تحدثنا بالأمس ملكتي عن ماهية الدورة الشهرية ولماذا قد تتأخر أو تتقدم في بعض الأحيان، واليوم بإذن الله نجيب عن بعض الأسئلة حول هذا الأمر أيضًا.

كيف تؤثر وسائل منع الحمل على دورتك الشهرية؟

تسير دورتك الشهرية جنبًا إلى جنب مع إطلاق جسمك لمستويات مختلفة من الإستروجين والبروجسترون، فإذا كان هناك شيء يقطع التدفق الطبيعي لهذه الهرمونات فقد تتغير دورتك الشهرية، وهذا بالطبع يشمل وسائل منع الحمل الهرمونية.

تقول الدكتورة "ويلش": "يمكن للتغييرات في وسائل منع الحمل أن تؤثر حقًا على طول دورتك الشهرية، إذا كنت قد بدأت للتو في تناول حبوب منع الحمل الهرمونية أو أجريت تغييرًا على حبوب منع الحمل، فقد يكون لهذا تأثير كبير على هرموناتك، وأيضًا إذا كنت قد قمت للتو بتركيب لولب فقد تلاحظين تغييرًا في دورتك".

تقدم وسائل منع الحمل الهرمونية مستويات مختلفة من هرمون البروجسترون والإستروجين أو مزيج من الاثنين في جسمك، فقد سلطت دراسة الضوء على أن هذا يمكن أن يجعل الدورات غير منتظمة أو يسبب نزيفًا مستمرًا أو يوقف الدورة تمامًا! في الواقع تعتبر منظمة الصحة العالمية أن حبوب منع الحمل واللولب داخل الرحم سببين شائعين لعدم انتظام الدورة الشهرية.

تقول الدكتورة "ويلش": "إن الحمل والإجهاض وحبوب منع الحمل في الصباح يمكن أن تغير مستويات الهرمونات أيضًا، مما قد يكون له تأثير مباشر على الدورة الشهرية".

"في حين أن غياب الدورة الشهرية لا يعد دائمًا مؤشرًا على الحمل، إلا أن الحمل هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لغياب الدورة الشهرية لذلك نوصي دائمًا بإجراء اختبار الحمل".

"تناول الحبوب أو الإجهاض يمكن أن يغير دورتك بسبب التغيرات في مستويات الهرمون لديك، قد لا تعرف امرأةً ما أنها حامل ومن ثم تأتي دوره الشهرية أكثر غزارة ومتأخرة، وهذا مؤشر على الإجهاض".

إذا لاحظتِ الأعراض المبكرة للإجهاض، بما في ذلك النزيف أو آلام المعدة أو التقلصات فاطلبي العلاج الطبي على الفور.

كيف ترتبط صحتك النفسية بالدورة الشهرية؟

موانع الحمل الهرمونية والحمل ليسا السبب الوحيد لتقلب هرموناتك أثناء الدورة الشهرية، فيمكن أن يكون لصحتك النفسية أيضًا تأثير مباشر على مدة دورتك الشهرية وحتى الأعراض التي تعانين منها.

تشرح الدكتورة "ماري جين مينكين" طبيبة النساء والتوليد وأستاذة طب التوليد والنسائيات بجامعة ييل: "أهم مفهوم يجب أن يدركه الناس هو أن التحكم في الدورة الشهرية يكمن في الدماغ وليس في المبايض".

"يحصل المبيضان على أوامر السير من منطقة ما تحت المهاد في قاعدة الدماغ، ثم يرسل رسائل إلى الغدة النخامية والتي بدورها تحفز المبايض على إنتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون، وهذا توازن صعب".

سيزداد هرمون التوتر (الكورتيزول) في جسمك إذا شعرت بالتوتر لفترة طويلة من الزمن، يطلق جسمك هذا الهرمون كجزء من استجابة القتال أو الهروب، وهذه هي استجابتنا الفسيولوجية الغريزية للتهديدات الحقيقية (مثل الوقوف أمام نمر جائع) والمتصورة (مثل التفكير في إلقاء خطاب أمام حشد كبير).

ربطت الأبحاث بين ارتفاع مستويات الكورتيزول والدورة غير المنتظمة أو توقف الدورة تمامًا، يحدث هذا لأن كل الكورتيزول الإضافي يفرز منطقة ما تحت المهاد (الجزء من الدماغ الذي يتحكم في إفراز الهرمونات) مما يمنع إفراز الهرمونات التناسلية، وتعد الدورة الشهرية من الآثار الجانبية الشائعة للتوتر.

تقول الدكتورة "ويلش": "إنها طريقة جسمك لقول: أنا لست مستعدًا للحمل تحت هذا الضغط!، حيث يمكن أن يؤثر هذا التوتر على هرموناتك مما يؤدي إلى تأخير الإباضة وتأخير زيادة هرمون البروجسترون بعد الإباضة وبالتالي تأخير الدورة الشهرية وتأخير الحمل".

ربطت دراسة نشرت عام 2004 بين التوتر المتزايد أثناء الدورة الشهرية بأعراض أكثر إيلامًا مثل التقلصات، ووجدت دراسة نشرت عام 2015 أن السيدات اللائي يعملن في وظائف أكثر تطلبًا يعانين من دورات شهرية أقصر.

لكن هل هناك علاقة بين صحتي الجسدية وبين الدورة الشهرية؟!

بالطبع ملكتي! وهذا ما سنعرفه غدًا بإذن الله .. كوني بالقرب!