تُعدّ الرضاعة الطبيعية هديةً ثمينةً تُقدّمها الأم المرضعة لطفلها، ولكنها قد تُصبح رحلةً مليئةً بالتحديات والتضحيات، خاصةً عندما تُضطر الأم للخروج من المنزل، لذلك ملكتي سنتحدث اليوم عن معاناة الأم المرضعة أثناء الخروجات، وسنُقدّم لكِ بعض النصائح والتوصيات لِتسهيل هذه المهمة.
التحديات التي تواجهها الأم المرضعة أثناء الخروج:
- قد تواجه الأم المرضعة صعوبة في العثور على مكان هادئ ونظيف لِإرضاع طفلها أثناء الخروج، خاصةً في الأماكن العامة.
- إذا لم تتمكن الأم من إرضاع طفلها مباشرةً، فقد تواجه صعوبة في الحفاظ على حليب الثدي دافئًا لِتقديمه للطفل لاحقًا.
- قد تُواجه الأم المرضعة شعورًا بالقلق والخوف من عدم توفر حليب الأم الكافي لطفلها أثناء تواجدها خارج المنزل.
- قد تسمع بعض التعليقات أو تلاحظ النظرات المُحرجة من بعض الأشخاص أثناء إرضاع طفلها في الأماكن العامة.
نصائح وتوصيات لتسهيل حياة الأم المرضعة خاصةً في الخروجات
- يُنصح بالتخطيط المُسبق لرحلتها والبحث عن أماكن مناسبة للرضاعة وتوفير حقيبة مُخصصة لِحمل أدوات الرضاعة وحليب الأم.
- كما تُنصح الأم المرضعة بحمل حقيبة الرضاعة التي تحتوي على جميع الأدوات الضرورية للرضاعة، مثل الرضعة الصناعية وحلمة الرضاعة والمناديل مبللة.
- إذا لم تتمكن الأم من إرضاع طفلها مباشرةً، فيمكنها استخدام حافظة حليب الثدي لِلحفاظ على الحليب دافئًا.
أسباب تسرب حليب الثدي
لا يرتبط نزول الحليب من الثدي بما بعد الولادة، فيمكن أن يبدأ الحليب في التسرب مع بداية الحمل لدى بعض النساء، والبعض الآخر يتسرب لديهن الحليب في نهاية الحمل وقبل الولادة، كما أن بعض النساء يعانين من تأخر نزول الحليب حتى بعد الولادة، ليظهر بعد يومين أو ثلاثة أيام.
جميع هذه الحالات السابقة لا تعني وجود مشكلة أو ضرر على صحة الأم المرضعة، ولكن الطبيعي أن يبدأ الحليب في التدفق بعد الولادة مباشرةً، لتتمكن الأم من إرضاع طفلها، وفي حالة تأخر نزول الحليب بعد عدة أيام من الحمل، فيجب استشارة الطبيبة النسائية لمعرفة السبب وعلاجه.
وقبل أن نتحدث عن الحلول، لا بدّ من التعرف على الأسباب التي تؤدي إلى تسرب حليب الثدي، والتي تتمثل في كل من الآتي:
- إمتلاء الثدي بالحليب: في هذه الحالة يتسرب الحليب من الثدي كرد فعل تلقائي لإدراره، ويكون هذا من ثدي واحد أو الثديين في حالة عدم إرضاع الطفل.
- سماع صوت الطفل أو بكاءه: هذا الأمر يجعل هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) يقوم بتحفيز إخراج الحليب من الثديين.
- إرضاع الطفل من أحد الثديين: هذا الأمر أيضًا محفز لإدرار الحليب، وهكذا يبدأ الحليب في التسرب من الثدي الآخر!
- التواجد في طقس دافئ: الطقس الدافئ أو الحار من أسباب تحفيز إدرار الحليب، كما أن أخذ حمّام دافئ يمكن أن يؤدي لنفس النتيجة.
- في فترة الصباح: في الصباح تكون كمية الحليب في الثدي كبيرة، وبالتالي تزداد فرصه تسربه بعد الإستيقاظ من النوم.
كيفية إيقاف تسرب حليب الثدي
- الضغط على الحلمات: يمكن أن تستخدمي هذه الطريقة في حالة التواجد بمكان عام وتكونين مضطرة لفعل هذا، سيكون عليك الدخول إلى الحمّام والبدء في إيقاف هذا التدفق من خلال الضغط على الحلمات.
- الإكثار من إرضاع الطفل: هذه الطريقة ستساعد في تقليل إمتلاء الحليب بالثدي، ولن يكن هناك فائضًا يتدفق منه.
- شفط الحليب من الثدي: من الطرق التي تساهم في التخلص من الحليب الزائد هي شفطه قبل أن يمتليء الثدي بالحليب، ويمكن تجميد الحليب في الفريزر لإرضاعه للطفل في وقتٍ لاحق.
- استخدام القطن الخاص بإمتصاص الحليب: هناك حل آخر لا يؤدي لمنع تسرب الحليب من الثدي، ولكنه يساعد في إخفاءه وعدم ظهوره على الملابس الخارجية، وذلك عن طريق إمتصاصه، فهناك قطع قطنية بتصميم دائري يتم وضعها على الثدي تعيق ظهور بقع الحليب على الملابس.
- عدم الإكثار من السوائل المدرة للحليب: على الرغم من أهمية مشروبات مثل الحلبة واليانسون في هذه المرحلة إلا أن كثرتها ستزيد من إدرار وتسرب الحليب، لذلك يمكن استخدام هذه المشروبات الطبيعية إذا لاحظتِ قلة حليب الثدي لأنها تساعد في زيادته.
- ارتداء ملابس مناسبة: تُنصح الأم المرضعة بإرتداء ملابس لا تظهر من خلالها بقع الحليب، مثل الملابس ذات النقشات والطبعات، وألا تنسى أخذ حمّالة صدر وملابس داخلية وخارجية إضافية في حقيبتها، خاصةً عند التواجد خارج المنزل لفترة طويلة.
أسباب آلام واحمرار الثدي
إذا كان أحد ثدييك أحمر اللون ويؤلمك أو كليهما، ولم تكن هناك قناة مسدودة، فمن المحتمل أن تكوني مصابة بالتهاب الثدي؛ وهي حالة تصبح فيها أنسجة الثدي ملتهبة.
وتشمل علامات الالتهاب احمرار المنطقة وسخونتها، والشعور بآلام وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا (مثل الشعور بالحرارة والبرودة مع ألم في المفاصل، ودرجة حرارة تزيد عن 38.5 درجة مئوية).
إذا كنت تعانين من هذه الأعراض، فاطلبي المشورة الطبية على الفور! حيث يجب علاج التهاب الثدي بسرعة، لأنه من الممكن أن يتفاقم خلال ساعات قليلة، ويمكن أن تكون أسباب التهاب الثدي مما يلي:
- قناة لبنية مسدودة غير معالجة
- البكتيريا التي دخلت ثديك عبر الحلمات المتشققة
- ترك فترات زمنية طويلة بين الرضعات
- وجود ثديين ممتلئين للغاية
- ارتداء حمالة صدر أو ملابس ضيقة جدًا
- فطام طفلك من الرضاعة الطبيعية بسرعة
- فائض كبير من حليب الثدي
ما العلاج؟
- تناولي الباراسيتامول أو الأيبوبروفين (وليس الأسبرين) لتخفيف الألم، حسب التعليمات الموجودة على العبوة أو حسب تعليمات الطبيب أو الصيدلي.
- حافظي على الرضاعة الطبيعية أو الشفط بشكل متكرر، حيث سيساعد الحليب المتدفق على إزالة أي انسداد ويمنع تراكم المزيد من الألم، وتذكري أن التوقف فجأة عن الرضاعة قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- قدمي لطفلك الثدي المصاب أولًا،إذا كان هذا مؤلمًا جدًا، فابدئي من الجانب غير المصاب حتى يتدفق الحليب، ثم بدلي.
- يجب تعليكِ الراحة وشرب الماء وتناول الطعام بشكل جيد، والتأكد من تناول الكثير من السوائل وتناول الأطعمة المغذية.
- قومي بتدليك المنطقة الملتهبة في حمام دافئ أوأسفل دش ساخن، أو اضغطي عليها باستخدام الكمادات الحرارية للمساعدة في التخلص من الانسداد وتخفيف الأعراض قبل الرضاعة ثم استخدمي كمادة باردة بعد الرضاعة لتقليل الالتهاب.