هل توقف عن حبي؟ اكتشفي أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل

قد تكون هذه الفكرة قد خطرت ببالك ليلةً ما: "زوجي تغيّر... لم يعد يطلب العلاقة الحميمة مثل السابق، هل فقد اهتمامه بي؟ هل لم يَعُد يحبّني؟"

وهنا يبدأ القلق، وتدور في رأسك عشرات الأسئلة التي تجرح القلب قبل العقل، لكن الحقيقة يا عزيزتي، ليست دائمًا كما تظنين؛ فالرجل - مثل المرأة تمامًا - كائن عاطفي يتأثر بعوامل كثيرة، وبعضها قد لا يكون لها علاقة بمشاعره نحوك إطلاقًا.

دعينا نتحدث بصراحة، وبهُدوء أنثوي واعٍ، عن أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل ، ولماذا قد يبتعد عن العلاقة رغم حبّه لزوجته.

ما هي أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل ؟

أولًا: انخفاض هرمون التستوستيرون

التستوستيرون هو الهرمون الذكري المسؤول عن الرغبة الجنسية، والقدرة على الانتصاب، وإنتاج الحيوانات المنوية، وحتى المزاج والطاقة، وحين ينخفض هذا الهرمون - سواء بسبب العمر أو الإرهاق أو مرضٍ ما - يبدأ الرجل بالشعور بفتور واضح تجاه العلاقة الحميمة.

قد تلاحظين أنه أصبح أكثر خمولًا أو أقل اندفاعًا، وربما يتجنّب العلاقة دون أن يبرّر السبب، وهذا لا يعني أنه لا يريدك، بل ربما جسده نفسه فقد الإشارة الطبيعية التي تُثير الرغبة.

في هذه الحالة، يحتاج إلى فحص طبي بسيط لقياس الهرمون، وقد يُنصح بمكمّلات أو علاج هرموني خفيف يعيد التوازن.

ثانيًا: بعض الأدوية تُطفئ الشرارة

من أكثر أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل ، التي يغفل عنها الكثيرون أن بعض الأدوية تقلّل الرغبة الجنسية، مثل:

• أدوية ضغط الدم
• مضادات الاكتئاب
• أدوية الحموضة المزمنة
• العلاج الكيميائي أو الإشعاعي

فإذا كان زوجك يتناول علاجًا مستمرًّا لأي حالة، فقد يكون السبب ببساطة في الدواء، لا في العلاقة بينكما؛ لذلك من الأفضل استشارة الطبيب بدلًا من الافتراض المؤلم أنه لم يَعُد يراك جذّابة.

ثالثًا: الاكتئاب... العدوّ الخفي للرغبة

الاكتئاب لا يعني فقط الحزن، بل أيضًا فقدان الاهتمام بكل ما كان ممتعًا من قبل، بما في ذلك العلاقة الحميمة، والأسوأ أن بعض أدوية الاكتئاب نفسها تزيد الطين بلّة فتُضعف الرغبة أكثر؛ لذا فهو من أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل .

الرجل المكتئب قد يبدو باردًا أو صامتًا أو بعيدًا، لكنه في الحقيقة يعيش معركة داخلية مرهقة، وفي تلك اللحظات، هو لا يرفضك أنت، بل يُحاول النجاة من نفسه.

وهنا تكون مشاعرك اللطيفة وصبرك جزءًا من علاجه، فالحبّ الحقيقي لا يهرب عند أول فتور.

رابعًا: الأمراض المزمنة واستنزاف الطاقة

الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع الضغط، مشاكل القلب، أو السمنة المفرطة... كلها من أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل ؛ لأنها تُرهق الجسد وتستنزف طاقته الجنسية.

فالدم لا يتدفّق كما يجب، والأعصاب تُرهق، والرجل يشعر أنه ليس بكامل قوّته أو قدرته، فيبدأ بالانسحاب بصمت.

إنه لا يريد أن يراكِ تشعرين بالخيبة منه، فيختار الصمت بدل الشرح، لكن في الحقيقة، ما يحتاجه هو دعمك لا شكّك، وتشجيعك على مراجعة الطبيب دون خجل أو توتر.

خامسًا: قلة النوم والتعب المزمن

قلة النوم تُدمّر الرغبة الجنسية دون أن نشعر.

فاضطرابات النوم مثل الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم تُقلل إنتاج التستوستيرون وتُسبب إرهاقًا مستمرًا، وهي من أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل !

الرجل المتعب لا يفقد شغفه بكِ، بل يفقد قدرته على التعبير عنه.

فكري في الأمر: كيف يمكن لشخص لا ينام جيدًا ولا يرتاح أن يكون راغبًا في علاقة تتطلّب طاقة وهدوءًا؟

سادسًا: التقدّم في العمر

مع التقدّم في السن، تبدأ مستويات الهرمونات بالانخفاض، وهذا طبيعي، لكن الفرق بين رجل وآخر هو كيف يتعامل مع هذا التغيّر، وهذا من أهم أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل .

بعض الرجال يتقبّلونه بهدوء ويعوضونه بالمشاعر والحنان، وبعضهم يدخل في حالة إنكار وصمت.

وفي الحالتين، لا يعني ذلك أن الحب انتهى، بل أنه تغيّر شكله، من شغف متّقد إلى حنانٍ عميقٍ وسكونٍ ناضج.

سابعًا: التوتر والضغوط النفسية

الإجهاد اليومي، مشاكل العمل ، المسؤوليات، والديون... كلّها من أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل ؛ إذ تُثقِل على ذهن الرجل وتقتل الرغبة بالتدريج.

فعندما ينشغل دماغه بالمشاكل، تغيب إشارات الإثارة تمامًا، لأن الجسد لا يستطيع أن يجمع بين "النجاة" و"المتعة" في الوقت نفسه.

الدراسات تؤكد أن ارتفاع هرمون التوتر "الكورتيزول" يقلّل الرغبة الجنسية بشكل مباشر.

وهنا يأتي دورك: لا باللوم، بل بالاحتواء؛ فكوني المساحة التي يرتاح فيها، لا السهم الذي يذكره بما ينقصه.

ثامنًا: ضعف الثقة بالنفس

حين يشعر الرجل بأنه لم يعد جذّابًا، أو أنه لا يرضيك كما كان، يبدأ بالانسحاب خجلاً أو خوفًا من الفشل، وكلما زاد القلق من الأداء، قلّت الرغبة أكثر، وتحوّل الأمر إلى دائرة مغلقة من الصمت والابتعاد، وكل هذا من أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل .

في تلك اللحظة، كلمة منكِ -بسيطة وصادقة- قد تُعيد له ثقته بنفسه أكثر من أي علاج، فلا تبخلي عليه بالإطراء، ولا تستهيني بقدرة كلمة "ما زلت أراك رجلي الجميل" على إنعاش قلبه.

تاسعًا: قلة الحركة أو الإفراط في الرياضة

قلة النشاط البدني تُضعف الدورة الدموية والقدرة الجنسية، لذا فهو من أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل ، لكن المبالغة في الرياضة القاسية تؤدي أيضًا إلى انخفاض التستوستيرون والإجهاد المزمن.

التوازن هو السرّ: الرياضة المنتظمة، الغذاء الصحي ، والنوم الكافي هي مفاتيح تجدد الرغبة والقدرة معًا.

عاشرًا: الكحول والمخدرات

الإفراط في شرب الكحول أو تعاطي المواد المخدّرة يقلّل إنتاج التستوستيرون ويؤثر على الانتصاب والرغبة.

ورغم أن البعض يظن أن الكحول "يحرر المزاج"، إلا أن الحقيقة أنها تُخدّر الجسد والعقل معًا وتقتل التواصل الحقيقي.

الآثار النفسية لانخفاض الرغبة

حين يبتعد الرجل جنسيًا، تبدأ المرأة بالشعور بالرفض، فيتولّد لديها قلق، ومن ثم غضب، وقد تنشأ فجوة بين الزوجين، لكن الحقيقة أن كليكما يتألم بصمت، هو من جسده، وأنتِ من قلبك.

والمفتاح هنا هو الحديث الصادق بلا اتهامات، فالحبّ لا يختفي فجأة، بل يحتاج فقط أن يُسمع ويُفهم.

انخفاض الرغبة عند أحد الزوجين: كيف نتحدث بدون لوم

• ابدئي الحوار في مكان هادئ وخاص

عند الحديث عن انخفاض الرغبة عند أحد الزوجين: كيف نتحدث بدون لوم ؟

أول خطوة هي إيجاد مساحة خاصة هادئة للتحدث عن الموضوع.

حاولي أن تعبرّي عن مخاوفك برفق وبدون أي لوم، فاللوم وحده يولّد شعور الدفاعية والانسحاب عند الزوج.

يمكنك أن تقولي، على سبيل المثال: "أشعر أننا أصبحنا أقل قربًا مؤخرًا، وأود أن أفهم كيف تشعر حيال ذلك."

فهذا الأسلوب يفتح الباب للحوار بدلًا من إثارة الشكوك أو الغضب.

• فحص طبي لتحديد الأسباب الجسدية

في بعض الأحيان، زوجك قد لا يعرف السبب نفسه وراء انخفاض الرغبة.

وربما اقتراح إجراء فحص طبي يمكن أن يساعد في اكتشاف مشاكل محتملة مثل:

• انخفاض التستوستيرون
• ارتفاع ضغط الدم
• اضطرابات الغدة الدرقية
• السكري
• آثار جانبية لبعض الأدوية (مضادات الاكتئاب، حبوب منع الحمل، أدوية البروستاتا)

الفحص الطبي ليس إشارة إلى ضعف أو فشل، بل خطوة للتفاهم والحل.

• معالجة التوتر والاكتئاب

التوتر النفسي والضغوط اليومية من أبرز أسباب انخفاض الرغبة.

وفي هذه الحالة، العلاج النفسي أو الاستشارة الزوجية يمكن أن يساعد الزوج على:

• إدارة التوتر بفعالية
• كشف أي اكتئاب أو قلق يؤثر على الرغبة الجنسية
• استعادة التواصل والحميمية بشكل صحي

• "فترات الانقطاع" طبيعية ولا تعني الفتور

الجدول اليومي المزدحم أو التغيير المفاجئ في الروتين يمكن أن يترك الزوج مرهقًا وغير مهتم بأي نشاط جنسي لفترة قصيرة، وهذا لا يعني نهاية العلاقة أو فقدان الحب.

الدراسات تشير إلى أن الرضا الجنسي يلعب دورًا أساسيًا في العلاقة الصحية، لكن من الطبيعي أن تختلف الرغبة لدى الزوجين على مدار حياتهما معًا.

والمهم هو الرضا المتبادل عن جودة العلاقة وليس تكرارها مقارنة بالآخرين.

التفريق بين انخفاض الرغبة وأشكال أخرى من الخلل الجنسي

قبل القلق، من المهم فهم الفرق بين:

• انخفاض الرغبة الجنسية (Low Libido): نقص في الرغبة يؤدي إلى تقليل النشاط الجنسي.
• اضطراب الرغبة الجنسية النشطة القليلة (HSDD): غياب الخيال الجنسي أو الرغبة في النشاط الجنسي، وهو أكثر شيوعًا بين النساء، لكنه موجود عند بعض الرجال أيضًا.
• خلل وظيفي جنسي: أي مشكلة تمنع الوصول إلى تجربة جنسية مرضية، مثل ضعف الانتصاب أو صعوبة القذف.

معرفة هذه الفروق تساعد على فهم الواقع بموضوعية وتجنب اللوم العاطفي.

نصائح للحفاظ على العلاقة أثناء فترات الانخفاض

• ركزي على التواصل العاطفي واللمسات البسيطة بدل التركيز فقط على العلاقة الجنسية.
• امنحيه مساحة للراحة عند الحاجة، فهذا يعيد طاقته ورغبته تدريجيًا.
• حافظي على تقدير الذات والثقة بالنفس لديكِ، فهي تنعكس على العلاقة.
• اعلمي أن أي مشكلة تحتاج صبر ومثابرة، وأنها عملية وليست حدثًا واحدًا.

الخلاصة

انخفاض الرغبة عند الرجل لا يعني بالضرورة فتور المشاعر أو نهاية الحب، إنه نداء من الجسد أو النفس يطلب العناية، فكوني صوته حين يصمت، وراحته حين يتعب.

وتذكّري دائمًا أن العلاقة الزوجية لا تُبنى على الجسد وحده، بل على المودة والرحمة والصدق.

نصيحة من تطبيق الملكة : إذا أردتِ فهمًا أعمق لعالم الرجال، وكيف تتعاملين مع الفتور الزوجي بحكمة، تصفّحي قسم العلاقات الزوجية في صفحة المقالات الرئيسية لـ موقع الملكة ، واكتشفي المزيد من النصائح التي تُعيد التوازن والدفء إلى حياتك الزوجية !