قد يكون الفضول عند الأطفال عن الجنس ومحاولة الإجابة عليهم أمرًا صعبًا، ولكن من المهم المناقشة معهم في سن مبكرة إلى حد ما، فنحن نريد أن يحصل الأطفال على المعلومات الصحيحة منك، وأن يشعروا بالأمان عند التحدث معك عن هذه المواضيع.
في يوم من الأيام، ستسمعي السؤال الحتمي من طفلك: "من أين يأتي الأطفال؟" لأنه قد يكون فضوليًا بشكل خاص بشأن كيفية إنجاب الأطفال إذا كنت أنت أو خالته أو عمته حاملًا، أو قد يثير فضوله المحادثات مع الأشقاء الأكبر سنًا أو الأصدقاء في المدرسة.

إرضاء الفضول عند الأطفال وفقًا لأعمارهم

1) حتى عمر سنتين

قومي بتسمية أجزاء الجسم أثناء استحمام طفلك أو ارتدائه ملابسه باستخدام مصطلحات تشريحية أو علمية صحيحة.

2) ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات

بالإضافة إلى تسمية أجزاء الجسم، يمكنك شرح ما تفعله هذه الأعضاء، مثل الإحليل وهو المكان الذي يخرج منه البول، وتذكري أنه من الطبيعي من الناحية التنموية أن يلمس الأطفال الصغار أعضائهم التناسلية.
إذا فعل طفلك ذلك أمامك، فلا داعي لقول أي شيء عن ذلك، أو يمكنك استغلال هذه الفرصة لشرح اللمسة الطيبة واللمسة الشريرة؛ فمثلًا قد تقولين لطفلك، "ليس من المقبول أبدًا أن يلمسك أي شخص في هذا المكان، وإذا حدث هذا فيجب عليك إخباري دائمًا أو إخبار والدك".

3) ما بين 4 إلى 7 سنوات

هذا هو العمر الذي قد يكون من المرجح أن تتلقى فيه السؤال، "من أين يأتي الأطفال؟"، على الرغم من أن جميع الأطفال مختلفون لكن يمكن للأطفال في هذا العمر فهم تفسير بسيط؛ وهو أن الاطفال يتكونون عندما تتحد خليتان، الحيوان المنوي والبويضة، ويمكن أن تنمو هذه الخلايا إلى طفل في جسم الأم.

4) ما بين 8 إلى 9 سنوات

يبدأ الأطفال الأكبر سنًا عادةً في فهم مفاهيم مثل الرومانسية والعلاقات وقد يدرك بعض الأطفال حتى أن الكبار يمارسون الجنس! خاصةً بعد تعرض الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي والأفكار المنتشرة عليه.
في السنوات القادمة، يمر الأطفال بمرحلة البلوغ ويبدئون في استكشاف حياتهم الجنسية، لكن قد لا يزالون لا يفهمون تمامًا أو يعرفون كيف يأتي الأطفال.

5) من سن ما قبل المراهقة إلى سن المراهقة

ستتمكنين من استكشاف مواضيع أكثر تعقيدًا مع أطفالك في هذه الأعمار خاصةً وأن المناهج التعليمية ستعرفهم عن الأجهزة التناسلية عند الرجل والمرأة.
من المهم مناقشة الاعتداء الجنسي مع أطفالك المراهقين والمراهقات وما يجب عليهم فعله إذا تعرضوا لضغوط للقيام بشيء جنسي لا يشعرون بالأمان تجاهه.

نصائح الأمهات لإرضاء الفضول عند الأطفال في هذا الأمر

1. تقول "سارة": "يمكن أن تسألي طفلك كيف يعتقد هو أن الأمر يحدث، واستخدمي ذلك كنقطة بداية؛ فمثلًا إذا كان ابنك (مثل ابني) يعتقد أن الطفل يخرج من السرة، فيمكنك تصحيحها بلطف بالقول أنه اقترب، لكن الطفل يخرج من فتحة مختلفة، وقد يكون هذا تفسيرًا كافيًا مؤقتًا!"
2. وتخبرنا "إسراء": "ابني يبلغ من العمر 3 سنوات، وأنا حامل بطفلنا الثاني، لذلك أخبرته أن الطبيب يساعد في تحريك الطفل من بطن أمه إلى بطانية دافئة لطيفة، واستخدمت كلمة "تحريك" بدلاً من "دفع" حتى لا أربكه، وركزت أكثر على البطانية الدافئة كونه أخًا أكبر".
3. وتقول "ضحى": "لا تجيبي أبدًا على سؤال لم يسأله طفلك! سألني طفلي كيف سيخرج طفل صديقتي من بطنها؟ قلت ببساطة إنها ستدفع الطفل للخارج، كان الأمر على ما يرام بالنسبة له وبعد بضع سنوات سألني بالضبط أين سيخرج الأطفال، وهنا أخبرته لأنه نضج فكريًا وجسديًا بما فيه الكفاية".
4. تقول "هدير": "بصفتي دكتورة ولادة، وجدت أن القميص ذو الياقة المدورة والدمية فعالان للغاية لمساعدة الأطفال على فهم العملية، أُخفي الدمية في القميص ثم أمسكها على بطني مع توجيه فتحة الرقبة لأسفل، ثم أخبر طفلي البالغ من العمر عامين أن الطفل هناك، دافئ ومرتاح وسعيد، وعندما يحين وقت ولادة الطفل، سيضغط بطني على الطفل ويدفعه للخارج، ثم أضغط على القميص حتى يخرج الطفل من الرقبة!"
5. وتخبرنا "مارية": "في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، حضر ابني فصلًا يسمى Kangaroo Kapers في مركز الولادة في المستشفى، وقام بجولة وتدرب على تغيير الحفاضات على دمية، وتعلم كيفية حمل الطفل وتقميطه، لكن لم يدخل المدربون في تفاصيل دقيقة لكنهم قدموا نسخة صديقة للأطفال لما سيحدث في اليوم الذي يولد فيه الطفل، بما في ذلك كيف ستكون الأم غاضبة في غرفة الولادة، وأظهروا له جميع المعدات وشرحوا استخدامها، لذلك أوصي بشدة بالاطلاع على فصول مماثلة في مدرسة طفلك".
6. تقول "سمر": "لقد شاهدت مع طفلي البالغ من العمر عامين مقطع فيديو لكلب يولد صغارًا، سألني عما إذا كان شخص ما سيسحب طفلي أيضًا من بطني، أخبرته أن طبيبي سيكون هناك لالتقاط الطفل، لكن الطفل وجسدي سيعملان معًا لإخراج الطفل، وكان راضيًا تمامًا عن هذه الإجابة ثم ركز على حقيقة أنني لن أضطر إلى لعق طفلنا حتى يصبح نظيفًا كما فعل الكلب لأننا نستطيع استخدام المناشف!"

لا تقولي هذه الأشياء عندما يسأل طفلك "من أين أتى الأطفال؟"

من المهم أن يكون الأمهات والآباء منفتحين وصادقين مع أطفالهم، خاصةً عندما يكبرون، لذلك استخدمي الحقائق ولا تكذبي، لا تجعلي الأشياء تبدو مختلفة عما هي عليه.
المعرفة تزيل الخوف وعدم اليقين، لذلك أجيبي على الأسئلة بصدق وانفتاح وفق المرحلة العمرية لطفلك، وأجيبي بالضبط عما يُطلب منك، هناك شيء قد ترغب الأمهات في التفكير في التخلي عنه وهو الحكاية القديمة عن شراء الطفل من السوبر ماركت!
وبالفعل يمكن أن تكون هذه الحكاية مربكة، وخاصةً بالنسبة للأطفال الذين يحاولون فهم عالم معقد، لذلك يقول الخبراء أنه لا يمكن أن تكون هذه القصة هي الأساس الذي تشرحي به عملية التكاثر لأطفالك.
في النهاية ملكتي، من المهم السماح للأطفال بطرح الأسئلة وبدء المحادثات بأنفسهم، إن السماح للطفل بقيادة المحادثة يسمح له باكتساب المعرفة التي يبحث عنها بطريقة فعالة.
في حين أن السؤال "من أين يأتي الأطفال؟" قد يبدو وكأنه سؤال شاق للإجابة عليه، إلا أنه من المهم أن نتذكر أن الصدق والمفردات الواضحة تجنبنا سوء الفهم والحرج والخجل، ومن خلال منح أطفالنا المفردات المناسبة والاستقلال الجسدي، فإنهم يتعلمون أنه يمكنهم طرح الأسئلة بأمان والتي سيتم الرد عليها بصدق.