إن الزواج الصحي يحمي أفراد الأسرة من الأمراض الوراثية أو المعدية مما يساهم في بناء أسرة سعيدة ومستقرة، والزواج الصحي هو حالة من التوافق والانسجام بين الزوجين من النواحي الصحية والنفسية والبدنية والاجتماعية والشرعية بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء، وأول خطوة للزواج الناجح هي إجراء اختبارات طبية يحتاجها جميع الأزواج قبل الزواج لتجنب مشاكل الحمل والخصوبة.

يمكن تقسيم اختبارات ما  قبل الزواج إلى 4 فئات رئيسية:

أ) اختبارات الدم الأساسية:

• صورة الدم بالكامل (CBC).
• اختبار فصيلة الدم (ABO & Rh Typing).
• تحليل الهيموجلوبين.
• الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مثل فيروس نقص المناعة البشرية والزهري والسيلان والكلاميديا وفيروسات التهاب الكبد B و C.

ب) اختبارات الخصوبة:

من المهم دائمًا معرفة حالة خصوبة الزوجين حيث يتم في معظم الأوقات خاصةً عند العرب إلقاء اللوم على النساء لعدم إنجاب الأطفال بعد سنوات من الزواج، وعلى الرغم من أنه من المثير للاهتمام معرفة أنه في كثير من الحالات كان العقم عند الذكور هو السبب وراء تأخر الحمل، لذلك من الضروري أن يخضع الرجال لاختبار الخصوبة مثل النساء تمامًا.

نعم، يمكن أن يكون الأمر محرجًا لهم لكن اكتشاف مشاكل الخصوبة عند الرجال مبكرًا يمكن أن يسهل طرق العلاج ويعزز حدوث الحمل الصحي، يمكن أن يؤدي اختبار العقم عند الرجال أيضًا إلى تجنيب النساء الانزعاج غير الضروري والنفقات غير الضرورية. 

وتحليل السائل المنوي هو الاختبار الأكثر شيوعًا لتحديد ما إذا كان هناك عامل عقم عند الذكور أم لا.

ويمكن كذلك إجراء اختبارات هرمونات الدم الأخرى مثل التستوستيرون والهرمون المحفز للجريب (FSH) والهرمون الملوتن (LH) وهرمون البروكلاتين والذي يتم يتم إجراؤه في اليوم الثالث من الدورة.

ج) الاختبارات الجينية الأساسية:

نوصي دائمًا بإجراء تحليل الكروموسومات لجميع الأزواج قبل الزواج خاصةً عندما يكونون أقارب أو إذا كان لأحدهم تاريخ عائلي لأي مشكلة صحية موروثة وراثيًا، إنه اختبار جيني غير مكلف نسبيًا ننصح به الأزواج حتى أولئك الذين ليس لديهم أي حالات وراثية معينة.

د) الاختبارات الجينية المتقدمة:

يجب تقديم تفاصيل عن تاريخ العائلة والسجلات الطبية وظروف أفراد الأسرة من كلا الجانبين إلى المستشارين للحصول على المشورة المناسبة، حيث يمكن أن يساعد الطبيب في تحديد نوع الاختبار الذي يجب على الزوجين القيام به.

أهم 5 اختبارات ما قبل الزواج

1. اختبار الخصوبة

إذا كنت تخططين لتكوين أسرة وإنجاب الأطفال فإن اختبار الخصوبة مهم للغاية لإسعادكما كزوجين، ويشمل اختبار الخصوبة ما يلي:

• عند الرجل: تحليل السائل المنوي للتحقق من عدد الحيوانات المنوية وحركتها وجودتها للبحث عن مشاكل الخصوبة.
• عند المرأة: اختبار التبويض لتقييم القدرات الإنجابية.

2. اختبار فصيلة الدم

يمكن أن يؤثر عدم توافق فصيلة الدم على أطفالك في المستقبل، ولتجنب المضاعفات بسبب فصائل الدم غير المتوافقة يُنصح بإجراء اختبار فصيلة الدم قبل الزواج.

3. اختبارات فيروس نقص المناعة البشرية

اختبار فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيًا لحماية صحتك ومنع انهيار الزواج بسبب مشاكل صحية، حيث يجب أن تعرفا الحالة الصحية لبعضكما البعض، وإذا كانت نتائج أي اختبار إيجابية فسيكون العلاج الطبي مفيدًا.

4. اختبار اضطرابات الدم الوراثية

وذلك لمنع نقل الأمراض الوراثية إلى أطفالك حيث يُنصح بإجراء اختبار الحمض النووي الجيني قبل الزواج خاصةً إذا كان لديك أقارب يعانون من اضطرابات وراثي، وإذا كانت النتائج إيجابية فسيقوم الطبيب بإرشادك بدقة بشأن المخاطر المحتملة.

5. الاختبارات الجينية

الاختبارات الجينية مهمة للغاية لفهم المخاطر التي قد يتعرض لها أطفالك في المستقبل من الأمراض الوراثية، حيث أن معرفة ما إذا كان لديك حالات وراثية معينة أم لا قد يساعدك كثيرًا في طلب العلاج الطبي في الوقت المناسب.

تهدف برامج الفحص الطبي قبل الزواج إلى ما يلي:

• الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية، مثل: الثلاسيميا أو فقر الدم المنجلي وبعض الأمراض المعدية، مثل: التهاب الكبد ب / ج ونقص المناعة البشرية. 
• نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل.
• تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم.
• تجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها.
• التقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع.

​وننصح المقبلين على الزواج بإجراء الفحص الطبي قبل موعد الزواج بمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ليتسنى للزوجين التخطيط لحياتهم بشكل أفضل، حيث إن صلاحية شهادة الزواج الصحي تستمر لمدة ستة أشهر ويمكن فقط إعادة فحص الأمراض المعدية عند الحاجة لإعادته مرة أخرى.

لماذا هذه الاختبارات مهمة؟

تنتشر أمراض الدم الوراثية وخاصةً مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا في مصر ودول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، حاملو الثلاسيميا يتمتعون بصحة جيدة ولا يعرفون أنهم حاملون للثلاسيميا إلا إذا تم إجراء فحص دم خاص لهم، وتظهر المشكلة عندما يتزوج اثنان غير مدركين من حاملي الثلاسيميا وتكون احتمالية ولادة أطفال مصابين بالثلاسيميا الكاملة عالية جدًا، لذلك يمنع بشدة الزواج بين حاملي الثلاسيميا.

حققت العديد من الدول الغربية وبعض الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تقدمًا في بعض الجوانب المتعلقة بالصحة حيث أدخلت وزارة الصحة برنامج اختبار ما قبل الزواج الإلزامي لجميع الأشحاص قبل الزواج.

ماذا ستفعلين؟

والآن ملكتي أخبرينا، هل يجب عليك اختيار زوجك بقلبك فقط أم يجب أن يتضمن الاختيار أشياء أخرى؟

بالطبع إذا كان على المرء أن يعتبر الزواج قرارًا مشتركًا لمشاركة حياته مع شخص يحبه فإن إجراء هذه الإختبارات قد يبدو مقلقًا بعض الشيء، ولكن من ناحية أخرى إذا كنت تعتقدين أن السبب الرئيسي لزواجك هو الإنجاب فإن القلق بشأن التوافق الجيني وتجنب وراثة الأمراض الوراثية الخطيرة يصبح أمرًا جادًا يجب أخذه في الإعتبار.