يعتقد الكثير من الناس أن الدورة الشهرية المنتظمة تشير دائمًا إلى خصوبة صحية، لكن هذا ليس هو الحال بالضرورة.

يحتوي جسم الأنثى عادةً على أنبوبين رحميين أحدهما على كل جانب من الرحم، تساعد هذه الأنابيب الرفيعة في نقل البويضة من المبيض إلى الرحم، وتسبح الحيوانات المنوية من عنق الرحم إلى الرحم وعبر أنابيب الرحم للوصول إلى البويضة، وعندما تنتقل البويضة عبر الأنبوب يمكن أن يحدث الإخصاب ثم الحمل بإذن الله.

في بعض الحالات يمنع انسداد هذه القنوات البويضة من الانتقال إلى أسفل الأنبوب؛ وهذا ما يسمى أنبوب الرحم المسدود. 

انسداد الأنبوب هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لعقم الأنثى إلى جانب اضطرابات التبويض وانتباذ بطانة الرحم والتصاقات الحوض، انسداد الأنبوب مسؤول عن حوالي 25% من حالات العقم.

السبب الرئيسي لانسداد قناة فالوب هو مرض التهاب الحوض، والذي يحدث عادةً بسبب عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل الكلاميديا أو السيلان. 

أما الحالات الأخرى التي قد تمنع النقل الطبيعي للبويضة والحيوانات المنوية عبر أنبوب الرحم هي الانتباذ البطاني الرحمي، والتصاقات في الحوض من الجراحة السابقة أو عدوى أخرى مثل التهاب الزائدة الدودية والسل الحوضي.

يستخدم الخبراء الطبيون مصطلحات مختلفة لوصف أنواع الانسداد، مثل انسداد الجزء الأنبوبي البعيد أو القريب أو الكامل ويمكن أن يكون جزئيًا أو كاملًا.

الانسداد البعيد أكثر شيوعًا من الانسداد القريب ويشكل حوالي 70% من الحالات، وفي هذا النوع من الانسداد يتم انسداد الأنبوب في النهاية بالقرب من المبيض، يمكن أن يحدث بسبب التعرق المائي (أنبوب مسدود يمتلئ بالسائل) أو التصاقات الحوض.

يحدث انسداد الأنبوب القريب بشكل شائع بسبب العدوى أو الانتباذ البطاني الرحمي أو الأورام جفاف الإفرازات، في بعض الحالات يتم سد أنبوب رحم واحد فقط، يمكن للسيدات اللائي لديهن أنبوب واحد مسدود أن يحملن لأن البويضة لا يزال بإمكانها الانتقال عبر الأنبوب غير المسدود، ومع ذلك إذا تم انسداد كلا الأنبوبين تمامًا فلن يكون الحمل ممكنًا بدون تدخل.

لتشخيص انسداد الأنبوب، يمكن للطبيب تنفيذ الإجراءات التي قد تشمل:

تصوير الرحم وقناتي فالوب: يتم حقن صبغة سائلة يمكن رؤيتها على الأشعة السينية من خلال قسطرة وتملأ الرحم وأنابيب الرحم بحيث يمكن إجراء فحوصات الأشعة السينية.

تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية: يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية لتصوير الرحم وقناتي فالوب بعد تسريب السوائل من خلال قسطرة عبر عنق الرحم.

وفيما يلي بعض الطرق للحمل مع وجود انسداد في أنابيب الرحم:

الجراحة بالمنظار لأنابيب الرحم المسدودة

قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة بالمنظار، هناك ثلاثة أسباب شائعة للتوصية بها:

• في بعض الحالات، لا يمكن تشخيص العقم إلا من خلال هذا النوع من الجراحة.
• لعلاج بعض أسباب العقم والسماح لك بالحمل بشكل طبيعي أو مع العلاج.
• إذا كنت تعانين من ألم في الحوض.

أثناء الجراحة يقوم الطبيب بعمل قطع صغير حول سُرّة البطن ويملأ البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون، بمجرد وجود مساحة كافية في البطن لاستخدام الأدوات الجراحية يتم تمرير منظار البطن عبر الشق للنظر حول أعضاء الحوض. سيبحث عن الأكياس والأورام الليفية والأنسجة الندبية والتصاقات الحوض ونمو بطانة الرحم.

في بعض الأحيان قد يكون من الضروري عمل شقين أو ثلاثة شقوق في الجسم، وهذا يجعل من الممكن استخدام المزيد من الأدوات وتحريك الأعضاء مؤقتًا للحصول على رؤية أفضل.

أثناء الجراحة بالمنظار قد يحاول الجراح فتح أنابيب الرحم المسدودة أو إزالة النسيج الندبي الذي يسبب المشاكل، ومع ذلك ، لا ينجح هذا الإجراء دائمًا بسبب عوامل أخرى مثل العمر وموقع الانسداد وسببه.

في حالات الحمل خارج الرحم يقوم الجراح بإزالة الحمل غير الطبيعي، وقد يحتاج أيضًا إلى إزالة أنبوب الرحم بالكامل.

بعد الجراحة سيشرح الطبيب خياراتك، فإذا تم إصلاح أنبوب الرحم قد يكون الحمل ممكنًا دون أي علاج إضافي.

لكن هناك حالة محددة عند الحاجة إلى الجراحة بالمنظار أو الجراحة العادية، وهي عكس ربط الأنبوب:

عكس ربط الأنبوب هو خيار للحمل مع انسداد أنابيب الرحم، وذلك في حال أن ربط الأنبوب هو سبب الانسداد في المقام الأول، لكن إذا كانت هناك أسباب أخرى فإن هذا الإجراء غير مفيد، وعكس ربط الأنبوب هو إجراء يمكن أن يعيد الخصوبة للمرأة التي تم ربط أنابيب الرحم لديها.

أثناء الإجراء يتم إعادة توصيل الأجزاء المسدودة من الأنابيب ببقية أنابيب الرحم، ثم بعد الانتهاء من ذلك يمكن للبويضات أن نتحرك مرة أخرى بحرية عبر الأنابيب ويمكن للحيوانات المنوية أن تنتقل عبر الأنابيب للانضمام إلى البويضة.

تكون فرص الحمل بعد عكس ربط الأنبوب أكبر بالنسبة للسيدات اللائي يتبقى لديهن جزء كبير من أنبوب الرحم السليم، على الرغم من أنه قد يجعل الحمل ممكنًا دون مزيد من العلاج إلا أنه لا يوصى به للجميع؛ فهناك العديد من العوامل التي يجب على الطبيب أخذها في الاعتبار، مثل:

• العمر
• مؤشر كتلة الجسم
• نوع ربط الأنبوب
• جودة الحيوانات المنوية والبويضات
• تلف أنابيب الرحم
• طول الأنابيب المتبقية

على الرغم من صعوبة التنبؤ بفرص الحمل بعد العملية فإن السيدات اللائي تقل أعمارهم عن 35 عامًا يتمتعن بمعدلات نجاح أفضل.

الإخصاب في المختبر (IVF) لحالات انسداد قناتي فالوب

يجعل الإخصاب في المختبر الحمل ممكنًا إذا لم تنجح جراحة الإصلاح أو إذا لم يكن خيارًا متاحًا، أثناء الإخصاب في المختبر تأخذ المرأة التي تعاني من انسداد الأنابيب أدوية الخصوبة لتحفيز المبايض، وبعد ذلك يقوم الطبيب باسترداد البويضة من المبايض باستخدام إبرة موجَّهة بالموجات فوق الصوتية عبر جدار المهبل.

وبمجرد استخراج البويضات يتم دمجها مع الحيوانات المنوية من الزوج ثم يتم نقل واحد أو اثنين من الأجنة السليمة إلى الرحم، الشيء الجيد في الإخصاب في المختبر هو أنه لا يتأثر بانسداد أنابيب الرحم أبدًا.