هل تساءلتِ يومًا عن إمكانية حدوث الحمل بعد الدورة الشهرية مباشرةً؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من النساء، لذلك سنجيب عليه بشكل مبسط وواضح في هذا المقال بإذن الله.

هل يمكن حدوث الحمل بعد الدورة الشهرية؟

في الواقع ملكتي، من المرجح أن تحمل بعض النساء بعد أيام قليلة من انتهاء الدورة الشهرية، ويمكن أن يحدث هذا إذا كانت هذه هي الفترة التي يتم فيها التبويض (إطلاق بويضة من المبايض)، حيث يستعد الجسم للحمل المحتمل.
يمكن أن تصل فرصة حدوث الحمل بعد الدورة لمدة تصل إلى 72 ساعة (3 أيام) بعد ممارسة الجنس، وهذه هي المدة التي يمكن أن يعيشها الحيوان المنوي في الجهاز التناسلي الأنثوي.
تتراوح الدورة الشهرية الطبيعية بين 21 و32 يومًا، بعض السيدات تكون لديهن دورات أقصر، في حين أن البعض الآخر لديهن دورات أطول بكثير.
وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG)، فإن المرأة التي تتراوح دورتها الشهرية بين 21 و32 يومًا ستكون أكثر خصوبة في منتصف دورتها الشهرية.

العلاقة بين التبويض والحمل

يحدث التبويض عندما يطلق أحد المبيضين بويضة، وبعد إطلاق البويضة تنتقل إلى قناة فالوب، حيث تنتقل إلى الرحم على مدار 24 ساعة أو نحو ذلك.
ثم يحدث الحمل إذا سافر الحيوان المنوي إلى قناة فالوب وقام بتلقيح البويضة، أما إذا لم يُخصب الحيوان المنوي البويضة، فستنتقل البويضة إلى الرحم وتتحلل، وتكون جاهزة لمغادرة الجسم خلال الدورة الشهرية التالية.

حساب التبويض

وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، تحدث عملية التبويض قبل حوالي 14 يومًا من الموعد المتوقع للدورة الشهرية التالية إذا كانت مدة الدورة الشهرية 28 يومًا.
تبدأ عملية التبويض لدى معظم النساء بين اليوم الحادي عشر والحادي والعشرين من دورتهن الشهرية، ولا تحدث عملية التبويض دائمًا في نفس اليوم من كل شهر ويمكن أن تختلف بيوم أو أكثر على التاريخ المتوقع للدورة.
يطلق الأطباء على الجزء من عملية التبويض اسم نافذة الخصوبة لأن فرصة الحمل تكون أعلى في هذا الوقت، فمثلًا إذا حدثت عملية التبويض في اليوم الرابع عشر، يمكن للمرأة أن تحمل في ذلك اليوم أو خلال الـ 24 ساعة التالية.
ومع ذلك، تبدأ نافذة الخصوبة قبل أيام قليلة من عملية التبويض نفسها لأن الحيوانات المنوية يمكن أن تبقى على قيد الحياة لمدة تصل إلى 5 أيام داخل جسم الأنثى، لذا، حتى لو لم تمارس المرأة الجنس في اليوم الرابع عشر أو الخامس عشر، فما زال من الممكن أن تصبح حاملًا إذا مارست الجنس دون استخدام وسائل منع الحمل في الأيام من التاسع إلى الثالث عشر.
وفقًا لبحث من عام 2018، ترتفع احتمالية الحمل من اليوم التاسع، وتصل إلى ذروتها في اليوم الثالث عشر وتنخفض إلى الصفر بحلول اليوم الثلاثين.

كيفية تعزيز الخصوبة وزيادة فرص الحمل

لزيادة فرص الحمل، يمكن تحديد وقت الجماع ليحدث خلال اليومين إلى الثلاثة أيام التي تسبق التبويض ويوم التبويض نفسه، حيث قد تزداد فرصة نجاح الحمل في هذه الأيام بنسبة 20% إلى 30%، وتتضمن النصائح الأخرى لتحسين فرص الحمل ما يلي:

• ممارسة الجماع بانتظام: معدلات الحمل هي الأعلى بين الأزواج الذين يمارسون الجنس كل يومين أو ثلاثة أيام طوال الشهر.
• تجنب التدخين والمدخنين: يقلل التدخين من الخصوبة ويؤثر على صحة الجنين النامي.
• الحفاظ على وزن معتدل: السيدات اللائي يعانين من زيادة أو نقص الوزن هن أكثر عرضة للإصابة بعدم انتظام الإباضة.
• الابتعاد عن التوتر: في حين أن البحث حول ما إذا كان القلق أو التوتر يمكن أن يقلل من الخصوبة ليس أكيدًا، لكن من الواضح أن تقليل التوتر يمكن أن يوفر بعض الفوائد للمرأة التي تحاول الحمل.
• علاج بعض الأمراض: يجب استبعاد أو علاج أي أسباب طبية قد تساهم في العقم، فمثلًا عند الإناث، يمكن أن يشمل ذلك مشاكل هرمونية، وبطانة الرحم، ومتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، والأورام الليفية الرحمية، واضطرابات المناعة الذاتية، والمزيد.

كيف سأكتشف حدوث الحمل بعد الدورة؟

1. غياب الدورة الشهرية: العلامة الأكثر شيوعًا ووضوحًا للحمل هي غياب الدورة الشهرية، وبمجرد حدوث الحمل، ينتج جسمك هرمونات توقف التبويض وتتساقط بطانة الرحم، وهذا يعني أن دورتك الشهرية توقفت ولن تأتيك الدورة مرة أخرى إلا بعد ولادة طفلك، لكن غياب الدورة الشهرية ليست دائمًا علامة على الحمل، ويمكن أيضًا غياب دورتك الشهرية بسبب الإجهاد، وممارسة الرياضة المفرطة، واتباع نظام غذائي غير صحي، واختلال التوازن الهرموني وعوامل أخرى قد تسبب عدم انتظام الدورة.
2. كثرة التبول: قبل أن تفوتك الدورة الشهرية، قد تلاحظين أنك بحاجة إلى التبول بشكل متكرر، ويحدث هذا لأن لديك المزيد من الدم عن ذي قبل؛ فأثناء الحمل يزداد إمداد جسمك بالدم، وتقوم الكلى بتصفية دمك وإزالة الفضلات الزائدة، وتخرج هذه الفضلات من جسمك على شكل بول، وكلما زاد الدم في جسمك، كلما زاد عدد مرات التبول لديك.
3. التعب والإرهاق: تشعر العديد من السيدات بالتعب الشديد في بداية الحمل، وتحدث هذه العلامة من علامات الحمل بسبب ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون، وعلى غرار أعراض الحمل المبكرة الأخرى، يقل التعب والإرهاق في الثلث الثاني من الحمل، ومع ذلك فإنه يعود في الثلث الثالث لدى العديد من السيدات.
4. غثيان الصباح: على الرغم من الاسم، إلا أن الغثيان يمكن أن يحدث في أي وقت من النهار أو الليل، ويمكن أن يحدث الغثيان في وقت مبكر يصل إلى أسبوعين من الحمل، لكن لا تعاني كل امرأة من الغثيان وهناك مستويات مختلفة من الغثيان، حيث يمكنك أن تشعري بالغثيان ولكن لا تتقيئي أبدًا، وبالرغم من أن الغثيان أثناء الحمل أمر طبيعي إلى حد ما، إلا أنه يمكن أن يكون مشكلة إذا أصبت بالجفاف، لذلك يجب أن تتصلي بطبيبتكِ إذا كنت تعانين من الغثيان الشديد والجفاف.
5. ألم الثديين: يمكن أن يصبح ثدييكِ حساسين عند اللمس أثناء الحمل، وقد يكون الألم مشابهًا لشعور ثدييك قبل الدورة الشهرية، ولكنه أكثر من ذلك قليلًا، كما قد تبدأ الهالة المحيطة بحلمة الثدي في التحول إلى اللون الداكن وتتضخم، لكن هذا الألم مؤقت ويختفي بمجرد أن يعتاد جسمك على الهرمونات المتزايدة، وقد تلاحظين أيضًا أن ثدييك أصبحا أكبر حجمًا وأن حمالة الصدر الخاصة بك أصبحت أضيق من المعتاد!

وفي النهاية ملكتي تذكري أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أنك حامل هي إجراء اختبار الحمل أو إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية من طبيبتك!