عندما تحاول المرأة أن تحمل وتبحث عن كل العلاجات المتاحة لحدوث الحمل بسرعة فإن أي تغيير في جسدها يصبح مصدر تساؤل واهتمام، وقد تزداد هذه المشاعر تعقيدًا إذا علمت المرأة بوجود كيس على المبيض! فهل تتداخل أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض؟ وكيف يمكن التمييز بينهما؟ وهل يؤثر وجود الكيس على فرص الحمل أو أعراضه؟ 

ما هو كيس المبيض؟

أكياس المبيض هي أكياس مملوءة بالسوائل تتكون على سطح المبيض، معظم أكياس المبيض وظيفية وغير ضارة وتختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أشهر دون الحاجة إلى علاج، لكن هناك أنواع أخرى من أكياس المبيض قد تكون مرتبطة بحالات طبية أخرى مثل متلازمة تكيس المبايض أو انتباذ بطانة الرحم، وقد تحتاج إلى مراقبة أو علاج.

هل يؤثر وجود كيس على المبيض على فرص الحمل؟

في معظم الحالات، لا تمنع أكياس المبيض الوظيفية حدوث الحمل، ومع ذلك، في حالات معينة، خاصةً إذا كانت الأكياس كبيرة أو مرتبطة بحالات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو انتباذ بطانة الرحم، فقد تؤثر على الخصوبة وتؤخر الحمل، حيث أن متلازمة تكيس المبايض تحديدًا يمكن أن تسبب عدم انتظام التبويض أو انعدامه، مما يجعل حدوث الحمل أكثر صعوبة.

أعراض الحمل المبكرة الشائعة

لتحديد ما إذا كانت الأعراض التي تشعرين بها هي أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض أم أعراض الكيس نفسه، من المهم أولًا التعرف على أعراض الحمل المبكرة الشائعة:

• تأخر الدورة الشهرية: العلامة الأكثر وضوحًا.
• غثيان الصباح: شعور بالرغبة في التقيؤ.
• تغيرات في الثديين: حساسية، تورم، وثقل في الثديين.
• التعب والإرهاق: شعور بالإرهاق غير المعتاد.
• زيادة التبول: الحاجة المتكررة للتبول.
• تغيرات في الشهية: الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة أو النفور من أخرى.
• نزيف الانغراس: بقع دموية خفيفة قبل موعد الدورة المتوقع.

أعراض وجود كيس على المبيض

تختلف أعراض وجود كيس على المبيض وقد لا تشعر بعض النساء بأي أعراض على الإطلاق، وتشمل الأعراض المحتملة ما يلي:

• ألم في الحوض: قد يكون خفيفًا أو حادًا، مستمرًا أو متقطعًا، وقد يتركز في جانب واحد من الحوض.
• انتفاخ أو ثِقل في البطن: شعور بالامتلاء أو الضغط في منطقة البطن.
• ألم أثناء الجماع.
• ألم أثناء التبول أو التبرز.
• عدم انتظام الدورة الشهرية: قد تكون الدورة غزيرة أو خفيفة أو غير منتظمة.
• الغثيان والقيء: في بعض الحالات، خاصةً إذا كان الكيس كبيرًا أو ملتويًا.

ما هي أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض

قد يكون التمييز بين أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض وأعراض الكيس وحده أمرًا صعبًا، حيث تتداخل بعض الأعراض مع بعضها، على سبيل المثال، الغثيان والقيء والانتفاخ وألم الحوض الخفيف، كلها يمكن أن تكون من أعراض الحمل المبكرة وأيضًا من أعراض وجود كيس على المبيض، خاصةً إذا كان الكيس كبيرًا أو يسبب ضغطًا، وعلى الرغم من التداخل، هناك بعض النقاط التي قد تساعد في التمييز:

• تأخر الدورة الشهرية: هي علامة قوية على الحمل ونادرًا ما تكون سببًا مباشرًا لأكياس المبيض الوظيفية (باستثناء تأثيرها على التبويض في حالات معينة).
• تغيرات الثديين والتعب الشديد: تعتبر هذه الأعراض أكثر ارتباطًا ببداية الحمل.
• نزيف الانغراس: علامة محتملة للحمل.
• شدة الألم في الحوض: الألم الناتج عن أكياس المبيض غالبًا ما يكون أكثر وضوحًا وتركزًا في جانب واحد وقد يكون مصحوبًا بشعور بالضغط أو الثقل، والألم المرتبط بالحمل عادةً ما يكون خفيفًا ومتقطعًا.
• أعراض أخرى للكيس: مثل الألم أثناء الجماع أو التبول/التبرز أو عدم انتظام الدورة الشهرية بشكل ملحوظ، كلها أعراض قد تشير بشكل أكبر إلى وجود مشكلة في الكيس.

المتابعة الطبية عند الاشتباه في وجود كيس على المبيض

إذا كنتِ تحاولين الحمل وتلاحظين أيًا من الأعراض المذكورة سابقًا، خاصةً إذا كنتِ تعلمين بوجود كيس على المبيض لديكِ، فمن الضروري استشارة الطبيبة على الفور، يمكن للطبيبة إجراء فحص للحوض وفحص بالموجات فوق الصوتية لتحديد ما إذا كنتِ حاملًا أم لا وكذلك لتقييم حجم ونوع الكيس على المبيض.

كيف يؤثر الحمل على أكياس المبيض؟

في معظم الحالات، لا يؤثر الحمل سلبًا على أكياس المبيض الوظيفية، بل إن العديد من هذه الأكياس يختفي تلقائيًا خلال الثلث الأول من الحمل، ومع ذلك، قد تحتاج بعض الأكياس الأكبر حجمًا أو الأنواع الأخرى إلى مراقبة دقيقة أثناء الحمل، وفي حالات نادرة، قد تحتاج بعض الأكياس إلى تدخل جراحي إذا كانت تسبب أعراضًا شديدة أو تشكل خطرًا على الحمل.

التعامل مع أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض

يعتمد التعامل مع أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض على نوع وحجم الكيس والأعراض التي تعانين منها ومرحلة الحمل، وقد تشمل الخيارات:

• المراقبة الدقيقة: في معظم الحالات، يوصي الطبيب بالمراقبة الدورية للكيس عن طريق الموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم نموه أو تسببه في أي مشاكل.
• الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف الألم أو الأعراض الأخرى المرتبطة بالكيس.
• الجراحة: في حالات نادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الكيس، خاصةً إذا كان كبيرًا أو يلتوي أو ينفجر أو يشتبه في كونه سرطانيًا، وغالبًا ما يتم تأجيل الجراحة إلى الثلث الثاني من الحمل إذا أمكن ذلك لتقليل المخاطر على الجنين.

إذا حدث الحمل مع وجود كيس على المبيض؛ فهل الأمر خطير؟ 

غالبًا لا يمثل وجود كيس صغير خطورة على الحمل، ومعظم الأطباء يتبعون نهج "الانتظار والمراقبة"، أي متابعة الكيس عبر الأشعة الصوتية خلال الحمل.

ولكن في حالات نادرة، قد يحتاج الكيس الكبير أو الملتف إلى جراحة، حتى خلال الحمل! وفي العادة، تكون هذه العمليات آمنة نسبيًا إذا تم إجراؤها بعد الأشهر الثلاثة الأولى.

الملخص

إن فهم أعراض الحمل مع وجود كيس على المبيض يتطلب وعيًا بأعراض كلتا الحالتين وأهمية المتابعة الطبية الدقيقة، لذلك لا تعتمدي فقط على مقارنة الأعراض بنفسكِ، بل استشيري طبيبتكِ للحصول على تشخيص دقيق وخطة إدارة مناسبة لحالتكِ.

في حين أن وجود كيس على المبيض لا يمنع الحمل دائمًا، إلا أنه قد يؤثر على الأعراض ويتطلب مراقبة دقيقة لضمان سلامتكِ وسلامة حملكِ المحتمل، وتذكري دائمًا ملكتي أن التواصل المفتوح مع طبيبتكِ هو أفضل طريقة للحصول على الدعم والمعلومات التي تحتاجينها خلال هذه الفترة الهامة.