عليه أيضًا أن يتذكر إجابة الشخص الأول: مثل : "ذهبت إلى السوبر ماركت واشتريت بالونًا وأفوكادو."
- استمري في قراءة الحروف الأبجدية، وشاهدي عدد الأشياء التي يمكن للطفل تذكرها قبل أن ينهار كل شيء وتبدأوا في الضحك!
6. العد التنازلي:
- قد يكون العد أمرًا طبيعيًا بالنسبة لطفلك، ولكن العد التنازلي - خاصةً في الأرقام الأخرى غير واحد - يتطلب مجهود ذهني، ويساعد على تعزيز انتباه الاطفال ومهارات التركيز لديهم.
- حاولي إعطائه رقمًا عشوائيًا - على سبيل المثال 47 - ثم اطلبي منه العد التنازلي.
- إنه أكثر تحديًا مما يبدو ويجبره على إشراك عقله وإغلاق المشتتات.
7. دوائر التلوين:
- يعد التلوين الواعي والعبث بالرسومات من الأشياء المهمة بين البالغين في الوقت الحالي، مما يساعد على إبعاد عقولنا عن المشتتات اليومية والتركيز على المهمة التي أمامنا، كما أنه مفيد للأطفال أيضًا.
- ابدأي برسم سلسلة من الدوائر الصغيرة على ورقة ليقوم طفلك بتلوينها، بأكبر قدر ممكن من الدقة، والبقاء داخل الخطوط، نظرًا لأن الدوائر صغيرة، يجب أن يستغرق ذلك دقيقة واحدة فقط أو نحو ذلك.
- في اليوم التالي، ارسمي دوائر أكبر قليلًا تستغرق وقتًا أطول قليلًا للتلوين.
- مع تحسن قدرة طفلك على التركيز، يمكنك تقديم أشكال أكبر وأنماط أكثر تعقيدًا والتي ستستغرق وقتًا أطول لإكمالها، مما يساعد على إطالة مقدار الوقت الذي يمكنه التركيز عليه.
8. عد الكلمات:
- هذا تمرين جيد للأطفال الذين يعانون من نقص التركيز.
- خذي كتابًا واختاري فقرة من النص ليطلع عليها طفلك، ليس الهدف القراءة ولكن الهدف عد كلمات الفقرة، وعند الإنتهاء اطلبي منه أن يعود ويعد مرة أخرى.
- هل حصل على نفس الإجابة؟ إذا لم يكن كذلك اجعليه يعد مرة أخرى، وإذا فعل ذلك في المرة القادمة يمكنك منحه فقرة مختلفة أو أطول للعمل عليها.
- من المستحيل أن يشرد عقله عندما يهتم بشدة بالتفاصيل.
9. ألعاب الرقص:
- إذا كان لديك جهاز Wii أو Xbox أو وحدة تحكم أخرى، فإن الألعاب التي يتعين على طفلك فيها نسخ تسلسل الرقص المعروض على الشاشة رائعة لتعزيز انتباه الاطفال ومهارات التركيز خاصةً أولئك الذين يجدون صعوبة في الجلوس والتركيز على تمارين الطاولة.
- كما أنها تساعد في تطوير سرعة المعالجة والمهارات الحركية، وستساعد الطفل المتململ على حرق الطاقة الزائدة أيضًا.
في ختام هذا المقال، يُمكن القول إن زيادة انتباه الاطفال وتركيزهم هي مهمة تتطلب جهودًا من الأهل والمربين، ومن خلال اتباع استراتيجيات فعّالة وتوفير الدعم المناسب، يُمكن للأطفال تحسين قدرتهم على التركيز في المهام التي يقومون بها.
يجب أن يكون التركيز الجيد هدفًا مشتركًا بين الأهل والمدرسة، حيث يُمكن توفير بيئة مناسبة للتعلم والنمو العقلي، ولا تنسي أن الأطفال هم أفراد فريدين لديهم اهتماماتهم واحتياجاتهم الخاصة، فعلينا أن نكون مرنين ومتفهمين ونقدم لهم الدعم والتوجيه الذي يحتاجونه.
من خلال العمل المشترك، يمكننا زيادة انتباه الاطفال ومساعدتهم على تحقيق النجاح الشخصي والأكاديمي والمهني في المستقبل بإذن الله.