يجب على الأزواج إيلاء اهتمام دقيق للرسائل التي يرسلونها حول وزن زوجاتهم، فوفقًا لبحث جديد يشير إلى أن تصور الزوج لزوجته على انها تعاني من زيادة الوزن قد يتنبأ بانخفاض في رضاها الزوجي.

آثار انتقاد الزوج لزوجته

لا يجوز للزوج أن يسخر من أهله، ولا أن يجرح مشاعرهم، لأن هذا ينافي قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. ومعنى لا يفركن لا يكره ولا يبغض. رواه أحمد وهو صحيح.

فمن طلب زوجة كاملة في كل شيء فلن يجد زوجة على وجه الأرض، وكما يوجد النقص في المرأة يوجد النقص في الرجل، ولكن المشكلة تكمن في من ينظر إلى عيوب الآخرين ويغض الطرف عن عيوب نفسه، والله المستعان، فعلى الزوج أن يكف عن عيب زوجته وجرح مشاعرها فذلك لا يجوز. 

الدراسة

 في دراسة قام باحثو ولاية بنسلفانيا بفحص العلاقة بين ما إذا كان الأزواج يشعررن بأن زوجاتهم يعانون من زيادة الوزن ومشاعرهم تجاه زواجهم، ووجدوا أنه في حين توقع الأزواج أن زوجاتهم زائدات الوزن تنبأ لاحقًا بانخفاض تقارير الزوجات عن جودة الزواج، ولم يكن الأمر كذلك بالنسبة للزوجات عندما اعتبرن أن أزواجهم يعانون من زيادة الوزن.

 وفقًا للباحثين ظهر هذا النمط على الرغم من أن الرجال في المتوسط ​​كانوا أقل ميلًا من النساء للإبلاغ عن أن أزواجهم يعانون من زيادة الوزن.

 اشتملت الدراسة على عينة من 197 من الأزواج ولديهم أطفال في سن المراهقة وبيانات تغطي فترة عامين، وفي وقت الدراسة كان الأزواج قد تزوجوا منذ 18 سنة.

 جمع الباحثون البيانات في نقطتين زمنيتين كل عام على حدة، وقاموا بقياس الرضا الزوجي في كلتا النقطتين الزمنيتين من خلال مطالبة المشاركين بملء استبيان من سبعة عناصر، وأفاد المشاركون أيضًا عما إذا كانوا يشعرون أن زوجاتهم تعاني من زيادة الوزن أو لا.

 بالإضافة إلى النتائج الأولية وجد الباحثون أن 44 في المائة من النساء و 72 في المائة من الرجال الذين أبلغوا عن الطول والوزن تم تصنيفهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة بناءً على فئات مؤشر كتلة الجسم الخاصة بمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وهذه الفروق بين الجنسين لها أهمية خاصة، حيث تشير الأبحاث باستمرار إلى أن النساء غير راضيات عن وزنهن أكثر من الرجال، وقد يكون هذا بسبب المثل العليا للجاذبية للنساء والرجال وكذلك عمليات التنشئة الاجتماعية بين الجنسين التي تؤكد على أهمية مظهر المرأة.

 ومن المثير للاهتمام، أنه على الرغم من أن غالبية الكبار يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإن المثل الغربية تصور انخفاض الدهون في الجسم كعامل محدد في الجاذبية البدنية.

 تشير النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى أهمية معالجة مخاوف الوزن وتشويه صورة الجمال المثالي في سياق التدخلات التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الزوجية الإيجابية، حيث ان المثل العليا للجمال المعاصر غير واقعية بالنسبة لمعظم الكبار، لذلك من المهم فهم الآثار المترتبة على مخاوف وزن البالغين وتصوراتهم عن وزن الأزواج بالنسبة لجودة العلاقة.