يؤثر مرض السكري على العديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك الجهاز التناسلي، وقد أظهرت الدراسات أن مرض السكري يمكن أن يؤثر بشكل كبير على خصوبة المرأة مما يجعل الحمل أكثر صعوبة.
وبالنسبة للنساء المصابات بالسكري، فإن كيفية الحمل تصبح أمرًا مقلقًا عندما يفكرن في تكوين أسرة! فعلى الرغم من أن مرض السكري يمكن أن يحدث في أي عمر لأي شخص، إلا أن مخاطره تزداد قليلًا عند الإصابة به قبل أو أثناء الحمل.
لكن لحسن الحظ مع التقدم في العلوم الطبية تم تقليل هذه المخاطر كثيرًا، حيث تعد احتمالات حدوث مضاعفات دائمًا عاملًا؛ لكن لا ينبغي أن يمنعك ذلك من محاولة الحمل!
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل العلاقة بين مرض السكري وخصوبة المرأة، وكيف يؤثر هذا المرض على قدرة المرأة على الإنجاب، وكيف يمكنكِ الحمل بأمان بإذن الله!

مرض السكري وخصوبة المرأة

غالبًا ما تعاني النساء المصابات بالسكري من معدلات خصوبة أقل من النساء غير المصابات بالسكري، وهناك عوامل متعددة مرتبطة بالسكري يمكن أن تجعل من الصعب على النساء الحمل بسرعة، مثل السمنة، ونقصان الوزن، والإصابة بمضاعفات السكري، ومتلازمة تكيس المبايض، أو الإصابة بمرض مناعي ذاتي، كما ترتبط الحالات التالية بالسكري عند النساء وتؤدي عمومًا إلى انخفاض معدلات خصوبة المرأة:

1. متلازمة تكيس المبايض: هي حالة هرمونية شائعة يمكن أن تؤثر على خصوبة المرأة من خلال التسبب في عدم انتظام الدورة أو غيابها، وترتبط متلازمة تكيس المبايض إلى حد كبير بمرض السكري من النوع 2 والسمنة.
2. عدم انتظام الدورة أو غيابها: تعاني العديد من النساء المصابات بمرض السكري من عدم انتظام الدورة، والذي يمكن أن يصل إلى 35 يومًا أو أكثر بين كل دورة والأخرى، كما تعاني بعض النساء من غياب الدورة الشهرية، وهو أن تتوقف عن الحصول على الدورة الشهرية لمدة 6 أشهر أو أكثر.
3. انقطاع الطمث المبكر: النساء المصابات بمرض السكري من النوع 1 أكثر عرضة لتجربة انقطاع الطمث المبكر، مما يعني أن الدورة الشهرية لهن قد تتوقف قبل بلوغهن سن الأربعين!
4. سرطان بطانة الرحم: هذا المرض أكثر شيوعًا عند النساء المصابات بمرض السكري من النوع 2 ومتلازمة تكيس المبايض، ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى العقم إذا لم يتم علاجه في وقت مبكر.

مرض السكري وخصوبة الرجل

بالنسبة لملايين الرجال الذين يعيشون مع مرض السكري، يمكن أن يؤثر المرض على صحتهم بعدة طرق، حيث أنه لا يعيش هؤلاء الرجال مع مخاطر عالية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والكلى والأعصاب فحسب، بل هم أيضًا أكثر عرضة للعقم! حيث يمكن أن يؤثر مرض السكري على خصوبة الرجل بعدة طرق، مثل:

1. ضعف الانتصاب: يمكن أن يسبب مرض السكري تلفًا في الأعصاب، مما قد يؤدي إلى صعوبة الحفاظ على الانتصاب، مما يجعل من الصعب عليهم الحمل دون مساعدة طبية أو علاجات الخصوبة المساعدة.
2. ضعف القذف: يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري والذي يمكن أن يسبب ضعف الانتصاب، إلى فشل الآلية التي تدفع الحيوانات المنوية إلى الأمام، وهذا يسبب إما القذف الرجعي أو عدم القذف تمامًا.
3. تشوهات السائل المنوي: الرجال المصابون بمرض السكري هم أكثر عرضة لتجربة انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وضعف الحركة، وشكل الحيوانات المنوية غير الطبيعي، وانخفاض سلامة الحمض النووي للحيوانات المنوية.

هل يمكن أن أحمل مع مرض السكري؟

إن مرض السكري وحدوث الحمل ليسا متعارضين تمامًا، لذا فإن وجود مرض السكري لا يؤثر على الحمل بأي شكل من الأشكال، لكن يجب على المرأة أن تتخذ مجموعة من التدابير الاحترازية، مثل محاولة الحفاظ على مستويات السكر تحت السيطرة وإجراء الاختبارات والفحوصات بانتظام حتى تتم مراقبة العوامل المختلفة التي تتعلق بحدوث الحمل.
إن محاولة الحمل عند الإصابة بمرض السكري بالنسبة للرجل أو المرأة يجب أن تكون تتم مع متابعة الطبيب للتأكد من السيطرة على مرض السكري قبل محاولة الحمل.
فعندما يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد، يكون لديك خطر أقل لمشاكل الخصوبة مقارنةً بحالة عدم السيطرة عليه، وإذا وجدت أن الحمل قد تأخر حتى عند الحفاظ على وزن صحي والسيطرة على مرض السكري، فقد يكون الوقت قد حان للتواصل مع أخصائي الخصوبة.
بالنسبة للأزواج حيث تبلغ المرأة 30 عامًا أو أقل فيجب طلب المساعدة في الخصوبة بعد محاولة الحمل لمدة عام، أما بالنسبة للأزواج حيث تبلغ المرأة 35 عامًا أو أكثر، يجب طلب المساعدة بعد ستة أشهر.

كيف يؤثر مرض السكري على سلامة الحمل؟

يمكن أن يؤدي الحمل مع مرض السكري من النوع 2 إلى العديد من المخاطر والمضاعفات، مما يجعل الأمر صعبًا على كل من الأم والطفل طوال فترة الحمل.
فنظرًا لأن مرض السكري يؤثر على الأعضاء المهمة، فإنه يشكل خطرًا أكبر إذا استمر دون اكتشافه وعدم السيطرة عليه، ويمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى:

• وجود عدوى في المسالك البولية تسبب الحمى وزيادة في درجة حرارة الجسم.
• ارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى احتباس السوائل.
• خدر في اليدين مصحوب بوخز، يشبه متلازمة النفق الرسغي.
• تورم الأطراف وملامح الوجه.
• وجود آثار بروتين في البول.
• الولادة المبكرة أو ضرورة إجراء عملية قيصرية طارئة.

في حين تؤثر هذه المخاطر في المقام الأول على الأم، إلا أن الطفل لا يسلم تمامًا من آثارها وقد يواجه العديد من الحالات، مثل أن يكون الطفل معرضًا لخطر الإصابة بالسمنة في وقت لاحق من حياته وهو عرضة للإصابة بمرض السكري أيضًا.
كما قد يتأثر جهاز المناعة، مع احتمالات إصابة المولود باليرقان بسهولة، وقد يعاني الطفل أيضًا من انخفاض مستويات السكر، مما يتطلب إعطائه الجلوكوز على الفور، أو حتى مستويات سكر عالية، مما يتسبب عادةً في تراكم الكثير من الدهون في الكتفين وجذع الطفل.