بينما نتحرك في عالمنا الاجتماعي والثقافي نتشارك التواصل مع البشر الآخرين، ولهذا يجب علينا عادةً الاعتماد على التواصل غير اللفظي لفهم بعضنا البعض بما في ذلك المشاعر التي نشعر بها.

قامت الأبحاث التي أُجريت على العواطف التي تظهر في الجسم بتحليل مكونات مثل تعابير الوجه والتعبيرات الجسدية وإشارات الوجه الدقيقة، وفي الآونة الأخيرة درس الباحثون الآليات التي ينطوي عليها التعرف العاطفي من خلال مقارنة التعرف على المشاعر عبر إدراك الجسم بالكامل بالتعرف على المشاعر بناءً على إدراك أجزاء الجسم المعزولة، مثل اليدين.

الأبحاث عن اليدين

أظهرت دراسة أجريت على الأطفال في العامين الأولين من حياتهم أن الأطفال ينتبهون عادةً بشكل متزايد إلى أيدي الآخرين مع تقدمهم في العمر، وفي بحث آخر غير ذي صلة عندما لا يتمكن الناس من رؤية أيدي شخص ما تقل قدرتهم على تحديد المواقف التي يشعرون فيها بالغضب أو الخوف بدقة، وقد توقع العلماء أن القدرة على رؤية يدي شخص ما فقط من شأنها أن توفر دقة أكبر في التعرف على المشاعر من مجرد القدرة على رؤية رأس شخص أو ذراعيه.

درس الباحثون مشاركين بمتوسط ​​عمر 35 عامًا، وقد تم تقديم صور بعض الممثلين للمشاركين، أشكال الممثلون في الصور صورت المشاعر الست الأساسية للدهشة والفرح والغضب والخوف والاشمئزاز والحزن. 

ولأن التركيز كان على اليدين تم إخفاء وجوه الممثلين وعيونهم وأفواههم بواسطة قناع في الصور، وقد تم اقتصاص صور الجسم بالكامل لإظهار أجزاء معينة من الجسم، ولمقارنة دقة التعرف على المشاعر عبر أجزاء الجسم شاهدت النساء صورًا للجذع فقط والرأس فقط والأذرع فقط مقارنةً برؤية اليدين فقط.

الثقافة والمجتمع

تغرس الثقافة في أجسادنا وعقولنا، وقد وجد العلماء أن دقة التعرف على المشاعر كانت أعلى للتركيز على اليدين وحدها أكثر من التركيز فقط على أجزاء الجسم المعزولة الأخرى، على الرغم من أن المشاركين ما زالوا يكتسبون تصورًا أكثر دقةً للعواطف عندما رأوا الجسم كاملًا إلا أن التعرف الدقيق على المشاعر لديهم عند مشاهدة الجسم بالكامل كان ذا قدرة منخفضة مقارنةً بأبحاث سابقة أخرى. 

ينبغي النظر في التغييرات الاجتماعية والثقافية في العالم، فقد تغير الكثير في العالم خلال السنوات الخمس إلى العشر الماضية مما قد يكون له آثار على قدرة البشر الحاليين على قراءة المؤشرات الجسدية للعاطفة الآن مقارنةً بما كانت عليه قبل 10 سنوات.

الأيدي فعالة عادةً في توصيل المشاعر الإنسانية، وهذا له أهمية دماغية وتطورية أيضًا لأن البشر لم يستخدموا الكلام اللفظي دائمًا ولكن بدلًا من ذلك ينقلون المشاعر بالأصوات والحركة والإيماءات، الآن وفي الماضي يبدو أن أيدينا تُستخدم لتكملة وتوسيع التواصل الكلامي.

الاتصال البشري

دون وعي، يرغب جميع البشر في الاتصال، وقد تساعدنا الأيدي الثابتة أو المتحركة لشخص آخر على الشعور بالارتباط بما يشعر به الشخص أو ما هو على وشك القيام به، قد نقوم بدون وعي إلى النظر إلى أيدي الآخرين للحصول على معلومات حول أيٍ من المشاعر الأساسية الستة، تلعب تصورات أيدي الآخرين وتصور أجساد الآخرين الكاملة دورًا مهمًا في التعرف الدقيق على المشاعر، لكن يمكن للأيدي أيضًا نقل هذه المعلومات بشكل مستقل.

منذ فترة طويلة اكتشف الباحثون أن هناك أنسجة قشرية مهمة في الدماغ مخصصة لأيدينا أكثر من أجزاء الجسم الأخرى التي تم فحصها في الدراسة، وهذه المنطقة الحسية البصرية في دماغنا قريبة جدًا من منطقة اللمس الحسية للدماغ، لذلك يقترح العلماء أن الإدراك البصري من المحتمل أن يرتبط بالخلايا العصبية الحسية الجسدية في الدماغ التي تساعدنا في معالجة ما يتواصل معه الآخرون عاطفيًا، وإذا كان البشر يهدفون إلى التقدم من كونهم غير مرتبطين في العالم المعاصر ويصبحون أكثر ارتباطًا بمشاعر الآخرين فقد كشفت الأبحاث الحالية أن التعرف العاطفي يمكن أن يساعد عادةً من خلال التركيز على اليدين.