تحدثنا بالأمس عن الوراثة الجينية وكيف سيبدو طفلك المستقبلي، واليوم سنكمل حديثنا بإذن الله.

البشرة

إذا تجاهلتِ التعرض لأشعة الشمس فستجدين أن معظم ألوان البشرة موروثة من والدي الطفل، هناك العديد من الجينات التي تحدد لون الجلد مما يعني أنه يتم تحديده من خلال شيء يسمى الوراثة متعددة الجينات.

الناس من المناطق الاستوائية لديهم المزيد من الميلانين لأنه يحميهم من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، أما الناس من المناطق الشمالية البعيدة مثل شمال أوروبا لديهم كمية أقل من الميلانين لأن أجسامهم تحتاج إلى امتصاص أكبر قدر ممكن من فيتامين د، على سبيل المثال إذا كان لديك أسلاف من إفريقيا أو جنوب آسيا فيمكنك توقع أن يكون لدى طفلك الميلانين أكثر من أي شخص من أصل أوروبي بحت.

الجسم

يتم تحديد نوع الجسم أيضًا إلى حد كبير من خلال الوراثة، وجدت إحدى الدراسات الكبيرة التي أجريت على أطفال توأمين هولنديين أن هناك دليلًا قويًا على التوريث الجيني في كتلة الجسم والوراثة المعتدلة في الطول، البيئة ونمط الحياة لهما تأثير كبير على نوع الجسم أكثر من العديد من السمات الأخرى، يمكن لأي شخص لديه شعر داكن أن ينتقل إلى منطقة بها المزيد من ضوء الشمس وقد يتفتح شعره لكن التغيير يكون أكثر حدة بالنسبة للأفراد الذين يعملون على تغيير نوع أجسامهم.

وجدت إحدى الدراسات الكبيرة التي أجريت على أطفال توأمين هولنديين أن هناك دليلًا قويًا على التوريث الجيني في كتلة الجسم والوراثة المعتدلة في الطول.

إذا كان لديك استعداد وراثي لزيادة الوزن أو السمنة فإن نمط الحياة المستقرة سوف يضاعف من آثار وراثتك، من ناحية أخرى فإن أسلوب الحياة النشط سيعمل على إسكات جينات معينة، يركز مجال علم الوراثة على هذا ووجد أن بيئة الشخص يمكن أن تتسبب في إغلاق جينات معينة أو عدم التعبير عنها على الإطلاق، إذا كان طفلك لديه استعداد للإصابة بالسمنة على سبيل المثال فيمكن أن يعني نمط الحياة ومستوى النشاط الصحي أن هذا الجين لن يتم التعبير عنه أبدًا أثناء نموه.

هل يمكن توريث الشخصية؟

يمكن توريث سمات الشخصية تمامًا مثل الخصائص الجسدية، يعتقد العلماء أن 20% إلى 60% من الحالة المزاجية تحددها الجينات، على سبيل المثال تُظهر الدراسات التي أجريت على التوائم التي نشأت في بيئات منفصلة أنهما لا يزالان يشتركان في العديد من الخصائص والسمات الشخصية مما يشير إلى وجود تأثير وراثي.

بعض الجينات لها تأثير مباشر على الشخصية ويمكن أن تكون موروثة من والدي الطفل، على سبيل المثال الاختلافات في جينات DRD2 و DRD4 مرتبطة بالفضول، يمكن للجينات الأخرى مثل KATNAL2 أن تترجم إلى الحذر والاجتهاد، على الرغم من ذلك يؤكد العلماء أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الحالة المزاجية موروثة وكيف يتم توريثها وهناك العديد من الاختلافات الجينية التي تساهم في تحديد السمات الموروثة التي يمكن ملاحظتها.

تلعب الوراثة أيضًا دورًا في السمات الموروثة، فقد لا يتم التعبير عن سمات أحد الوالدين إذا لم يتعرض الطفل للبيئة التي تسببت في السمات في الوالد، بالإضافة إلى ذلك قد تغير السمات الشخصية التي يتم اكتسابها طوال حياة الوالدين كيفية عمل جيناتهم ولكن لن تؤثر على جينات أطفالهم.

ماذا لو كان طفلك لا يشبهك؟

من الممكن أن يكون لطفلك خصائص لا يمكن التعرف عليها فيك أو في زوجك، نظرًا لأن العديد من السمات الموروثة يتم تحديدها بواسطة جينات متعددة فقد تكون هناك تأثيرات أخرى في مظهر طفلك لم تكن موجودة في مظهرك.

للصفات المتنحية والمهيمنة تأثير كبير على مظهر طفلك، إذا كنت أنت وزوجك تتمتعان ببشرة فاتحة ولكن لديك أفراد من العائلة ذوي بشرة داكنة فهذا يعني أنكِ تحملين السمة المتنحية للبشرة الداكنة وقد ترينها في طفلك، يطلق العلماء على مساحة التذبذب في التعبير عن جينات معينة اسم "الاختلافات الجينية"، إنه أمر غير شائع ولكن يمكن للوالدين إنجاب أطفال بصفات مختلفة عن صفاتهم مثل طفل ذو عيون بنية عندما يكون الوالدان كلاهما أزرقا العينين، يمكن أن تكون الاختبارات الجينية طريقة رائعة لمعرفة المزيد عنك وعن أسلاف طفلك.

الخلاصة

خلاصة القول هي أنه لا توجد طريقة محددة لتحديد مظهر طفلك أو شخصيته أو سماته، لكنها أيضًا ليست لعبة حظ بالكامل، حيث تنتقل بعض الجينات ولا يمكن تغييرها بينما يمكن أن تتأثر بعض السمات بعوامل أخرى، لون العين والشعر والجلد مستقران إلى حد ما ويمكن التنبؤ بهما بينما يمكن أن يتأثر نوع الجسم والشخصية بعوامل أخرى.

الوراثة الجينية ليست لعبة حظ، قد يكون موضوعًا مثيرًا للاهتمام لمعرفة المزيد عنه قبل ولادة طفلك لتكوين صورة ذهنية لطفلك، ومن خلال التعرف على السمات الجينية ستعرفين طفلك حتى قبل أن تحمليه بين ذراعيك لأول مرة!