هل تزييف الابتسامة يجعلك تشعرين بالسعادة؟ 

طلبت دراسة أجريت عام 1988 من الناس حمل قلم بأسنانهم لمحاكاة الابتسام أو بشفاههم لمحاكاة تعبير محايد.

وقد وجدت الدراسة أن الابتسام دون أن يدركوا ذلك جعل الناس يشعرون بمزيد من التسلية عند عرض أفلام الرسوم المتحركة عليهم.

ومع ذلك وجد التحليل التلوي لعام 2016 الذي جمع بيانات من 17 دراسة باستخدام خدعة القلم في الفم أنه لا يمكنهم تكرار النتائج الأصلية.

أجرى الباحثون دراسات أخرى بطرق مختلفة على مر السنين لفحص هل ما هو مكتوب على وجوهنا يؤثر عادةً على شعورنا أم لا، ووجدت دراسة أجريت عام 2019 لـ138 دراسة أن الابتسام يؤثر بالفعل على مشاعر الناس، لكن التأثير كان ضئيلًا فقط، والآن قام الباحثون بتجنيد الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم لوضع هذا التأثير المبتسم مرة أخرى.

في الدراسة التي نُشرت في "Nature Human Behavior" طُلب من حوالي 3800 متطوع من 19 دولة أن يبتسموا أو يحافظوا على تعبير محايد باستخدام عدة دوافع مختلفة ثم تقييم سعادتهم.

عادةً إذا عرف المتطوعون ما يدرسه الباحثون فقد يؤثر ذلك على كيفية تصنيفهم للتدخلات المبتسمة، لذلك ابتكر الباحثون بعض التجارب الخادعة لإبعاد المتطوعين عن الموضوع.

لقد تظاهروا بأنهم يدرسون كيف أثرت الحركات الصغيرة والإلهاءات على قدرات حل الرياضيات وأصدروا تعليمات خادعة مثل "ضع يدك اليسرى خلف رأسك وأغمض عينيك مرة واحدة في الثانية لمدة 5 ثوانٍ".

تم خلط ثلاثة تدخلات مختلفة للإبتسامة مدتها 5 ثوانٍ مع المهام بترتيب عشوائي.

في إحدى هذه المهام، كان على المتطوعين وضع قلم بين أسنانهم أو إمساكه بشفاههم، وكانت هذه نسخة من دراسة عام 1988 مع بعض التعديلات الطفيفة حيث لم يتم استخدام رسم كارتوني وتم قياس السعادة بدلًا من التسلية في نهاية المهمة.

وفي المهمة الثانية قام المتطوعون بتقليد صورة لممثل يبتسم.

أما في المهمة الثالثة، طلب الباحثون من المشاركين التعبير عن السعادة من خلال تحريك زوايا شفاههم نحو آذانهم ورفع وجنتهم.

وبعد كل مهمة أكمل المشاركون مسألة حسابية بسيطة واستبيان عن السعادة والقلق والغضب والتعب والارتباك؛ بالطبع لإخفاء الغرض من الدراسة.

زاد الشعور بالسعادة إلى حدٍ ما لكن التأثير كان أكبر في مهام التقليد وأعمال الوجه أكثر منه في مهمة القلم في الفم.

كتب الباحثون: "بالتوافق مع التحليل التلوي السابق، تشير هذه النتائج إلى أن ردود الفعل على الوجه عادةً لا يمكنها تضخيم الشعور المستمر بالسعادة فقط ولكن أيضًا تثير مشاعر السعادة في سياقات محايدة بخلاف ذلك".

وقد قارن الباحثون مهام التعبير العصبي بمهام التمويه الأخرى، وقد أظهر هذا أن الابتسام كان له تأثير على السعادة أكثر من الأنشطة البسيطة الأخرى التي تنطوي عادةً على حركة العضلات.

وقد كتب الباحثون أن تزييف الابتسامة يمكن أن يؤثر على مزاجنا لأن الناس يستنتجون أنهم سعداء لأنهم يبتسمون أو لأن الابتسام ينشط تلقائيًا العمليات البيولوجية المرتبطة بالعاطفة! 

فهل يمكنك تحسين مزاجك بالابتسام في المرآة لمدة خمس ثوانٍ كل صباح؟ حسنًا، لا يزال هذا موضع نقاش!

كتب الباحثون: "من الممكن أن تتراكم تأثيرات ردود الفعل الصغيرة نسبيًا على الوجه لتتحول إلى تغييرات ذات مغزى في الرفاهية بمرور الوقت".