يعاني الكثيرون من مرض ارتفاع ضغط الدم، ويلجئون إلى الأدوية للسيطرة عليه، ولكن عند محاولة الحمل يتساءل الزوجان؛ هل أدوية الضغط تؤثر على الانتصاب؟ في هذا المقال ملكتي سنكتشف العلاقة بين أدوية الضغط والانتصاب، ونقدم لك معلومات ونصائح قيمة للحفاظ على صحة زوجك الجنسية.

أحد أسباب شيوع ضعف الانتصاب هو أن الرجال قد يتناولون بعض الأدوية، وغالبًا ما يكون ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية للعديد من الأدوية الشائعة، في الواقع، تشير التقديرات إلى أن 25% من حالات ضعف الانتصاب ناتجة عن الأدوية!

هل أدوية الضغط تؤثر على الانتصاب؟

يمكن أن تُسبب العديد من الأدوية صعوبات في الانتصاب، لكن أدوية ضغط الدم تُعتبر من أكثرها شيوعًا! حيث يُعد ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية العرضية لأدوية ضغط الدم مثل مدرات البول الثيازيدية، ومدرات البول العروية، وحاصرات بيتا، والتي يمكن أن تُقلل جميعها من تدفق الدم إلى العضو الذكري وتُصعّب عملية الانتصاب.

ومع ذلك، نادرًا ما تُسبب أدوية ضغط الدم الأخرى، مثل حاصرات ألفا، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، ضعف الانتصاب.

تشير بعض الأبحاث إلى أن تأثير أدوية ضغط الدم قد يكون نفسيًا أكثر منه جسديًا، فعندما يحدث ضعف الانتصاب بعد أن يبدأ الرجل بتناول دواء جديد، من المحتمل أن يكون القلق بشأن صحته، وليس الدواء، هو الذي يُثير المشكلة لديه! لذلك فإن الوعي بالآثار الجانبية المحتملة قد يزيد من احتمالية إدراك الرجل لها على أنها غير طبيعية.

هل يمكن علاج ضعف الانتصاب الناتج عن أدوية الضغط؟

لعلاج ضعف الانتصاب، يجب خفض ضغط الدم المرتفع أولًا، ويستطيع بعض الأشخاص القيام بذلك من خلال تغييرات نمط الحياة وحدها، بينما يحتاج آخرون إلى مساعدة من أدوية ضغط الدم الموصوفة طبيًا.

ومع ذلك، تكمن مشكلة العديد من الرجال في أن بعض أنواع أدوية ضغط الدم قد تسبب ضعف الانتصاب، وقد يُصعّب ذلك الاستمرار في تناول الدواء، خاصةً إذا كان الرجل في مرحلة الخصوبة ويريد إنجاب الأطفال، إذ تشير التقديرات إلى أن 70% من الرجال الذين يعانون من آثار جانبية لأدوية ضغط الدم يتوقفون عن تناولها!

في حين أن العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم قد ارتبطت بضعف الانتصاب، إلا أن بعضها أقل عرضة للتسبب في مشاكل من غيرها، بل قد تُحسّن بعض أدوية ضغط الدم من ضعف الانتصاب لدى بعض الرجال.

وفقًا لتقرير هارفارد الصحي الخاص حول ضعف الانتصاب، تناولت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة القلب الأوروبية رجالًا شُخّصوا حديثًا بأمراض القلب، ولكن دون ضعف الانتصاب، وبدئوا العلاج بحاصرات بيتا أتينولول (تينورمين).

أُبلغ بعض المشاركين في الدراسة عن الآثار الجانبية الجنسية لدواء ضغط الدم، وأُبلغ ما يقرب من ثلثهم عن ضعف الانتصاب، ومن بين الذين لم يُخبروا باسم الدواء أو آثاره الجانبية، قال 3% فقط منهم أنهم عانوا من ضعف الانتصاب!

إذا أصيب زوجك بضعف الانتصاب بعد فترة وجيزة من بدء العلاج بأي دواء لضغط الدم، فيجب التحدث إلى الطبيب، فقد يتمكن من استبداله بدواء آخر، ويجب أن يعرف أن استعادة الانتصاب قد تستغرق من عدة أيام إلى عدة أسابيع بعد التوقف عن تناول دواء ضغط الدم.

وحتى لو لم يكن الزوج يتناول أدوية ضغط الدم، فيجب عليه فحص ضغط دمه، لأن ارتفاع ضغط الدم قد يكون أيضًا علامة على ضعف الانتصاب، وهذا ليس مفاجئًا، لأن ضعف الانتصاب غالبًا ما يحدث لدى الرجال المدخنين أو الذين يعانون من زيادة الوزن، وكلاهما من عوامل الخطر الشائعة لارتفاع ضغط الدم.

ما هي أدوية ارتفاع ضغط الدم التي لا تُسبب ضعف الانتصاب

نادرًا ما تُسبب بعض عائلات أدوية ارتفاع ضغط الدم ضعف الانتصاب كأثر جانبي، مثل:

• مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
• حاصرات ألفا
• حاصرات قنوات الكالسيوم
• حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) - مثل كابوتين، ولوتنسين، وبرينيفيل، وزستريل - تُوسّع الأوعية الدموية وتُزيد من تدفق الدم، ونادرًا ما يكون ضعف الانتصاب من آثارها الجانبية، حيث أنه يُصيب أقل من 1% من المرضى، وهناك العديد من الأدوية المختلفة في هذه الفئة، ويبدو أن هذا ينطبق على جميعها.

هناك أيضًا أدوية تُعرف باسم حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل أملوديبين، وديلتيازيم، وفيراباميل، ونادرًا ما تُسبب هذه الأدوية ضعف الانتصاب، ولكن قد تكون مشاكل الانتصاب أقل شيوعًا مع بعض الأدوية ضمن هذه المجموعة مقارنةً بأدوية أخرى، والتي يُمكن للطبيب تحديد أي منها وفق الحالة.

بشكل عام، لا تُسبب حاصرات ألفا مشاكل في الانتصاب أيضًا، حيث أنه في إحدى الدراسات، أظهر عدد قليل من الرجال تحسنًا بنسبة 100% في ضعف الانتصاب لديهم بعد عامين من تناول حاصرات ألفا كاردورا.

الأدوية المعروفة باسم حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 (ARBs) (مثل لوسارتان) لا تُسبب مشاكل في الانتصاب فحسب، بل قد تُحسّن أيضًا الوظيفة الجنسية لدى الرجال الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم.

ماذا نفعل إذا كان الدواء يُسبب ضعف الانتصاب؟

يجب إخبار الطبيب إذا كنتما تعتقدان أن دواء علاج ضغط الدم قد يُسبب ضعف الانتصاب، فإذا كان السبب دواءً، وليس مجرد ارتفاع ضغط الدم، فقد يمكنه تغيير الوصفة الطبية ويتم حل المشكلة، لكن لا يجب التوقف أبدًا عن تناول الدواء دون موافقة الطبيب.

ولكن قد يكون ارتفاع ضغط الدم نفسه هو السبب في ضعف الانتصاب، كما ذكرما سابقًا، وفي هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب في تناول دواء لعلاج ضعف الانتصاب.

لكن يجب تناول هذه الأدوية فقط بعد السيطرة على ضغط الدم لدى الزوج، فهي غير آمنة للرجال الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غير المُعالج، كما أنها غير آمنة للرجال الذين يتناولون حاصرات ألفا، أو الرجال الذين يتناولون أدوية النترات لأمراض القلب.