اعتدنا على أن الأواني والمقالي الخاصة بنا سوف تتآكل مع الاستخدام بمرور الوقت، لكن إذا كنت تستخدمين مقلاة تفلون غير لاصقة فقد يحدث ذلك عن طريق استخدام الأدوات التي تخدش السطح باستمرار أو وضعها في غسالة الصحون عدة مرات، في حين أن هذا جزء طبيعي من استخدام التفلون إلا أن بحثًا جديدًا قد اكتشف أن السطح التالف لمقلاة التفلون قد يكون أكثر ضررًا على الصحة مما تعتقدين! 

وجدت دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في "Science of The Total Environment" أن مقلاة التفلون "Teflon" المخدوشة أو التالفة قد تطلق آلاف الجسيمات البلاستيكية مع كل خدش أو صدع في سطحها، وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول النتيجة الصحية للتعرض لهذه الجزيئات البلاستيكية إلا أن هذه النتائج مهمة في فهم ما يمكن أن تتعرضي له عندما تحاولي ببساطة الطهي في المنزل باستخدام تلك المقلاة المفضلة لديك.

ما اكتشفته الدراسة حول مقلاة التفلون

يعتبر التفلون رائعًا للطهي لأنه يساعدك على تجنب الإحباط الناتج عن التصاق الطعام بالمقلاة، ولكن يمكن اختراق السطح بسهولة! وهذا هو السبب الذي دفع الباحثين في جامعة نيوكاسل وجامعة فايندرز إلى معرفة المزيد عن المخاطر المحتملة لاستخدام التفلون عندما يكون هناك خدش أو أي أثر للطلاء الممزق.

حدد الباحثون أن جزيئات البلاستيك من التفلون واللدائن الدقيقة يصعب تتبعها أكثر من الأنواع الأخرى من البلاستيك، لذلك استخدموا ما يسمى بتصوير رامان -الذي ينتج صورًا مفصلة للغاية- لمسح أسطح تفلون متعددة تم خدشها أو كسرها، ومن خلال تصوير رامان وجدوا أنه حتى مجرد خدش واحد أو منطقة تالفة من السطح على مقلاة تفلون يمكن أن تطلق أكثر من 9000 جزيء بلاستيكي.

وفقًا للباحثين المشاركين في هذه الدراسة قد تكون هذه النتائج مثيرة للقلق لأن التفلون يعتبر من عائلة المواد المشبعة بالفلور ومتعددة الفلور (PFAS)، وهي مجموعة من المواد الكيميائية التي يمكن أن تكون ضارة على الصحة عند تناولها.

"بالنظر إلى حقيقة أن (PFAS) هي مصدر قلق كبير فإن جزيئات التفلون الدقيقة هذه في طعامنا قد تكون مصدر قلق على الصحة، لذا فنحن بحاجة إلى التحقق لأننا لا نعرف الكثير عن هذه الملوثات"، كما يقول الدكتور "تشينج فانغ"، أحد كبار الباحثين في الدراسة من نيوكاسل في مقال إخباري حديث من جامعة "Finders".

الأخطار المحتملة لـ(PFAS)

وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يتم استخدام (PFAS) لتشكيل الطلاءات التي تقاوم أشياء مثل الحرارة والماء والشحوم، وهذا هو سبب وجودها في الأدوات المنزلية الشائعة مثل الأواني والمقالي والملابس والأثاث وبعض عبوات الطعام، ولسوء الحظ عندما يتم خدش شيء مثل مقلاة التفلون فإنك تتعرضين لهذه المواد الكيميائية.

تؤكد مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أنه لم يتم إجراء بحث قاطع كافٍ حول المخاطر أو الضرر الدقيق المتعلق بالتعرض لـ(PFAS)، ومع ذلك فقد وجدت دراسات مختلفة أن هناك مخاطر محتملة لأشياء مثل ارتفاع ضغط الدم لدى الحوامل وزيادة الكوليسترول والتغيرات في الكبد وربما حتى انخفاض استجابة اللقاح لدى الأطفال.

مرة أخرى، ببساطة لا توجد معلومات كافية في الوقت الحالي للتوصل إلى نتيجة واضحة حول كيفية تأثير شيء مثل التفلون المخدوش على الصحة، ولكن فإن الدراسات مثل تلك التي أجرتها جامعة "Finders" وجامعة "Newcastle" تثير الكثير من القلق بشأن المواد الكيميائية التي قد نتعرض لها بشكل يومي.

في الوقت الحالي إذا كانت لديكِ المقدرة فقد يكون من المفيد استبدال أواني التفلون المخدوشة أو التالفة أو التبديل إلى استخدام شيء مثل الحديد الزهر.