ما الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل؟

إن رحلة محاولة الإنجاب مليئة بالأمل والترقب، وكل امرأة تخطو هذه الخطوة تتوق إلى التعرف على أولى علامات الحمل بلهفة، ومن بين هذه العلامات المبكرة المحتملة، قد يظهر نزيف خفيف أو تبقع، مما يثير تساؤلات وقلق حول ما إذا كانت هذه علامة على بداية الحمل أو مجرد مقدمة للدورة الشهرية القادمة! فما هو الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل؟  

قد يكون التمييز بين نزيف الانغراس والدورة الشهرية أمرًا مربكًا للغاية، مما يزيد من مشاعر القلق والترقب لدى المرأة، لذلك ملكتي يهدف هذا المقال إلى توفير فهم واضح وشامل لكلا الظاهرتين، وتسليط الضوء على الاختلافات الرئيسية بينهما لمساعدة المرأة على التعرف على العلامات المبكرة المحتملة للحمل. 

لكن من الضروري التأكيد على أن المعلومات المقدمة هنا هي لأغراض التوعية فقط، ولا تغني عن استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق واستبعاد أي أسباب أخرى محتملة للنزيف. 

ما هو نزيف الانغراس؟

نزيف الانغراس هو عبارة عن تبقع خفيف أو نزيف بكمية صغيرة يحدث عندما تلتصق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، بعد الإخصاب، تبدأ البويضة في الانقسام وتتحرك عبر قناة فالوب لتصل إلى الرحم، ثم بمجرد وصولها إلى الرحم، تبدأ البويضة المخصبة، التي تسمى الآن الكيسة الأريمية، في الانغراس في بطانة الرحم الغنية بالدم.

هذا الالتصاق، أو الانغراس، ضروري لتأسيس الحمل وتغذية الجنين النامي، في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي هذا الانغراس إلى حدوث اضطراب طفيف في بطانة الرحم، مما يتسبب في خروج كمية صغيرة من الدم، ويحدث هذا عادةً بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من الإخصاب، وهو توقيت يمكن أن يتداخل مع الأسبوع الذي يسبق الدورة الشهرية المتوقعة أو حتى يتزامن مع موعدها.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 25% من النساء الحوامل قد يختبرن نزيف الانغراس، لكن من المهم أن ندرك أن عدم حدوث نزيف الانغراس لا يعني عدم وجود حمل، وأن حدوثه لا يؤكد الحمل بشكل قاطع، بل هو مجرد علامة مبكرة محتملة.  

ما الفرق بين دم الدورة ودم الحمل؟

قد يكون التمييز بين نزيف الانغراس ونزيف الدورة الشهرية أمرًا صعبًا نظرًا لتقارب التوقيت في بعض الأحيان، ومع ذلك، هناك عدة اختلافات جوهرية يمكن أن تساعد المرأة على التفريق بينهما، مثل:

1) التوقيت

عادةً ما يحدث نزيف الانغراس في وقت مبكر عن الدورة الشهرية المتوقعة، حيث يحدث الانغراس بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من الإخصاب، أي حوالي أسبوع إلى أسبوعين بعد حدوث الحمل، بينما تحدث الدورة الشهرية بعد حوالي 14 يومًا من الإباضة.

إذا حدثت الإباضة مبكرًا أو متأخرًا، فإن توقيت الدورة الشهرية سيختلف أيضًا، لذلك يعتبر فهم الدورة الشهرية والإباضة له دورًا حاسمًا في تحديد الوقت المحتمل لحدوث كل نوع من النزيف، فالمرأة التي تتابع دورتها الشهرية بدقة ستكون لديها فرصة أفضل لملاحظة أي اختلافات في التوقيت.  

2) المدة

يتميز نزيف الانغراس بكونه قصير الأمد، وغالبًا ما يستمر لبضع ساعات أو يوم واحد فقط، وفي بعض الحالات قد يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أيام، وعلى النقيض من ذلك، قد يستمر نزيف الدورة الشهرية لفترة أطول بكثير.

يبلغ متوسط مدة الدورة الشهرية من 4 إلى 6 أيام، وقد يستمر حتى 8 أيام، لذا، فإن طول مدة النزيف يمكن أن يكون مؤشرًا هامًا؛ فالنزيف الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أيام من المرجح أن يكون دورة شهرية.  

3) كمية الدم

تكون كمية الدم في نزيف الانغراس قليلة جدًا ويوصف غالبًا بأنه مجرد تبقع أو نزيف خفيف جدًا، ربما بضع قطرات تظهر عند المسح أو على الملابس الداخلية، ولا يكفي لملء فوطة صحية أو استخدام سدادة قطنية.

أما نزيف الدورة الشهرية، فعادةً ما يكون أكثر غزارة، وعلى الرغم من أن الدورة الشهرية قد تبدأ وتنتهي بتبقع خفيف، إلا أنها تتميز بعدة أيام من النزيف الغزير في المنتصف، حيث قد تحتاج المرأة إلى تغيير الفوط الصحية أو السدادات القطنية بشكل متكرر، وبالتالي، فإن غزارة النزيف تعد فرقًا واضحًا بين الحالتين.  

4) مظهر ولون الدم

يميل لون الدم في نزيف الانغراس إلى أن يكون أفتح من دم الدورة الشهرية، وقد يظهر باللون الوردي الفاتح، أو بلون الصدأ، أو بنيًا، مما يشير إلى أنه دم قديم تدفق ببطء، في المقابل، يكون دم الدورة الشهرية عادةً أحمر داكنًا أو حتى أحمر فاتحًا، كما أن وجود كتل دموية أمر طبيعي أثناء الدورة الشهرية، ولكنه ليس شائعًا في نزيف الانغراس، وعلى الرغم من أن لون الدم يمكن أن يقدم بعض الدلائل، إلا أنه ليس دائمًا قاطعًا، حيث قد تعاني بعض النساء من دورات شهرية ذات تدفق أخف، وقد يختلف لون نزيف الانغراس أيضًا.  

ما الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل؟

غالبًا ما يوصف دم الدورة الشهرية بأنه ذو رائحة مميزة، قد تكون غير مستحبة أو شبه معدنية في بعض الأحيان، ويعود ذلك إلى احتوائه على أنسجة بطانة الرحم وإفرازات أخرى، أما نزيف الانغراس الناتج عن اضطراب طفيف في بطانة الرحم أثناء التصاق الكيسة الأريمية، فمن غير المرجح أن يكون له رائحة قوية أو ملحوظة.

تشير بعض المصادر إلى أنه قد يكون عديم الرائحة، لكن من المهم التنويه بأن أي رائحة كريهة أو غير عادية مصاحبة لأي نزيف مهبلي يجب أن تستدعي استشارة الطبيبة! حيث قد تشير إلى وجود عدوى، وفي حين أن الرائحة ليست أداة تشخيصية نهائية، إلا أن وجود أو عدم وجود رائحة الدورة الشهرية المعتادة يمكن أن يكون مؤشرًا دقيقًا عند النظر إليه جنبًا إلى جنب مع الخصائص الأخرى للنزيف، مثل:

أعراض مصاحبة لرائحة الدم

بالإضافة إلى الاختلافات في النزيف نفسه، قد تصاحب كلتا الحالتين أعراض أخرى يمكن أن تساعد في التمييز بينهما، فمثلًا قد يصاحب نزيف الانغراس بعض الأعراض المبكرة للحمل، مثل تقلصات خفيفة في أسفل البطن وغثيان خفيف والشعور بالتعب والإرهاق وألم أو حساسية في الثديين وصداع وزيادة في التبول.

من ناحية أخرى، قد تصاحب الدورة الشهرية أعراض مثل تقلصات أكثر حدة وتقلبات مزاجية أكثر وضوحًا وانتفاخ وأحيانًا ألم في الظهر.

يمكن أن تكون شدة التقلصات عاملاً مميزًا، حيث تكون تقلصات الدورة الشهرية عادةً أقوى وأكثر استمرارًا من تلك المصاحبة للانغراس، وفي حين أن بعض الأعراض تتداخل بين الحالتين، إلا أن شدتها قد تقدم بعض الدلائل؛ على سبيل المثال، الغثيان الشديد هو مؤشر أقوى للحمل المبكر من الدورة الشهرية المعتادة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب أعراض ما قبل الدورة الشهرية المعتادة مع ظهور نزيف خفيف قد يشير إلى نزيف الانغراس، خاصةً إذا كانت هناك علامات أخرى مبكرة للحمل.  

هل الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل علامة أكيدة للحمل؟

لقد ذكرنا سابقًا أن الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل يكمن في أن دم الدورة الشهرية غالبًا ما تكون له رائحة مميزة بسبب محتواه من أنسجة بطانة الرحم والإفرازات الأخرى، أما دم الحمل الناتج عن الانغراس، فمن غير المرجح أن تكون له رائحة ملحوظة.

ومن المهم التأكيد على أن هذا الاختلاف في الرائحة ينبع من الطبيعة المختلفة وكمية الدم المتضمنة في كلتا الحالتين، فالدورة الشهرية تتضمن انسلاخًا كاملًا لبطانة الرحم، بينما نزيف الانغراس هو مجرد اضطراب طفيف في الأوعية الدموية الصغيرة أثناء التصاق البويضة المخصبة.

ومع ذلك، يجب الحذر من الاعتماد بشكل كامل على الرائحة للتمييز بينهما، حيث يمكن أن تختلف التجارب الفردية، ويمكن لعوامل أخرى مثل النظافة الشخصية أن تؤثر على الرائحة.

ومن الضروري تذكر أن أي رائحة كريهة أو غير عادية تستدعي دائمًا فحصًا طبيًا لاستبعاد العدوى أو أي مشاكل أخرى، إن الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل هو أحد الجوانب التي يمكن أن تساعد المرأة في تقييم وضعها، ولكن يجب دائمًا أخذها في الاعتبار جنبًا إلى جنب مع العلامات والأعراض الأخرى.  

هل هناك أسباب أخرى للنزيف المهبلي في غير موعد الدورة؟

من المهم أن ندرك أن نزيف الانغراس ليس السبب الوحيد المحتمل للنزيف المهبلي الذي يحدث خارج الدورة الشهرية المعتادة، فهناك العديد من الأسباب الأخرى المحتملة للتبقع أو النزيف الخفيف، بما في ذلك التغيرات الهرمونية ونزيف الإباضة الذي يحدث لدى بعض النساء في منتصف الدورة الشهرية ونمو أورام حميدة مثل الأورام الليفية أو السلائل والالتهابات المهبلية وتناول بعض الأدوية مثل موانع الحمل الهرمونية.

حتى التغيرات الهرمونية في المراحل المبكرة من الحمل نفسها يمكن أن تسبب نزيفًا، مما يجعل التمييز بينه وبين نزيف الانغراس أكثر صعوبة، لذلك من الضروري أيضًا أن نكون على دراية بالأسباب الأكثر خطورة للنزيف المهبلي في المراحل المبكرة من الحمل، مثل الحمل خارج الرحم أو الإجهاض.

لذلك، نؤكد على أنه من الضروري طلب العناية الطبية لأي نزيف غزير أو مصحوب بألم شديد، إن الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل قد يكون أحد المؤشرات، ولكن يجب دائمًا مراعاة جميع الأعراض والتوقيت وطلب المشورة الطبية عند الحاجة.  

متى يجب إجراء اختبار الحمل؟

إذا كنتِ تشكين في حدوث حمل وتلاحظين نزيفًا خفيفًا، فإن الوقت المناسب لإجراء اختبار الحمل يلعب دورًا حاسمًا في الحصول على نتائج دقيقة، لذلك يُنصح عمومًا بالانتظار حتى اليوم الأول من غياب الدورة الشهرية على الأقل لإجراء اختبار الحمل المنزلي.

تعمل اختبارات الحمل المنزلية عن طريق الكشف عن وجود هرمون الحمل (hCG) في البول، والذي يبدأ في الارتفاع بعد انغراس البويضة، فإذا تم إجراء الاختبار مبكرًا جدًا، قد لا تكون مستويات هرمون الحمل مرتفعة بما يكفي ليتم اكتشافها، مما يؤدي إلى نتيجة سلبية خاطئة.

إذا كانت نتيجة الاختبار المنزلي سلبية ولكن الدورة الشهرية لم تأتِ بعد، فمن المستحسن الانتظار بضعة أيام وإعادة الاختبار، أو بدلًا من ذلك، يمكنكِ استشارة الطبيبة لإجراء فحص دم للحمل، والذي يمكن أن يكشف عن الحمل في وقت مبكر من اختبار البول.

إذا كنتِ تشكين في أن النزيف الذي تلاحظينه هو نزيف انغراس، فمن المرجح أنه سيحدث قبل أن تتمكني من الحصول على نتيجة إيجابية لاختبار الحمل المنزلي، لذا، فإن الصبر وإجراء الاختبار في الوقت المناسب هما مفتاح الحصول على نتيجة موثوقة!

الملخص

في الختام، من المهم أن تتذكر المرأة التي تحاول الحمل أن الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل هو أن دم الدورة الشهرية غالبًا ما تكون له رائحة مميزة، بينما نزيف الانغراس من غير المرجح أن تكون له رائحة ملحوظة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك اختلافات أخرى مهمة تتعلق بالتوقيت والمدة والكمية واللون، لذلك يجب على المرأة تتبع دورتها الشهرية بعناية لفهم نمطها الطبيعي.

يمكن أن تكون الأعراض المصاحبة مؤشرات إضافية، ولكنها ليست قاطعة، وذلك لأن الفرق بين رائحة دم الدورة ودم الحمل هو مجرد جزء واحد من الصورة الأكبر.

وللحصول على تشخيص دقيق واستبعاد أي أسباب أخرى للنزيف، من الضروري استشارة الطبيبة في حالة وجود أي قلق أو شك، ويجب إجراء اختبار الحمل في الوقت المناسب للحصول على تأكيد، إن فهم هذه الاختلافات يمكن أن يساعد المرأة على الشعور بمزيد من الثقة والاطمئنان في رحلتها نحو تحقيق حلم الأمومة.

رسالة إلى كل امرأة تنتظر: الأمل في بداية جديدة!

إلى كل امرأة تنتظر بفارغ الصبر علامات الحمل، تذكري أن رحلتك فريدة من نوعها، لذلك كوني صبورة ولطيفة مع نفسك، واستمعي إلى جسدك، وتذكري أن الأمل دائمًا موجود، ومع كل دورة جديدة تأتي فرصة جديدة، لذلك ابقي مطلعة، وكوني استباقية بشأن صحتك، ولا تترددي في طلب الدعم من أحبائك ومن المهنيين الطبيين، ونحن نتمنى لك كل التوفيق في رحلتك نحو الأمومة بإذن الله .. ♡

جربي أدوات تطبيق الملكة عند محاولة الحمل، فقط قومي بإضافة بيانات دورتكِ الشهرية لتعرفي موعد التبويض ونافذة الخصوبة، وتابعي مقالات البحث عن حمل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعينا على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!