يأتي عدم الاحترام من الاطفال أو المراهقين بأشكال مختلفة مثل:
نظرات العين، والشتائم، والتحدث بشكل غير لائق، والطلبات التي يتم تجاهلها، والتعليقات السيئة...إلخ

إذا كنت تعاني من سلوك غير محترم من أطفالك، فأنت لست وحدك؛ فهذا أحد أكبر مواضيع المحادثة بين الآباء ومدربي الآباء عبر الإنترنت.

الحقيقة هي أن السلوك غير المحترم هو إحدى الطرق غير المناسبة التي يحاول الاطفال وخاصة المراهقون حل مشاكلهم بها، حيث يمكن أن يشعر الاطفال بالعجز في مواجهة القواعد والتوقعات، والتحدث مرة أخرى وإظهار عدم الاحترام هو إحدى الطرق التي يحاولون بها استعادة بعض القوة، وإذا كان بإمكانهم جرّك إلى الجدل ، فهذا أفضل، حيث يتحول الأمر إلى جدتل حول الاحترام بدلاً من التركيز على المشكلة مثل واجباتهم المدرسية!

"لا يمكنك المطالبة بالاحترام، ولكن يمكنك أن تطلب من طفلك أن يتصرف باحترام بغض النظر عن شعوره تجاه الموقف."

تشمل الأسباب الكامنة وراء السلوك غير المحترم العملية الطبيعية والصحية تمامًا لطفلك عندما يكبر ويبتعد عن هويته كطفل أصغر سنًا، حيث يسعى المراهقون بشكل طبيعي إلى مزيد من الاستقلالية مع تقدمهم في السن، وعدم الاحترام المعتدل هو إحدى الطرق التي يتم التعبير عن الاستقلال بها.

ولكن "في حين أنه من المهم السماح بعملية الانفصال الطبيعية التي تحدث خلال سنوات المراهقة، يجب على الآباء أيضًا التأكد من تحديد وتحدي أي سلوك للطفل غير محترم حقًا  مؤذي أو وقح أو مهين للآخرين ".

لذلك في حين أنه قد يكون صحيًا وطبيعيًا في بعض الحالات، فإن السلوك غير المحترم ليس شيئًا يريد المراهق التخلي عنه دون رادع.
في الواقع يمكن أن يؤدي تجاهله تمامًا إلى تصعيد السلوك غير المحترم.

ما الأشياء الأخرى التي تزيد من السلوك غير المحترم لدى المراهقين؟

فيما يلي خمس طرق شبه مضمونة يمكنك من خلالها تشجيع طفلك عن غير قصد على السلوك غير المحترم وما يمكنك فعله:

1. لا تأخذي كل شيء على محمل شخصي أو تبالغي

إلى حد كبير كل مراهق يُرهق والديه بلا هوادة، معربًا عن إحباطه بطرق مختلفة. 
يبحث الاطفال عن نقاط الضعف تلك، فتلك الأماكن التي يمكنهم فيها جرك للدفاع عن نفسك أو قواعدك.

إذا كنت تأخذ الأمر على محمل شخصي فسيكون من الصعب الاستجابة بفعالية، وإذا كنت تتفاعل مع كل واحدة من هذه السلوكيات، فمن غير المحتمل أن ترى أي تغيير في طفلك، ففي حين أن هذه الأشياء مزعجة إلا أنها ليست بالضرورة شيئًا يجب تصحيحه.

يتحدث جيمس ليمان عن تجاهل الأشياء الصغيرة غير المحترمة التي يقوم بها الاطفال، خاصةً إذا كانوا يلتزموا بطريقة أخرى بقواعدك. 
الطفلة التي تمتم في نفسها وهي تتعثر للقيام بما قيل لها تتصرف مثل طفل عادي، وعندما يعامل ابنك الناس معاملة سيئة بينما يرفض الامتثال للتوقعات التي تحتاجها للقفز وتصحيح السلوك.

 ماذا تفعلي:

 حددي السلوكيات التي ستركزي عليها وأيها يمكنك تجاهلها، وتذكري أن تلك السلوكيات المزعجة بشكل معتدل لا تتعلق بك، إنها مجرد تعبير عن الإحباط، ويتمثل دورك في التعامل مع سلوك الاطفال أو المراهقين بموضوعية قدر الإمكان.

هذا لا يعني أنك لن تغضبي، ابحث فقط عن طرق للتعامل مع هذه المشاعر بعيدًا عن التفاعلات مع الاطفال إن أمكن، واستمري في التركيز على الموضوع المطروح.

2. لا تسيئي إلى الآخرين

الحياة مرهقة في بعض الأحيان: الرؤساء يمثلون تحديًا، والجيران يصرخون، ويمكن أن يكون أفراد الأسرة مزعجين. 
بصفتك أحد الوالدين سيكون لديك الكثير من الفرص لتظهري لأطفالك كيف تديري سلوكك عندما تكوني منزعجًة أو مستاءًة.
الأطفال يراقبوننا، فإذا تحدثت بشكل سيء عن الآخرين أو تعاملت مع الآخرين بقلة احترام، فسوف يتبع طفلك نفس النهج.

ماذا تفعلي:

يجب على الآباء أن يكونوا قدوة لسلوك أفضل لأطفالهم، وتذكري أنهم يراقبونك، حتى لو بدا أنهم لا يهتمون بما تفعليه. 
إذا كنت تقدرين الاحترام فعليك أن تكوني نموذجًا للسلوك المحترم، وابذلي قصارى جهدك لتُظهري لهم الطريقة التي ينبغي أن يتم بها ذلك.

3. لا تأخذي جانب طفلك

ما علاقة اتخاذ جانب طفلك بالسلوك غير المحترم؟

لنفترض أن طفلك يشكو من مقدار واجباته المدرسية، ويطلق أسماء غير لائقة على المعلم ويتصرف بعدم احترام تجاهه بشكل عام.

إذا كنت تأخذين جانب طفلك في هذه الحالة فقد تقولي أنك توافقين على أن المعلم غبي، وأنه يقوم بعمل فظيع، وتوافقين على أن طفلك لا يتعين عليه القيام بكل هذا الواجب المنزلي لأنه من الواضح أن المعلم مخطئ.

عندما تقفي إلى جانب طفلك وتنضمي إليه فعليًا في سلوك غير محترم، فأنت تُظهرين له أنك لست مضطرًة لأن تحترمي شخصًا لا تتفقي معه.
الرسالة التي يسمعها طفلك هي: إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما على خطأ، فمن حقك أن تكون وقحًا.

ماذا تفعلي:

الحقيقة هي أنه لا يتعين عليك أنت أو طفلك الاتفاق مع شخص ما لمعاملته باحترام، حتى إذا كنت تعتقدين أن المعلم (أو المدرب أو المدير ، إلخ) مخطئ، أخبري طفلك أنه بغض النظر عن شعوره، لا يزال بحاجة إلى إيجاد طريقة للتصرف بشكل مناسب.

تتمثل إحدى فوائد هذا النهج في أن طفلك سيواجه على الأرجح الكثير من الأشخاص في حياته قد التي لا يتفق معهم، فساعديه على تعلم المهارات التي يحتاجها للتعامل مع تلك الخلافات بهدوء وبشكل مناسب.

4. لا تنس أن تلاحظي سلوكه الجيد

في بعض الأحيان يتمكن طفلك من القيام بالسلوك بشكل صحيح لكن الأوقات السيئة تفوق بكثير أي تقدم.

الاطفال مثل الكبار تمامًا: النقد المستمر يولد الاستياء، فإذا كنت تتصل بطفلك دائمًا بشأن اختياراته السيئة، فقد يقرر أنه لا توجد طريقة للفوز إذا لم تعترفي أبدًا بالأوقات التي تمكن فيها من التحكم في سلوكه، فقد يتوقف عن المحاولة.

قد يبدو الأمر غير بديهي ولكن الانتباه المستمر للفشل، مع عدم الاعتراف حتى بالنجاح البسيط يمكن أن يزيد من سلوك الاطفال غير المحترم.

ماذا تفعلي:

يستجيب الأطفال جيدًا للمدح، ولا يقتصر الأمر على الشعور بالرضا عن الثناء فحسب، بل إنه يمنح طفلك أيضًا ملاحظات مهمة: الاعتراف بالسلوك الجيد يعزز تلك المهارات.

5. وأخيراً وليس آخراً: لا تطالبي بالاحترام

الحقيقة هي أن العديد من الاطفال لا يحترمون والديهم تلقائيًا، في الواقع من الطبيعي أن يعتقد ابنك المراهق أنه يعرف أكثر مما تعرفه؛ هذه واحدة من مزالق المراهقة، حيث يعتقد كل مراهق تقريبًا أنه أذكى وأكثر تناغمًا من والديه.

لا يمكنك أن تجعل شخصًا يحترمك، فالاحترام شعور، ولا يمكنك فرض المشاعر على شخص ما، ومحاولة إجبار طفلك على احترامك لن تنجح.

لكن إذا كنت لا تستطيع المطالبة باحترامه فكيف يمكنك منعه من التصرف بهذا السوء؟  تكمن الإجابة في التعامل مع سلوكه، وليس مشاعره حتى مشاعرهم تجاهك!

ماذا تفعلي:

لا يمكنك المطالبة بالاحترام، ولكن يمكنك أن تطلبي من طفلك أن يتصرف باحترام، بغض النظر عن شعوره تجاه الموقف.

تتمثل إحدى الطرق الرائعة للقيام بذلك: عندما يتصرف طفلك بطريقة غير محترمة يمكنك إخباره:

"ليس عليك أن تحب القاعدة، لكن عليك الامتثال لها.  فقط لأنك غاضب لا يعني أنه يمكنك محادثتي بطريقة غير لائقة ".

استمري في التركيز على السلوك، واتركي المشاعر وشأنها، والمفارقة هي أنه على المدى الطويل سيحترمك طفلك أكثر إذا حافظت على هدوئك وفرضت قواعدك باستمرار.

تنطبق هذه النصائح على عدم الاحترام الخفيف إلى المتوسط ​​من طفلك، وإذا كان السلوك الذي تريه أكثر تطرفًا من ذلك، فيرجى التأكد من التواصل للحصول على مزيد من الدعم. 
تذكري أنه "لا يوجد عذر لسوء المعاملة."  لقد مر الكثير من الآباء بنفس التحديات ونحن دائما هنا للمساعدة.