كما هو الحال مع جميع أعضاء أجسامنا، تمر المبايض على مدار حياتنا بتغيرات تؤثر ليس فقط على حجمها ولكن أيضًا على أدائها، لكن هل صغر حجم المبايض يؤثر على حدوث الحمل؟ هيا بنا نعرف!
تقع المبايض بين الرحم وقناتي فالوب، وهي ضرورية لحدوث الحمل، تبدأ المبايض في النمو عندما يبلغ عمر الأجنة الأنثوية حوالي 8 أسابيع وخلال مرحلة الحمل تخضع لعدد من التغييرات التي تعد الأنثى لدورها في التكاثر عندما تصبح في سنوات الإنجاب.

كيف تتطور المبايض من حيث الحجم والخصائص الأخرى

عادةً ما يكون لدى الفتاة المولودة حديثًا مبيضان، يبلغ قطر كل منهما 1 سم ويزن ما بين 250 و350 مجم، ويحتويان على جميع الخلايا التي سيتم التبويض فيها لاحقًا في الحياة أثناء الدورات الشهرية.
وهذا يعني أن البويضة التي تنضج وتفرز وتنتقل إلى قناة فالوب كل شهر تكون في نفس عمر المرأة نفسها ولا يتم إنتاج بويضات جديدة طوال حياتها.
أثناء البلوغ، ونتيجةً للتغيرات الهرمونية في جسم المرأة، تحدث عملية التبويض لأول مرة ويزداد حجم المبايض تدريجيًا أثناء الطفولة ويزداد وزنها عشرة أضعاف، وخلال مرحلة البلوغ، يصل حجم المبايض إلى متوسط ​​3.5 × 2 × 1 سم، أي ما يعادل حجمًا يتراوح بين 3 و6 مل.
مع مرور الوقت، تقل البويضات في المبايض وتتوقف عملية التبويض في النهاية، وفي هذه المرحلة، تبدأ المرأة بما يسمى بانقطاع الطمث وخلال هذه المرحلة وبعدها، يقل حجم المبايض حتى يصبح مشابهًا لما كان عليه عندما حملت المرأة لأول مرة.

حجم المبيض الطبيعي

الحجم الطبيعي للمبيض هو 2.5 سم × 1.5 سم × 3 سم، ولا يمكن رؤية البويضة بالعين المجردة لذلك من الأفضل ملاحظتها تحت المجهر، حيث يبلغ قطرها عادة 100 ميكرون وهي أكبر خلية في جسم الإنسان.
يجب أن تعلمي أن المبايض الكبيرة جدًا تشير إلى متلازمة تكيس المبايض حيث قد يكون هناك غياب للإباضة أو عدم التبويض، وفي حين أن صغر حجم المبايض قد يكون قد قلل عدد البويضات أو قد يشير إلى انقطاع الطمث الوشيك.

العوامل الرئيسية التي تؤثر على صغر حجم المبيض

قد يختلف حجم مبايض المرأة عدة مرات طوال حياتها، وفيما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على صغر حجم المبايض، مثل:

• العمر

يختلف حجم المبايض مع التقدم في السن، حيث يبلغ الحجم أقصى حد له في سنوات الإنجاب ومع اقتراب سن اليأس، يتقلص حجم المبايض مع استنفاد البصيلات داخل المبايض.

• الحالات الهرمونية

يمكن للعديد من الحالات الهرمونية أيضًا أن تؤثر على حجم المبايض، على سبيل المثال النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن مبايض ضخمة ذات لون أبيض لؤلؤي، والنساء المصابات بفشل المبيض المبكر أو انخفاض احتياطي المبيض لديهن مبايض صغيرة جدًا ومتقلصة.

• علاجات العقم

أثناء علاج العقم، تتلقى المرأة حقن هرمونية وتسبب هذه الحقن نمو بصيلات متعددة وتجعل المبايض وعائية وضخمة.

• الحمل

يزيد الحمل من حجم المبايض بسبب إفراز هرمون الاستروجين والبروجسترون وقد تظل المبايض ضخمة طوال فترة الحمل.

• حفر المبيض بالمنظار

عندما لا تحدث الإباضة بسبب متلازمة تكيس المبايض، فإن أحد العلاجات لذلك هو حفر المبيض بالمنظار، ويسمى علميًا الكي الكهربائي بالمنظار لسطح المبيض.

• إزالة كيسات المبايض

هناك أنواع مختلفة من كيسات المبايض، لكننا سنتحدث عن كيسات المبيض الحميدة والتي تظهر بسبب اختلال التوازن الهرموني أو في بعض الأحيان بسبب عدم خروج البويضة من الجريب، وهذا ما يسمى بالكيس الجريبي وهو النوع الأكثر شيوعًا من الكيسات.

هل هناك علاقة بين حجم المبيض وحدوث الحمل؟

نحن نعلم أن حجم المبيض مرتبط بعدد البويضات المحتملة التي ستكون متاحة خلال فترة الخصوبة لدى المرأة؛ فإذا كانت المرأة تعاني من صغر حجم المبايض قد تعاني من صعوبة في الحمل، وذلك لأنها سيكون لديها احتياطي أقل من البويضات.
بينما لا يعني وجود مبايض كبيرة أن المرأة أكثر خصوبة؛ على سبيل المثال، يمكن أن تكون المبايض كبيرة الحجم نتيجةً لتكيسات أو أورام، وهي أكثر شيوعًا في النساء المصابات بتكيس المبايض، حيث أنه في مثل هذه الحالات، غالبًا ما يرتبط ذلك بخلل في التبويض، وبالتالي بدرجات متفاوتة من صعوبة الحمل.

أفضل الطرق لتحسين صحة المبيض والبويضات

إن العناية بصحة المبيض أمر ضروري، لذلك ملكتي سنعطيكِ قائمة بأهم النصائح لتحسين صحة المبيض والبويضات:

• الحفاظ على وزن صحي

يمكن أن تؤثر السمنة على قدرة المرأة على إنجاب الأطفال، ويمكن أن يسبب الوزن الزائد كذلك مشاكل في التبويض والحمل، لذلك فإن الحفاظ على وزن صحي هو أمر ضروري للصحة العامة ويمكن أن يساعد في تحسين صحة المبيض والبويضات.

• حافظي على نظام غذائي صحي

إن تناول كميات كبيرة من الدهون الصحية وكميات قليلة من الكربوهيدرات يقلل من الالتهابات في الجسم وقد يساعد في تحسين تدفق الدم إلى المبايض.
يمكنك تناول الأفوكادو وزيت الزيتون والبيض والخضروات الورقية الخضراء والفواكه والمكسرات وزيت السمك وأوميغا 3، ومن المكملات الغذائية المفيدة يمكنك تناول حمض الفوليك وفيتامين ب وفيتامين د3 حسب الجرعات الموضوفة من الطبيب.

• ممارسة الرياضة يوميًا

إن ممارسة الرياضة يوميًا تساعد في تحسين صحة المبايض، ولا يجب أن تكون التمارين مكثفة؛ فحتى ساعة من اليوجا، أو 30 دقيقة من المشي والجري، أو مزيج من الثلاثة، يمكن أن يساعدك في الحفاظ على صحتك.

• النوم الكافي 

النوم الكافي ضروري للصحة العامة والرفاهية ومهم للنساء اللاتي يحاولن الحمل بشكل خاص؛ فقد أظهرت الأبحاث أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يحسن صحة المبيض وجودة البويضة.