عندما تبدأ المرأة بتناول أقراص منع الحمل، عادةً ما تركز النصائح الطبية والإرشادات على الجانب الأساسي منها: منع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية. لكن هناك الكثير من التأثيرات الجانبية، خاصة تلك التي تظهر على المدى الطويل، لا تُذكر إلا نادرًا  أو لا تُذكر على الإطلاق.

أسرار أقراص منع الحمل؛ تأثيرات طويلة المدى تستحق انتباهكِ

في هذا المقال، سنفتح معًا صندوق الأسرار الطبي لما لا يخبرونكِ به عن أقراص منع الحمل، وتأثيرها الخفي على صحة العظام، البشرة، والجهاز الهضمي، لتكوني على وعي كامل بجسمك واحتياجاته.

 أولًا: صحة العظام.. التأثير الصامت

هل تعلمين أن بعض أنواع أقراص منع الحمل قد تؤثر على كثافة العظام، خاصة عند الشابات في العشرينات؟

الكثير من الحبوب  خصوصًا التي تحتوي على هرمون البروجستين فقط أو بتركيزات منخفضة من الاستروجين  قد تقلل من امتصاص الكالسيوم في العظام.

 ما الذي يحدث؟

الاستروجين يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على كثافة العظام. وعندما تقل مستوياته بسبب استخدام حبوب معينة، قد يبدأ الجسم في فقدان العظم بشكل تدريجي.

 من الأكثر عرضة للآثار الجانبية؟

- الفتيات في سن المراهقة أو بداية العشرينات

- النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي لهشاشة العظام

- من يتبعن نظامًا غذائيًا قليل الكالسيوم أو لا يتعرضن للشمس

 كيف تحمين نفسكِ؟

- أكثري من تناول الكالسيوم في نظامكِ الغذائي (منتجات الألبان، الخضروات الورقية، المكسرات)

- لا تنسي فيتامين D، سواء من خلال التعرض المستمر للشمس أو المكملات الغ1ائية بهد استشارة الطبيب.

- ممارسة رياضة لتقوية العظام، مثل المشي السريع أو رفع الأوزان الخفيفة

- استشيري طبيبتكِ حول نوع الحبوب الأنسب لكِ إذا كنتِ في الفئة المعرضة للخطر

 ثانيًا: الجلد... بين الوهج والتهيج

قد تكونين قد سمعتِ أن أقراص منع الحمل تعالج حب الشباب، وهو أمر صحيح جزئيًا. لكن الصورة الكاملة أكثر تعقيدًا.

 نعم، بعض الحالات شهدت تحسُّنا ملحوظا

بعض الحبوب (خصوصًا تلك التي تحتوي على إيثينيل استراديول) تقلل من إفراز الدهون وتساعد في تهدئة البشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب.

 لكن... ليس دائمًا!

- قد تُسبب بعض الحبوب زيادة في التصبغات لدى بعض النساء، مثل الكلف، خاصة عند التعرض للشمس

- هناك بعض الحالات التي شهدت زيادة في حب الشباب بدلًا من تحسنه، نتيجة عدم توافق الجسم مع نوع الحبوب المستخدمة

- قد تؤدي بعض الحبوب إلى جفاف الجلد أو ظهور طفح جلدي غير مفسّر

ما العمل؟

- راقبي بشرتكِ جيدًا بعد بدء استخدام الحبوب، وسجلي التغيرات

- استخدمي واقي الشمس يوميًا لتفادي الكلف

- إذا لاحظتِ أي تهيج أو تفاقم، لا تترددي في التوقف واستشارة طبيبة الجلدية أو النسائية لتبديل النوع

 ثالثًا: المعدة والجهاز الهضمي... التفاصيل الصغيرة التي تهم

قد لا يبدو أن هناك علاقة مباشرة بين أقراص منع الحمل والمعدة، لكن الواقع أن التأثيرات موجودة وإن كانت خفية أحيانًا.

 اضطرابات قد تواجهكِ:

- الغثيان في بداية الاستخدام أمر شائع

- بعض النساء يعانين من انتفاخ مزمن أو غازات غير مبررة.

- في حالات نادرة، قد تؤثر الحبوب على الميكروبيوم المعوي، ما يسبب تغيرات في الهضم أو تكرار الإسهال/الإمساك

 هل هناك علاقة بين أقراص منع الحمل والقولون العصبي؟

نعم، فالتغيرات الهرمونية الناتجة عن الحبوب قد تزيد من حساسية الجهاز الهضمي خاصة لدى الحالات التي تعاني من القولون العصبي، مما يؤدي إلى تهيّجات متكررة في فترات معينة من الدورة.

 كيف يمكن تجنب هذه الآثار؟

- تناولي الحبة مع الطعام وليس على معدة فارغة

- راقبي أعراضكِ خلال الأشهر الأولى، وإذا لاحظتِ تغيرات مستمرة، اسألي طبيبتكِ

- دعّمي جهازكِ الهضمي بأطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي الطبيعي والكفير

- التزمي بروتين غذائي مضاد للالتهاب لدعم التوازن الهضمي

 لماذا لا يخبروننا بكل هذه الآثار؟!

الجواب بسيط ومعقّد في آنٍ واحد:

التركيز يكون غالبًا على الفعالية وسهولة الاستخدام، بينما يُفترض أن كل جسم يتفاعل بطريقته . لكن هذا لا يعني أنه لا يحق لكِ معرفة التفاصيل الدقيقة بل العكس تمامًا! ومع ذلك، يجب دائمًا التأكيد على أن كل حالة فردية قد تختلف؛ لذا يُنصح بأن تستشيري الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية لاتخاذ القرار المناسب وفقًا لحالتكِ الخاصة

تذكّري دائمًا:

- استمعي لجسمكِ ولا تتجاهلي الإشارات الصغيرة

- تابعي مع طبيبتكِ بشكل دوري، خاصة إذا كنتِ تستخدمين الحبوب لفترات طويلة

- اسألي، وابحثي، واطرحي الأسئلة  وامنحي صحتكِ الأولوية التي تستحق

كوني طبيبة نفسكِ

قد تكون أقراص منع الحمل خيارًا مناسبًا وفعّالًا لكثير من النساء، لكنها ليست وصفة سحرية بلا ثمن. كل جسم له خصوصيته، وتستحقين أن تفهمي تمامًا كيف تؤثر هذه الحبوب على جسمكِ  من العظام إلى الجلد وحتى المعدة.

هل فكرتِ يومًا في الآثار غير الظاهرة لأقراص منع الحمل؟ شاركينا في التعليقات بتجربتكِ أو استفساراتكِ، وكوني دائمًا صديقة لجسمكِ