إن محاولة الحمل يمكن أن تكون مرهقة عاطفيًا للعديد من الآباء والأمهات، فمع اقترابي أنا وزوجي من الشهر الخامس في محاولة لإنجاب طفلنا الثاني شعرت بقلق متزايد، نعم نعم أنا أعرف أن الحمل يستغرق وقتًا وأن معظم الأزواج لا يحدث معهم الحمل على الفور، لكن حملي الأول حدث بسرعة لذلك ظننت أن الحمل الثاني سيكون بنفس السهولة!  

وهنا قمت بتسليح نفسي بالإحصائيات في محاولة لإدارة توقعاتي، لقد بحثت عن الإباضة والإخصاب والوقت الذي يستغرقه الحمل وأدركت أنني يجب أن أتحلى بالصبر، فبعد كل شيء على الرغم من أن الأزواج الأصحاء الذين يحاولون بنشاط الحمل لديهم فرصة بنسبة 25% إلى 30% في الحمل كل شهر فمن الطبيعي أن تستغرق العملية ما يصل إلى عام.

لكن بالرغم من أنني أدركت الحاجة إلى الصبر إلا أن قلقي لم يتلاشى! خاصةً وأننا مررنا بأكثر من اختبار حمل سلبي، إن التفكير في اتتظار شهر آخر من عدم اليقين والانتظار لمدة أسبوعين بين التبويض والاختبار يجعل تفكيري مشوشًا دائمًا! وأنا أقول هذا باعتباري شخصًا بدأ يحاول الحمل مؤخرًا نسبيًا، فماذا عن السيدات اللاتي حاولن لسنوات! أتخيل أن الانتظار سيكون مرهقًا للغاية ..

● أفعوانية من العواطف

على الرغم من أنني فهمت أن الحمل لا يحدث دائمًا على الفور فقد افترض جزء مني أنني سأحمل بسهولة هذه المرة أيضًا، وعندما لم يحدث ذلك زاد قلقي وشعرت بأنني بدأت في الهوس.

أتتبع التبويض باستخدام مجموعة أدوات توقع الإباضة وبينما كنت أختبر في البداية مرة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام في الشهر، بدأت في الاختبار أكثر وأكثر وأحيانًا عدة مرات في اليوم لمدة 15 يوم! أما بالنسبة لاختبارات الحمل فأنا أشعر بالحرج قليلًا للاعتراف بأنني بدأت الاختبار قبل ثمانية أيام تقريبًا من اليوم الأول من دورتي الشهرية المتوقعة! أجد نفسي أحيانًا أحمل الاختبار في غرف مختلفة من منزلي على أمل رؤية خط ثانٍ خافت في ضوء أفضل.

العملية برمتها عبارة عن أفعوانية من العواطف: الأمل، القلق، والرهبة، أشعر بالسعادة والأمل مع اقترابي من أسبوع التبويض المتوقع لكن الإثارة لم تدم طويلًا، فمستويات التوتر لدي ترتفع حتمًا عندما أبدأ في اختبار الإباضة وتتسلل أفكار القلق إلى عقلي: ماذا لو كانت مجموعة أدوات توقع الإباضة الخاصة هذه خاطئة؟ ماذا لو مارسنا العلاقة الزوجية في يوم أقل خصوبة؟ ماذا لو لم يحدث التبويض طوال ذلك الشهر؟

وعندما ارتفعت حالتي المعنوية بحدوث الإباضة عدت إلى دوامة من القلق والتوتر خلال الانتظار لمدة أسبوعين! خلال هذين الأسبوعين -أشعر أنهما عامين- أجد نفسي غارقة في الشك والقلق وتسابق الأفكار، أعاني من نوبات صداع نصفي متكررة وأعاني من أجل التركيز على عملي أو الاهتمام بمنزلي.

● يمكن أن تكون تحديات الخصوبة مرهقة للغاية

لم يمر وقت طويل منذ بدأنا محاولة الحمل حتى نذهب إلى أخصائي الخصوبة (الذي يوصى به بعد ستة أشهر للأمهات في عمر 35 وما فوق، أو بعد عام لمن تقل أعمارهم عن 35 عامًا).

لكن كل شهر أشعر بقلق متزايد بشأن العقم الثانوي والذي يمثل حوالي 50% من جميع حالات العقم، أفكر في أن ما يقرب من 7 ملايين امرأة يواجهن صعوبة في محاولة الحمل كل عام، وعلى الرغم من أنه يمكن معالجة معظم حالات العقم من خلال العلاج الطبي إلا أن تحديات الخصوبة يمكن أن تسهم في الإرهاق العاطفي.

إن الجهد المبذول للحمل في طفل يبدو وكأنه وقت ممتع، وبالنسبة لكثير من الآباء فهو كذلك بالفعل، لكن الباحثين وجدوا أن الأفراد والأزواج الذين يحاولون منذ فترة طويلة يمرون بمجموعة من المشاعر المزعجة، بما في ذلك الغضب والاكتئاب والقلق وتراجع احترام الذات والصراع في العلاقات وحتى العجز الجنسي!

ثم يأتي أحد أفراد الأسرة -حسن النية- الذي يستمر في السؤال عن موعد إنجاب طفل أو متى ستنجبين لطفلك الحالي شقيقًا آخر! 

تظهر الأبحاث أيضًا أن الضغط من أجل حدوث الحمل يمكن أن يجعل الأزواج الذين يعانون من العقم يشعرون بالعزلة والتقليل من قيمتهم في مجتمعاتهم، وعندما لا تسير جهود الحمل كما هو مخطط لها فإن مستويات التوتر لدى النساء تصبح أعلى من التوتر مقارنةً بأزواجهن.

● استعادة راحتي النفسي أثناء محاولة الحمل

مع مرور الأشهر وجدت نفسي أتعامل مع العلاقة الزوجية بطريقة روتينية مملة، في اللحظة التي أحصل فيها على أضعف علامة على الإباضة نبتعد عن بعضنا البعض، وإذا بدأت أيام التبويض نمارس العلاقة بجدول محدد! 

لكن مؤخرًا اقترح زوجي أن نستمتع مرة أخرى بعلاقتنا كما كنا في البداية، وبعد أن فكرت في اقتراحه قلت لنفسي: "يجب أن يكون إنجاب الطفل أمرًا ممتعًا، أليس كذلك؟"

لذلك قررت التخلص من بعض الأشياء التي كانت تتسبب في قلقي المستمر واستبدالها باستراتيجيات صحية لتقليل التوتر!

أخبرت نفسي أنه لا يمكنني استخدام مجموعات الإباضة إلا في الأسبوع الذي من المقرر أن تبدأ فيه الإباضة، ثم أختبرها مرة واحدة فقط في اليوم، ووضعت لنفسي قيودًا على اختبارات الحمل، يمكنني إجراء اختبار واحد بعد اليوم الأول من الدورة المتأخرة بدلًا من إجراءه قبل عدة أيام من غياب الدورة! وقد وعدت نفسي بأن أتوقف عن البحث في نفس الموضوعات والإحصاءات التي قرأتها بالفعل عن محاولة الحمل.

هذه الاستراتيجيات ساعدتني كثيرًا! أيضًا بدأت أبذل جهدي لقضاء وقت فراغي في المشاعر التي لا علاقة لها بالحمل، مثل قراءة كتاب جيد ومشاهدة فيلمي المفضل مع زوجي وممارسة التمارين، ، والأهم من ذلك التركيز على شكر الله -عز وچل- لمنحي جميع الأشخاص الرائعين الذين هم بالفعل في حياتي.

ليس الأمر سهلًا ملكتي، لكن يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتقبل فكرة أننا لا نملك تغيير أقدارنا والأوقات التي ستحدث فيها الأشياء التي نريدها بشدة، وبالرغم من ذلك ما زلت أعتقد أن كل شيء سيحدث في وقته المناسب الذي قدره الله -عز وچل- لي! ..