تمرّ المرأة كل شهر بمرحلة فسيولوجية طبيعية، الأ وهي الدورة الشهرية، التي لا تُنقص من أنوثتها أمام زوجها شيئًا، بل تعكس عظمة خلق الله فيها ورحمته بضعفها، وفي هذه الأيام قد تظن بعض النساء أن عليهن الابتعاد الكامل عن أزواجهن، ظنًّا منهن أن العلاقة الحميمة تتوقف عند حدود الجماع فقط، والحقيقة أن العلاقة بين الزوجين أعمق وأرقى من أن يحكمها الجانب الجسدي وحده.
ففي فترة الحيض، ورغم الامتناع الشرعي عن العلاقة الكاملة، تبقى أبواب القرب والدفء والمودة مفتوحة، بل وتصبح هذه المرحلة فرصة لتجديد التواصل العاطفي، وتعميق الشعور بالاحتواء والحب، فكيف نحافظ على الحميمية في هذه الأيام، ضمن إطار شرعي راقٍ لا يخالف الفطرة ولا الدين؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال بوعي وتقدير للعلاقة الزوجية كما أرادها الله: سكنًا ورحمةً ومودّة.
بداية ملكتي عليكِ أن تدركي أهمية الدورة الشهرية لكِ كأنثى، وكيف تقدم لكِ مجموعة من الفوائد لصحتك العقلية وإنتاجيتك طول العمر، ومنها :
لذا فإن دورتك الشهرية جزء طبيعي من حياتك، أشكري الله عليها، واعلمي أن نجاحك في اجتياز هذه الفترة بنجاح تكمن في أمرين : أولًا عنايتك بنفسك، ثانيًا بدائل هامة ومجربة للعلاقة الحميمة الكاملة ! تابعي القراءة لتعرفي التفاصيل ..
خلال الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، قد تظهر حبوب مزعجة نتيجة ارتفاع مستوى الدهون والتهاب البشرة، اغسلي وجهكِ مرتين يوميًا بماء فاتر وغسول لطيف يحتوي على حمض الساليسيليك لتقليل البكتيريا والدهون الزائدة، وامتنعي عن لمس وجهكِ بيديكِ لتجنّب تفاقم الحبوب.
ابتعدي قدر الإمكان عن المكياج خلال الدورة، واسمحي لبشرتكِ بأن تتنفس وتتجدّد، واستخدمي بدائل طبيعية مثل أقنعة اللبن الرائب، الكركم، قشور الفواكه، الأفوكادو أو البيض، ولا تنسي واقي الشمس، فالبشرة تكون أكثر حساسية لأشعة الشمس خلال هذه الفترة.
ركّزي على الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3، فيتامين E ومضادات الأكسدة، وأضيفي إلى طبقكِ: السمك، بذور الكتان، الجوز، التوت، البرقوق وزيت الزيتون.
ابدأي بالاستحمام للحفاظ على رائحة إبطيك منعشة، استخدمي مزيل عرق، واختاري لوشن الجسم بعناية؛ فالعطر ليس المنتج الوحيد الذي يُضفي رائحة تدوم طويلًا.
وإذا شعرتِ أن الرائحة لا تدوم طويلًا، فقد ترغبين في إضافة لمسة مميزة، بوضع زيت للجسم أو زيت عطري معطر يُكمل عطركِ، واحرصي على وضعه على نقاط النبض لديكِ.
مارسي بعض التمارين الخفيفة مثل المشي، فهي تحفّز الدورة الدموية وتقلل من التوتر والانتفاخ، ولا تستهيني بقوة النوم الجيد والاسترخاء، فالإجهاد يزيد من إفراز الدهون ويؤثر سلبًا على البشرة.
والآن وقبل أن أعطيكِ البدائل المقترحة، أريد منك أن تعرفي كيف أكرمنا الله وشرفنا حتى في هذه الفترة من كل شهر ..
لتعلمي ملكتي كم كرمنا الإسلام، اقرأي هذا الحديث .. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ لَمْ يُؤَاكِلُوهَا وَلَمْ يُجَامِعُوهَا فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ ﷺ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عز وجل- : "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ .." إلَى آخِر الْآيَة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إلَّا النِّكَاحَ. "
وَفِي لَفْظٍ: إلَّا الْجِمَاعَ رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ.
- وَعَنْ مَسْرُوقِ بْنِ أَجْدَعَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا لِلرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ إذَا كَانَتْ حَائِضًا؟ قَالَتْ: كُلُّ شَيْءٍ إلَّا الْفَرْجَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي "تَارِيخِهِ".
- وَعَنْ حرام بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: مَا يَحِلُّ مِنِ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ؟ قَالَ: لَكَ مَا فَوْقَ الْإِزَارِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.
- وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ إحْدَانَا إذَا كَانَتْ حَائِضًا فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَأْتَزِرَ بِإِزَارٍ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرَهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فهذه الأحاديث كلها تدل على حكم مباشرة الرجل لامرأته وهي حائض، وهكذا النفساء، تدل كلها على أنه لا بأس أن يُباشرها، وأن يتمتع بها في كل شيءٍ ما عدا الجماع، خلافًا لليهود، كان اليهودُ إذا حاضت فيهم المرأةُ لم يُؤاكلوها، ولم يُشاربوها، ولم يُجامعوها في البيت، فجاءت الشريعةُ الإسلامية بخلافهم، فأمر الله باعتزالهنَّ في المحيض فقط، أما كونه ينام معها، أو يضمّها إليه، أو يُقبلها، أو غير ذلك من سائر الاستمتاع لا بأس، ما عدا الجماع؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: اصنعوا كل شيءٍ إلا النكاح رواه مسلم. يعني: إلا الجماع.
إن البديل الأمثل للعلاقة الحميمة ليس أمرًا واحدًا بذاته تفعليه، وإنما هي مجموعة أفكار يمكنكِ تنفيذ بعضها أو كلها حسب ما تجدينه يريحكِ ويناسبك..
قد تبدو هذه النصيحة بديهية، لكنها في الحقيقة تُنسى بسهولة في لحظات التوتر والانزعاج، تواصلي مع زوجك، وأخبريه عن دورتك الشهرية، وكيف تؤثر عليكِ جسديًا وعاطفيًا، هذا النوع من الصراحة يعزز الفهم المتبادل والتعاطف، ويقوي العلاقة بينكما بشكل عميق.
تعد الأحضان وسيلة فعّالة لإفراز الأوكسيتوسين، المعروف بـ"هرمون الحب"، وهو الذي يعزز الترابط بين الزوجين ويخفف التوتر، كما يمكن للزوجين الاستمتاع بمداعبات بسيطة وغير مباشرة تُشبع الرغبة الحميمية دون الدخول في علاقة كاملة، يمكن أن يحقق ذلك رضا عاطفي وجسدي آمن.
في أيام الدورة، تكون المرأة أكثر حساسية وتحتاج إلى الدعم والطمأنينة، والاحتضان والملامسات الخفيفة مثل لمس اليد أو تمرير الأصابع على الشعر أو حتى وضع الرأس على الكتف تقوّي مشاعر القرب بين الزوجين وتُشعرك بالأمان.
تخصيص وقت للحديث عن المشاعر، الذكريات، أو حتى المستقبل، يعزز القرب العاطفي ويقوّي الرابطة بينكما أكثر من أي تلامس جسدي.
مثل مشاهدة فيلم، تحضير وجبة، أو حتى قراءة كتاب بصوت عالٍ لبعضكما، هذه الأمور تعزز الارتباط وتُشعرك بأنك لستِ وحدك.
سواء لعبة لوحية، كروت الأسئلة العاطفية، أو حتى ألعاب فيديو بسيطة؛ فاللعب يفتح باب المرح، الضحك، وكسر الروتين.
تبادل الكلمات الدافئة والمغازلة مهم جدًا، لأنه يعوّض كثير من التواصل الجسدي، فعلى سبيل المثال يمكنكما تبادل الرسائل اللطيفة، أو التحدث معًا عن مشاعركما، الكلمات في هذه الفترة تصبح أكثر تأثيرًا من اللمسات أحيانًا.
شاهدا صوركما القديمة، أو مقاطع فيديو من رحلاتكما، وتحدثا عن أجمل لحظاتكما، فهذا يعزز الحنين ويقرب المسافات العاطفية.
مثل صندوق يحتوي على شوكولاتة مفضّلة، أو بطاقات فيها عبارات "أحبك لأن..."، أو فنجان قهوة مع ملاحظة رومانسية، هذه التفاصيل الصغيرة تخلق دفئًا كبيرًا.
دللي زوجك بعمل ماسك للوجه، بينما يحضّر لكِ مشروبًا ساخنًا، هذه اللحظات الهادئة البسيطة تغذي العلاقة بدون أي ضغط، أو قوما بتبادل المساج للظهر أو القدمين أو الكتفين لبعضكما البعض، استخدمي زيوت عطرية مهدئة مثل اللافندر أو النعناع.
هذه الفكرة رائعة أن تكتبا معًا مذكراتكما اليومية، أو "دفتر الامتنان الزوجي"، حيث يكتب كل طرف شيئًا يُقدّره في الآخر، تعزز القرب العاطفي وتُشعر كل شريك بقيمته في قلب الآخر.
الدورة الشهرية ليست فترة انقطاع عن الحب، بل فرصة لابتكار طرق جديدة للتواصل العاطفي والحميمي، والبديل الأفضل للعلاقة الحميمة وقت الحيض هو القرب النفسي والعاطفي، لأن الجسد لا يكون في أتمّ استعداده، لكن الروح تظل دائمًا متعطّشة للاحتواء، وتذكري أن الحب الحقيقي يظهر في أبسط اللحظات.
إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !
عالجي التشنج المهبلي قبل أن يفسد العلاقة الحميمة
هل شعرتِ يومًا بألم غير مبرر أثناء العلاقة الحميمة؟ قد تظنين أن ما تشعرين به "خوف زائد عن الحد"، لكن الحقيقةهناك حالة طبية تُدعى التشنج المهبلي
سر الحفاظ على خصوصية العلاقة الزوجية في وجود الأطفال
يمكنكما بناء علاقة أكثر حبًا باتباع بعض الخطوات البسيطة، سأخبرك اليوم سر الحفاظ على العلاقة الزوجية في وجود الأطفال! فتابعي القراءة !
احترسي أمور تنفر الزوج من العلاقة الحميمة
هي بمثابة حقل ألغام في العلاقة،وهو أمر مثير للاشمئزاز إلى الحد الذي قد يؤدي إلى انهيار الزواج وليس العلاقة الحميمة فحسب! ولكن هذه ليست المشكلة الوحيدة