يمكن أن تبدو محاولة الحمل كما لو أنها تسيطر على حياتك خاصةً عندما تستغرق وقتًا أطول مما كنت تتوقعين، مما يسبب لكِ ولزوجك تجارب عاطفية حزينة بعض الشيء خاصةً في العزومات وتجمعات العائلة والأصدقاء.

لماذا تأخر حملي؟

يُعرف العقم على أنه عدم القدرة على الحمل بعد سنة على الأقل من محاولة الحمل، وهو أمر شائع في الواقع، حيث ترتبط ثلث مشاكل العقم لأسباب غير معروفة، في حين أن الثلثين الآخرين يرجعان بالتساوي إلى مشاكل العقم عند الذكور والإناث.

ولحسن الحظ، فإن 65% من الأزواج الذين يتلقون العلاج الطبي ينجحون في الحمل، وقد يشمل العلاج استخدام أدوية مختلفة، وحقن الخصوبة، والإخصاب في المختبر (IVF)، والتلقيح داخل الرحم، وإجراءات أخرى.

الآثار النفسية بسبب تأخر الحمل

يمكن أن يكون الألم العاطفي الناتج عن العقم، والذي يؤثر على كلًا من النساء والرجال، معقدًا وله أجزاء عديدة.
قد ينشأ التوتر بسبب التوقعات والضغوط التي قد تشعرين بها من المجتمع، أو عائلتك والأصدقاء عند التجمع في العزومات، أو حتى من نفسك، بالإضافة إلى أن علاجات الخصوبة مكلفة، ويمكن أن تكون مرهقة جسديًا، وغالبًا ما تتضمن علاجات العقم تناول مجموعة متنوعة من الحبوب وإجراء اختبارات الدم وحقن الهرمونات اليومية والموجات فوق الصوتية واسترجاع البويضات وغيرها من الإجراءات.
لكن التقلبات العاطفية هي التي تؤثر بشدة، حيث تشير الدراسات إلى أن النساء اللاتي يعانين من مشاكل في الخصوبة يشعرن بالقلق والاكتئاب تمامًا مثل النساء اللاتي يخضعن للعلاج من السرطان وأمراض القلب وفيروس نقص المناعة البشرية.
وتتضمن هذه الأفعوانية العاطفية دورات متكررة من الأمل وخيبة الأمل، حيث أن الانتظار لكل شهر لمعرفة ما إذا كنتِ قد حملت أو تأخرت دورتك الشهرية (مرة أخرى) يمكن أن يرسلك إلى بحر من العواطف!
بالإضافة إلى جداول العمل والعلاقات الاجتماعية المتوترة، وللأسف لا يمكننا دائما تغيير ظروفنا، لكن كل ما يمكننا التحكم فيه هو كيفية التعامل مع التحديات التي نواجهها، لذلك يجب محاولة إيجاد طرق صحية للتعبير عن حزنك وإحباطك.

كيف تتغلبي على هذه الآثار النفسية؟

يستمر الناس في طرح الأسئلة عليكِ في العزومات العائلية ولقاءات الأصدقاء، وبالرغم من أنه قد تكون نية الأصدقاء والعائلة جيدة، لكن الاضطرار إلى شرح مشاكل الحمل مرارًا وتكرارًا قد يكون أمرًا مرهقًا وقد يزيد من مستويات التوتر لديك.
بالطبع، إذا كنت تريدين التحدث عن مشكلاتك الصحية لأن الأمر يجعلك تشعرين بالتحسن، فافعلي ذلك بالتأكيد ودون تردد! وذلك لأن الدعم الذي تحصلين عليه من الأصدقاء والعائلة، خاصةً من الذين واجهوا نفس المشاكل، لا يقدر بثمن!

لكن بعض المواقف قد تكون مؤلمة للغاية، مثل حفلات استقبال المولود الجديد وحفلات أعياد ميلاد الأطفال والعزومات اامليئة بالأطفال الصغار والأمهات، فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لكِ امنحي نفسك الإذن بتخطي بعض المناسبات والعزومات العائلية في الوقت الحالي والاعتناء بنفسك بدلًا من ذلك.

يعد الانتظار لمدة أسبوعين وقتًا شديد التوتر عندما تحاولين الحمل، فكل يوم بين الإباضة والدورة الشهرية القادمة يمكن أن يبدو وكأنه سنة، وخلال هذا الوقت، قد تشعرين بالقلق المستمر، ويمكن أن يساعد ذلك في التركيز على الأشياء والأشخاص الآخرين، وفيما يلي بعض الأشياء التي يمكن أن تصرف انتباهك عن الانتظار: 

• نظمي موعد غرامي مع زوجك

شاهدي فيلمًا كنت ترغبين دائمًا في مشاهدته من فترة ولم تجدي الفرصة له، أو خذي كتابًا كنت تنوين قراءته، أو احصلي على مكونات الوصفة التي أردت تجربتها وجربيها الآن! 

• تعلمي حرفة أو ابدأي مشروعًا منزليًا

قد تظل مخاوف الانتظار لمدة أسبوعين باقية في الجزء الخلفي من عقلك أثناء مشاركتك تعلمكِ هذه الأنشطة أو المشاريع، ولكن هذا أفضل من تركها تسبب لكِ التوتر والتفكير الزائد.

• لا تبالغي في اختبارات الحمل

عندما تحاولين الحمل، من المرجح أن يكون إجراء اختبار الحمل أحد اهتماماتك الرئيسية، وعلى الرغم من أنك قد تكونين مترددة في التقليل من تجربة اختبارات الحمل أثناء انتظار الخبر السعيد، إلا أنه يمكن أن يصبح الأمر ثابتًا ويجعلك تشعرين بمزيد من التوتر وليس أقل.

• افعلي الأشياء التي اعتدتِ أن تحبيها

يمكن للضغط والتوتر الناتج عن تأخر الحمل أن يجعل ذهنكِ مشغولًا لدرجة أنكِ ستنسى الأشياء التي اعتدتِ فعلها من أجل المتعة، لذلك قومي بإعداد قائمة بكل الأشياء التي تستمتعين بها (أو اعتدت أن تستمتعي بها)، وإذا كنت في حيرة من أمرك، فكري في ما كان يجعلك سعيدة عندما كنت طفلة.

• شاركي زوجك مشاعركِ

من المعروف أن تأخر الحمل يجعل ممارسة الجنس عملًا روتينيًا وقد يسبب الإحباط والخجل وحتى انخفاض الرغبة الجنسية، أي أن محاولة الحمل يمكن أن تغير حياتك الجنسية! وبدلًا ما كان وقتًا عاطفيًا للتواصل بشكل وثيق مع زوجكِ فقد أصبح مهمة ذات هدف بعيد المنال على ما يبدو! وعندما تنهار العلاقة الجنسية، يمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى إضعاف جوانب أخرى من علاقتكما! لذلك من المهم الاهتمام بالعلاقة التي تربطكِ بزوجك وأن تأخذوا وقتًا للتحدث مع بعضكم البعض حول كيفية تأثير العقم عليكما ومناقشة ما يشعر به كلًا منكما.

• اهتمي بالرعاية الذاتية

إن الاعتناء بنفسك لا يعني فقط تناول الطعام بشكل صحيح ورؤية طبيبك لإجراء الفحوصات، بل يعني أيضًا تخصيص وقت للاسترخاء وإيجاد طرق صحية لإدارة التوتر.
وإدارة التوتر تختلف من شخص لآخر، فمثلًا قد ترغبين في الحصول على حمام ساخن بعد يوم طويل بينما يفضل شريكك تشغيل بعض الموسيقى والاسترخاء في غرفة المعيشة.
هناك العديد من علاجات العقل والجسم للعقم والتي يمكن أن تساعدك على الاسترخاء، مثل اليوجا، والتي قد ثبت أن بعضها يحسن معدلات الحمل.

• تقبلي المشاعر الصعبة

إن محاولة تقليل تأثير العقم على حياتك لا يعني أنه عليك التظاهر بأنه ليس له تأثير قوي عليك، بل إن الاعتراف بكل مشاعرك تجاه العقم، وخاصةً الصعبة منها، هو أمر صحي! لذلك حاولي تقبل مشاعرك والتحدث عنها مع شخص قريب منك تشعرين بأنه سيفهمكِ ويساعدكِ على تخطي هذه المشاعر.

• احصلي على المساعدة الطبية

غالبًا ما يأتي العقم مصحوبًا بمشاعر شديدة وصعبة في بعض الأحيان، ويمكن أن تساعدك الاستشارة الطبية في معالجة هذه المشاعر وتطوير طرق صحية للتعامل معها، لذلك قد يكون من المفيد البحث عن معالج نفسي لديه تدريب خاص أو خبرة في العمل مع الأزواج الذين يعانون من العقم، حيث يمكنه أيضًا مساعدتك في اتخاذ خيارات جيدة بشأن علاجك.