اضطرابات القلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لكن لحسن الحظ أنه قابل للعلاج بشكل كبير، وعلى الرغم من انتشاره إلا أن هناك الكثير من الخرافات والمفاهيم الخاطئة حول أعراض اضطرابات القلق وعلاجها، ويمكن أن تجعل هذه المعلومات الخاطئة من الصعب الحصول على المساعدة التي تحتاجيها، لذلك ملكتي دعينا نتعمق في بعض الحقائق العلمية عن القلق.

1. اضطرابات القلق ليست حقيقية لأن كل شخص يعاني من القلق

بالنظر إلى مدى شيوع الشعور بالتوتر والقلق فقد يعتقد البعض أن اضطرابات القلق عادةً ليست شيئًا حقيقيًا، لكن هناك فرق سريري بين القلق الطبيعي اليومي واضطرابات القلق. يصف الدليل التشخيصي والإحصائي للصحة العقلية أن اضطراب القلق العام هو قلق مفرط يحدث في معظم الأيام لمدة ستة أشهر على الأقل، وقد يجد الشخص أيضًا صعوبة في التحكم في قلقه لدرجة أنه يسبب ضغوطًا كبيرة ويضعف قدرته على العمل.

تعد اضطرابات القلق شائعة نسبيًا حيث يعيش أكثر من 40 مليون بالغ مع اضطراب القلق في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وهذا يمثل نسبة 19.1٪ من السكان البالغين، يظهر اضطراب القلق لدى بعض الأشخاص ظاهريًا ويسهل اكتشافه من خلال الأعراض الجسدية للذعر.

2. القلق الاجتماعي مجرد خجل

قد تبدو بعض سلوكيات القلق الاجتماعي مشابهة للخجل، لكنها عادةً ما تكون مختلفة جدًا.

الخجل هو سمة شخصية، أما القلق الاجتماعي فهو اضطراب قلق يتميز بالخوف من المواقف الاجتماعية المقترنة بقلق شديد بشأن كيفية التصرف أو الأداء، يشعر أولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي بالقلق من أنهم سيحرجون أنفسهم وسيقوم الأشخاص من حولهم بتشريح كل ما يفعلونه بحثًا عن الأخطاء، ويمكن أن يعيق القلق الاجتماعي قدرتك على العمل اجتماعيًا.

من المرجح أن يعاني المصابون بالقلق الاجتماعي ولكن يمكنك أن تكوني خجولة أو متحفظة دون الشعور بالقلق الزائد والذعر في المواقف الاجتماعية.

3. يمكنك التخلص من القلق

هناك الكثير من الأساطير التي تدور حول مدة وعلاج القلق، يرى البعض القلق كمرحلة أو أن الحياة الصحية المليئة بالتمارين وتناول الخضروات ستقضي على القلق، من المحتمل أن تكون هذه الأساطير قد ولدت من التقلبات العادية في القلق اليومي أو الأوقات التي يرى فيها شخص يعاني من اضطراب القلق انخفاضًا في الأعراض.

ومع ذلك لا تختفي اضطرابات القلق السريرية بل تستمر الأعراض حتى العلاج، إذا لم تحصلي على علاج فمن المرجح أن تتفاقم الأعراض بمرور الوقت، لذلك يجب أن تتعلمي كيفية إدارة الأعراض وتقليلها وحتى التخلص منها باستخدام أساليب العلاج والتأقلم.

يمكن لتغييرات نمط الحياة تحسين الصحة العامة وتقليل القلق، ومع ذلك فإن هذه التغييرات عادةً لا تعمل مع الجميع ولا ينبغي تعميمها على كل من يعاني من القلق.

4. القلق هو مجرد جزء من الحياة

الشعور بالتوتر والقلق هو أمر شائع عادةً، إنها الطريقة التي يحذرنا بها دماغنا من التهديدات أو الأخطار حتى نتمكن من التصرف بشكل مناسب، مشاعر القلق أو الذعر المستمرة ليست مجرد جزء من الحياة بل إنها أعراض اضطراب القلق. 

وبينما يعيش الكثير من الناس مع اضطرابات القلق دون علاج فقد تؤثر بشكل كبير على قدرتك على العمل، كما تم ربط القلق بزيادة مخاطر الإصابة بمرض مزمن.