إذا كنت تفكرين في الحمل بعد جراحة السمنة أو إنقاص الوزن فقد تتساءلي متى يمكنك القيام بذلك بأمان وكيفية الحصول على حمل صحي، واليوم تجيب "سينثيا ديتاتا"، طبيبة التوليد في ستانفورد هيلث كير، على أهم الأسئلة حول الاستعداد للحمل بعد جراحة السمنة.

كيف تؤثر السمنة على دورتك وهرموناتك؟

وفقًا للدكتورة "ديتاتا"، فإن العلاقة بين الخلايا الدهنية والمبيض والهرمونات التناسلية والدورة معقدة للغاية.

"فالخلايا الدهنية هي أكثر من مجرد أماكن لتخزين الطاقة الإضافية، يمكنهم صنع مواد تؤثر على إنتاج الهرمونات في المبيض ويمكنهم تغيير الهرمونات التي يفرزها المبيضان بحيث تعمل بشكل مختلف في الجسم، ويمكن أن يؤثر هرمون الاستروجين والبروجسترون -الهرمونات التي يصنعها المبيضان- على الخلايا الدهنية نفسها ويمكنهما أيضًا التأثير على الدماغ لتغيير السلوك الذي قد يؤدي إلى تغييرات في النشاط والأكل يمكن أن يزيد أو ينقص الوزن.

"والذي هذا الأمر أكثر تعقيدًا هو أن هناك أشياء أخرى تؤثر على الهرمونات، مثل الجينات والتوتر والعمر والنوم والبيئة المحيطة وربما عوامل أخرى لم نفهمها بعد".

العلاقة بين السمنة ومتلازمة تكيس المبايض

متلازمة تكيس المبايض هي سبب شائع لعدم انتظام الدورة الشهرية والعقم، ويمكن أن يرتبط أيضًا بالنزيف الشديد وحب الشباب ونمو الشعر الذكوري وتخزين الدهون حول منطقة الوسط.

"إلى جانب مشاكل الدورة الشهرية والعقم التي تسببها متلازمة تكيس المبايض، يمكن أن تؤثر أيضًا على صحة الشخص طوال حياته، الأشخاص الذين يعانون من متلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان بطانة الرحم".

تقول الدكتورة "ديتاتا" أنه ليس كل من تعاني من متلازمة تكيس المبايض تعاني أيضًا من السمنة المفرطة، في الواقع 60% من الأشخاص المصابين بمتلازمة تكيس المبايض يعانون من السمنة، لكن الـ40% الأخرى إما أنهم ضمن الوزن الطبيعي أو يعانون من نقصان الوزن.

"متلازمة تكيس المبايض مرتبطة بمقاومة الأنسولين مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، هناك مستقبلات للأنسولين على المبايض وعندما تصبح الحالة أكثر بدانة فإن متلازمة تكيس المبايض تزداد سوءًا".

يمكن لبعض أدوية السكري تحسين الخصوبة وجعل الدورات أكثر انتظامًا لدى السيدات المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض، وبالنسبة للسيدات اللائي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة فإن فقدان الوزن يحسن أيضًا التبويض وانتظام الدورة الشهرية ويقلل من العقم.

أيهما أخطر؛ السمنة في الحمل أم التخطيط للحمل بعد جراحة السمنة؟

تقول الدكتورة "ديتاتا" أن الأمر يعتمد على درجة السمنة ونوع جراحة إنقاص الوزن (أو جراحة السمنة).

"السمنة يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل مع الحمل ويزداد الخطر مع مؤشر كتلة الجسم.

مؤشر كتلة الجسم هو مقياس لوزنك بالمقارنة مع طولك، وله عدة فئات مختلفة، فمثلًا من الطبيعي أن يكون مؤشر كتلة الجسم بين 18-24، أما ما بين 25-30 يعانون من زيادة الوزن، ويعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 30 سمنة، وتصبح حالات الحمل أكثر خطورة مع زيادة مؤشر كتلة الجسم، ولأن بعض العمليات الجراحية ترتبط بنقص التغذية فهذا الأمر قد يعقد الحمل"

تنصح الدكتورة "ديتاتا" بالتحدث إلى الطبيب قبل الجراحة حول خططك لإنجاب طفل حتى تتمكني من مراجعة إيجابيات وسلبيات كل نوع من الجراحة.

متى يكون الحمل آمنًا بعد جراحة السمنة؟

يفقد معظم الناس الوزن بسرعة خلال أول 12-18 شهرًا بعد جراحة السمنة، لكن من الأفضل تجنب الحمل حتى يصل فقدان الوزن إلى مرحلة الثبات، يجد الكثير من الناس أن صحتهم العامة تزداد مع فقدان الوزن وممارسة الرياضة.

إذا كنت تعانين من العقم أو لم تفكري في تحديد النسل من قبل فمن المهم أن تتذكري أن فقدان الوزن قد يزيد من خصوبتك، إنها فكرة جيدة أن تستخدمي وسائل منع الحمل حتى تكوني مستعدة للحمل في الوقت المناسب.

كيف تستعدي للحمل بعد جراحة السمنة

وفقًا للدكتورة "ديتاتا"، قد تعاني الحوامل من نقص الفيتامينات والأكثر شيوعًا الحديد وفيتامين ب12 والكالسيوم وحمض الفوليك، يجب تحديد أوجه القصور من خلال اختبارات الدم وتصحيحها قبل محاولة الحمل.

"من المهم أن يكون لديك حمض الفوليك الكافي قبل محاولة الحمل لأن نقص حمض الفوليك مرتبط بنوع من العيوب الخلقية الشديدة تسمى عيوب الأنبوب العصبي، تتطور هذه العيوب الخلقية بين أسبوعين إلى تسعة أسابيع بعد حدوث الحمل مما يعني أن المشكلة قد حدثت بالفعل في الوقت الذي تظهر فيه المريضة في أول زيارة لها قبل للطبيب"، كما تشرح الدكتورة "ديتاتا".

تقول الدكتورة أيضًا إن السمنة تزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأن الأشخاص الذين يفكرون في الحمل يحتاجون إلى تقييم للأمراض الطبية من أجل علاج هذه المشاكل قبل الحمل. 

يمكنك الحمل بأمان بعد جراحة السمنة إذا كنت تخططين مسبقًا وتتخذين خطوات لتعزيز صحتك قبل محاولة الحمل.

بشكل عام تكون مخاطر الحمل بعد جراحة السمنة منخفضة إذا تم تصحيح النقص الغذائي، من الأفضل الانتظار لمدة 12-18 شهرًا على الأقل بعد الجراحة حتى يستقر فقدان الوزن.

تأكدي من مناقشة خطط الحمل الخاصة بك مع طبيبك حتى تتمكنا من العمل معًا للحصول على أفضل النتائج.