فكري في كل شيء يمكنكِ فعله بواسطة جسمك؛ يمكنك المشي والتنفس والأكل وشفاء نفسك عندما تصابين بجرح أو كسر في العظام وغير ذلك، يبقيك جسمك على قيد الحياة وبصحة جيدة، لكن العادات السيئة وخيارات نمط الحياة يمكن أن تلحق أضرارًا كبيرة وتؤثر على جسدك!

لهذا سيخبرنا الدكتور "تومي ميتشل"، طبيب الأسرة المعتمد عن أكثر الطرق التي تدمرين بها جسمك وكيفية إصلاح الأمر.

أجسامنا مذهلة، لكنها لن تصمد طويلًا أمام الخيارات الصحية السيئة

يقول الدكتور "ميتشل": "جسم الإنسان هو شيء رائع! إنه موجود معنا منذ اللحظة التي نولد فيها حتى نموت، ويمكنه أن يشفي نفسه ويقاوم المرض ويتذكر الأشياء التي حدثت له سواء كانت جيدة أو سيئة، ومن أكثر الأشياء التي لا تصدق عن أجسامنا قدرتها على الشفاء الذاتي، فعندما نجرح أنفسنا تبدأ أجسامنا على الفور في إصلاح الضرر، أنظمتنا المناعية في حالة تأهب دائمًا وتقاوم العدوى والمرض".

"عندما نمرض تعمل أجسامنا بجد للتعافي، وهناك شيء رائع آخر عن أجسادنا وهو الذاكرة! تتذكر أجسادنا الأشياء التي حدثت لهم سواء كانت جيدة أو سيئة، وهذا هو السبب في أنه من الضروري جدًا صنع اختيارات جيدة عندما يتعلق الأمر بـ الصحة، لأنه إذا اتخذنا خيارات سيئة فستتذكرها أجسامنا أيضًا وستكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض في المستقبل، ولكن إذا اتخذنا خيارات جيدة فسوف تتذكر أجسامنا ذلك أيضًا ومن المرجح أن تظل بـ صحة جيدة".

"أجسامنا آلات لا تصدق حقًا! إنهم معنا خلال كل شيء ولديهم قدرة مذهلة على شفاء أنفسهم وتذكر الأشياء التي حدثت لهم، لذلك نحن بحاجة إلى الاعتناء بأجسادنا ومعاملتها باحترام إذا أردنا لها الاستمرار في الاعتناء بنا لسنوات قادمة، قد لا تدركين ذلك ولكن هناك عدة طرق يمكن أن تدمري بها جسدك من غير قصد".

الجلوس لفترات طويلة من الزمن

يخبرنا الدكتور "ميتشل": "يمكن أن يكون للجلوس لفترات طويلة العديد من الآثار السلبية على جسمك، فمن ناحية يمكن أن يؤدي إلى ضعف في وضعية الجسم واختلال في العضلات، عندما تجلسين، تنثني الفخذين وينحني عمودك الفقري وهذا يمكن يتسبب في شد عضلات ظهرك وفخذيكِ بينما تصبح عضلات جانبك الأمامي ضعيفة، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى مشاكل في الدورة الدموية وزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم".

"عند الجلوس لا يتم استخدام عضلات ساقيكِ كثيرًا مما قد يؤدي إلى إبطاء تدفق الدم في ساقيك، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على جسمك ضخ الدم مرة أخرى إلى قلبك مما يؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية، ويمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة أيضًا إلى زيادة خطر جلطات الدم! حيث تتشكل جلطات الدم عندما لا تتحركي كثيرًا ويكون تدفق الدم أبطأ، وبالرغم من أن جلطات الدم يمكن أن تحدث في أي جزء من جسمك إلا أنه من المرجح أن تتشكل في الساقين عند الجلوس لفترات طويلة".

الكثير من التوتر

يوضح الدكتور "ميتشل": "عندما يتعرض الجسم للتوتر فإنه ينتقل إلى وضع" القتال أو الهروب"، تسمح لنا آلية البقاء الطبيعية هذه بالاستجابة بسرعة للمواقف الخطرة، لكن عندما نتعرض باستمرار للضغوط -مثل مواعيد إنهاء مهام العمل والمخاوف المالية ومشاكل العلاقات- يظل الجسم في حالة اليقظة الشديدة هذه، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري، كما يمكن أن يتسبب التوتر المزمن في الصحة العقلية أو يؤدي إلى تفاقمها لحالات مثل القلق والاكتئاب، لذلك من الضروري إيجاد طرق للتحكم في التوتر في حياتنا للبقاء بصحة جيدة جسديًا وعقليًا".

عدم الحصول على قسط كاف من النوم

يؤكد الدكتور "ميتشل" أن: "النوم ضروري لصحة جيدة! إن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد في الأوقات المناسبة يمكن أن يساعد في حماية عقلكِ وجسدكِ ونوعية حياتك وسلامتك، والعكس صحيح! فعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يضر جسمك".

"عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، فعندما تكونين محرومة من النوم فإن جسمك ينتج المزيد من هرمون "الجريلين" الذي يحفز الشهية والقليل من هرمون "اللبتين" الذي يشعركِ بالشبع، وهذا يزيد من فرصك في الإفراط في تناول الطعام واكتساب الوزن.

"يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى مقاومة الأنسولين مما يزيد من صعوبة التحكم في مستويات السكر في الدم ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، بالإضافة إلى زيادة الوزن والسكزي يمكن أن تؤدي قلة النوم أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على مزاجك وصحتك العقلية".

"كذلك يمكن أن يسبب الحرمان من النوم التوتر والقلق والاكتئاب ويؤثر على القدرة على التركيز واتخاذ القرارات، على سبيل المثال إذا كنت لا تحصلين على قسط كافٍ من النوم فمن المرجح أن تكوني مصابة بضعف الذاكرة وانخفاض الوظيفة الإدراكية، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الهلوسة، الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد هو أمر ضروري لصحة جيدة ورفاهية".