قد تكوني على دراية بمصطلح "تعفن المعدة"، لكن في الحقيقة لا صحة لمصطلح تعفن المعدة طبيًا، بل هي حالة مرضية تسمى خزل المعدة يبقى فيها الطعام لفترة طويلة داخل المعدة بسبب اضطراب في أعصاب وعضلات المعدة.

يُعَرِّف القاموس الطبي تعفن المعدة بأنه "اضطراب في المعدة" أو "آلام في المعدة"، لكن يستخدم مصطلح "تعفن المعدة" بشكل شائع ككلمة عامية للإشارة إلى آلام المعدة، وخاصةً بعد تناول الطعام، كما يمكن أيضًا استخدام هذا المصطلح كلغة عامية للإشارة إلى الألم أو اضطراب المعدة الناجم عن تناول مشروب سكري للغاية.

في حين لا يوجد دعم علمي لمصطلح "تعفن المعدة" إلا أنه في المجتمع الطبي، هناك مجموعة متنوعة من الدراسات التي تبحث في سبب اضطراب المعدة وآلامها، والتي يشير إليها الناس بـ تعفن المعدة بشكل غير رسمي. 

أعراض تعفن المعدة

• الشعور بالشبع والامتلاء السريع بالرغم من تناول كميات قليلة من الطعام
• غثيان واستفراغ الطعام الغير مهضوم
• فقدان الشهية
• فقدان الوزن
• انتفاخ وألم في البطن
• كثرة التجشؤ
• حرقة المعدة والارتجاع المريئي
• اضطراب مستوى السكر في الدم

أسباب تعفن المعدة

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلك تعانين من آلام المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي، والتي تتراوح في شدتها، وقد يكون ذلك ببساطة بسبب الإفراط في تناول الطعام.

أو قد يكون أيضًا بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة، مثل متلازمة القولون العصبي (IBS) ومرض كرون، أو حتى سرطان الأمعاء -لا قدر الله-، هيا بنا نستكشف بعض أسباب اضطراب المعدة هذه:

1) الإفراط في تناول الطعام

تم ربط الإفراط في تناول الطعام بأعراض الجهاز الهضمي المتعددة، حيث وجد الباحثون أن الإفراط في تناول الطعام يرتبط بشكل مستقل بأعراض الجهاز الهضمي العلوي مثل ارتجاع الحمض وحموضة المعدة وعسر البلع والانتفاخ وألم الجزء العلوي من البطن، بالإضافة إلى أعراض الجهاز الهضمي السفلي مثل الإسهال والإمساك.

كما يمكن أن تسبب حساسية الطعام أو عدم تحمل الطعام أيضًا اضطرابًا في المعدة، حيث تم فحص حساسية الطعام وعدم تحمله لدى مرضى متلازمة القولون العصبي.

وتقول الدراسات أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام وعدم تحمله أفادوا بتفاقم أعراض القولون العصبي بعد تناول بعض الأطعمة، مثل الحليب والقمح وفول الصويا والبيض والفول السوداني والمكسرات والأسماك والمحار والذرة.

كذلك يمكن أن يكون التسمم الغذائي سببًا لاضطراب الجهاز الهضمي؛ ففي عام 1999، عانى 62 مريضًا في مستشفى ناغازاكي من التسمم الغذائي بالسالمونيلا بعد تناول عجة على العشاء! حيث عانى 82% من المتضررين من آلام في البطن، وشملت الأعراض الأخرى الإسهال والحمى والغثيان والقيء.

2) اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة

قد يكون سبب آلام المعدة، والمعروفة بشكل غير رسمي باسم تعفن المعدة، أيضًا اضطرابًا هضميًا مزمنًا، فأحد أكثر أعراض متلازمة القولون العصبي شيوعًا هو ألم البطن.

وكذلك يتسبب مرض كرون والتهاب القولون التقرحي في الشعور بألم البطن، وتشمل الأعراض الأخرى الإسهال والإمساك والانتفاخ وتقلصات المعدة وغيرها من الأعراض.

3) تناول بعض الأدوية

يمكن أن تسبب العديد من الأدوية الموصوفة طبيًا آلامًا في المعدة ومشاكل في الجهاز الهضمي، مثل:

• مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين
• المضادات الحيوية
• أدوية الكوليسترول (المعروفة أيضًا باسم الستاتينات)
• مسكنات الألم الأفيونية مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون
• مكملات الحديد
• العلاج الكيميائي لعلاج السرطان

إذا كنتِ تتناولين المضادات الحيوية، ففكري في تناول البروبيوتيك أثناء العلاج وبعده، حيث تقتل المضادات الحيوية البكتيريا المفيدة في الجسم.

ويمكنك تعزيز صحة الأمعاء بشكل أكبر من خلال دعم البروبيوتيك بالبريبايوتيك؛ وهو نوع من الألياف غير القابلة للهضم والتي تعمل كغذاء للبروبيوتيك، لكن تحدثي أولًا ودائمًا مع طبيبك قبل تناول أي شيء!

4) متلازمة الأمعاء المتسربة 

متلازمة الأمعاء المتسربة تشير في الأساس إلى نفاذية بطانة الأمعاء، تسمح هذه النفاذية للسموم والبكتيريا وجزيئات الطعام بالتسرب من أمعائك إلى مجرى الدم، ويمكن أن يؤدي هذا إلى مجموعة من التفاعلات بدءًا من الالتهاب المزمن إلى حساسية الطعام وآلام المفاصل وآلام البطن والغازات والانتفاخ.

ويرجع سبب متلازمة الأمعاء المتسربة إلى أمرين؛ الجينات والنظام الغذائي! فقد يكون لدى بعض الأشخاص حاجز أضعف لأنهم ولدوا به هكذا، أو يتبعون نظامًا غذائيًا غير متوازن منخفض الألياف وعالي السكر ومليء بالدهون المشبعة، وهذا كله قد يضعف بطانة الأمعاء.

5) سرطان الأمعاء

قد يكون من الصعب اكتشاف العلامات التحذيرية المبكرة لسرطان الأمعاء، ولكن وفقًا لجمعية سرطان القولون والمستقيم الكندية، يمكن أن يكون ألم المعدة المستمر أحد أعراض سرطان الأمعاء، لكن هذا ليس ألم المعدة المعتاد، ولكنه ألمًا شديدًا لا يزول!

كما تشمل الأعراض الأخرى التي يجب الانتباه إليها البراز الدموي والإمساك والإسهال والغثيان وفقدان الوزن بشكل كبير والتعب، لذلك يجب استشارة الطبيب دائمًا إذا كنت تعانين من آلام مستمرة في المعدة أو اضطراب في الجهاز الهضمي.

علاج تعفن المعدة

1. تحسين النظام الغذائي

يعد النظام الغذائي المتوازن أحد أهم دعائم علاج تعفن المعدة، لذلك يجب فعل التالي:

• يجب تجنب الأطعمة الدهنية عند مرضى تعفن المعدة، إذ يحتاج الطعام الدهني والخضار النيئ ذا نسبة الألياف العالية إلى وقت طويل للهضم.
• ينبغي طهي الخضراوات التي تحتوي على الألياف جيدًا أو عصرها.
• تمر جميع أنواع السوائل السميكة والخفيفة عن طريق المعدة بسهولة حتى مع وجود المرض، ويمكن للمريض التحكم بالمرض بشكل تام عن طريق تناول الأطعمة اللينة والمطحونة بالإضافة إلى المشروبات الغذائية المكملة.

2. الأدوية

تساعد بعض الأدوية في علاج تعفن المعدة، مثل:

• الدومبيريدون: يؤخذ قبل تناول الطعام ويساعد في شد عضلات المعدة وتحسين الهضم، ويجب أخذه بأقل جرعة ممكنة للآثار الجانبية المحتملة على القلب.
• الأريثروميسين: الأريثروميسين هو مضاد حيوي يعمل على زيادة تقلص عضلات المعدة وتحريك الطعام.
• مضادات القيء: حيث تمنع الشعور بالغثيان.

مع ذلك فإن الأدلة على فعالية هذه الأدوية قليل جدًا، ويمكن أن تسبب العديد من الآثار الجانبية، لذلك يجب استشارة الطبيب قل تناول أي دواء! 

3. التحكم في تركيز الجلوكوز في الدم

عند محاولة علاج تعفن المعدة يجب التحكم في تركيز الجلوكوز في الدم، إذ أن هذا المرض يؤدي إلى عدم انتظام نسبة الجلوكوز في الدم، ويبطئ ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم من هضم الطعام في المعدة.

إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!