يمر الجسم بتغيرات هائلة بعد الولادة تجعل الحصول على راحة كافية أمرًا صعبًا؛ فهو يتعافى من المخاض والولادة ويتأقلم مع غياب الحمل، كما أن مستويات السوائل والهرمونات، بما في ذلك الإستروجين والبروجستيرون والميلاتونين، تتغير بسرعة، مما يؤثر على إيقاعكِ البيولوجي الطبيعي (دورة النوم والاستيقاظ)، وكذلك على المزاج والشهية.
هذا يعني أنه حتى لو أتيحت لكِ الفرصة أخيرًا للراحة ليلًا، قد لا تشعرين بالنعاس أو تتمكني من النوم أو الاستمرار فيه، إذًا فالأمر لا يتوقف على تحديد الطريقة الصحيحة للنوم؛ فالتغيرات العاطفية والتوتر أيضًا يمكن أن تُبقيكِ مستيقظة، وقد أظهرت الدراسات أيضًا أن قلة جودة النوم بعد الولادة مرتبطة بـ اكتئاب ما بعد الولادة، ما يجعل من الضروري التعامل مع مشكلات النوم قبل أن تؤثر على صحتكِ النفسية.
لذا من الشائع أن يتعرّض نومك للاضطراب عند استقبال مولود جديد، إذ إنّ الأطفال حديثي الولادة يحتاجون إلى رعاية مستمرة على مدار الساعة.
تُعدّ الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة فترة مكثفة من التكيف مع قلة النوم، لكن الحصول على نوم كافٍ وجودة نوم مناسبة ضروري للصحة العامة، والعافية، وجودة الحياة؛ ولهذا فإنّ الحرمان من النوم قد يكون من أكثر التحديات صعوبة في بداية الأمومة والأبوة.
وقد تؤدي قلة النوم، أو تقطّعه، أو اضطرابات نمط النوم، إلى الإصابة بالأرق لدى بعض الأمهات الجدد.
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤثر على:
كما قد يؤدي إلى:
في ظل قلة النوم، قد تشعرين بسهولة بالارتباك أو الغضب أو الحزن، كما قد يصعب عليكِ أداء مهامك اليومية أو رعاية طفلكِ كما ينبغي.
يحتاج المواليد الجدد إلى قدر كبير من النوم، حيث يُوصى بأن يناموا ما بين 14 إلى 17 ساعة خلال كل 24 ساعة، لكنّ نمط نومهم يختلف عن نمط نوم الكبار، فهم ينامون على فترات قصيرة نظرًا لحاجتهم إلى الرضاعة المتكررة، مما يعني أنهم يستيقظون عدة مرات أثناء الليل لتناول الطعام.
وخلال أول 6 أسابيع من العمر، ينام الطفل عادة ما بين 6 إلى 8 فترات خلال اليوم والليلة، وتمتد كل فترة نوم من ساعتين إلى أربع ساعات تقريبًا.
يستيقظ معظم الأطفال عدة مرات خلال الليل، ويحتاجون إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويعتمدون على والديهم لمساعدتهم على العودة إلى النوم.
لكنّ أنماط نوم الطفل تتغير مع الوقت، فبحلول الأسبوع الرابع تقريبًا، يبدأ نمط النوم الليلي والنهاري في التكوّن، ويبدأ الطفل تدريجيًا بالنوم لفترات أطول ليلًا.
ومع نمو الطفل وتكوّن روتين يومي، من المتوقع أن يتحسّن نومكِ كذلك.
إليكِ بعض النصائح لمساعدتكِ في الحصول على نوم أفضل أثناء رعاية طفلكِ حديث الولادة:
من السهل أن تكرّسي كل وقتكِ للطفل الجديد، ولكن من المهم أيضًا أن تعتني بنفسكِ؛ فالدعم العاطفي والمساعدة العملية من زوجكِ أو عائلتكِ أو أصدقائكِ قد يُحسّن من حالتكِ النفسية.
يتضمّن ذلك:
خلال الحمل، كثيرًا ما تُوجَّه الأم لتتبع الطريقة الصحيحة للنوم، مثل النوم على الجانب وتجنّب الاستلقاء على الظهر، وربما تمّ اقتراح استخدام وسادة بين الساقين وغيرها من الوسائل لتعزيز الراحة.
ومع أن النوم خلال الحمل قد يكون تحديًا بسبب الانزعاج والتورم أو الألم، إلا أنّ العديد من الأمهات يتساءلن بعد الولادة: كيف يمكنني النوم بشكل أفضل بعد الإنجاب؟
لمساعدتكِ في الشعور بالراحة واستعادة الطاقة، سنعرض الطريقة الصحيحة للنوم بعد الولادة، بالإضافة إلى نصائح قيّمة لنوم أعمق وأكثر راحة.
يمثّل الحمل والولادة مجهودًا جسيمًا، ورغم ما يتطلّبه الأمر من طاقة، فإنّ رعاية الطفل الجديد بعد الولادة تُضيف مسؤوليات جديدة؛ لذا فإن النوم الجيد ضروري لاستشفاء الجسم واستعادة القوة.
مع ذلك، فإنّ وضعية النوم المثلى و الطريقة الصحيحة للنوم بعد الولادة قد تختلف باختلاف طريقة الولادة.
فعلى سبيل المثال، إذا خضعتِ لعملية قيصرية (C-section)، فقد تكون الطريقة الصحيحة للنوم هي وضعية الاستلقاء على الجانب، وهي أكثر راحة لكِ، لأنها تُخفف الضغط على مكان الشق الجراحي، وتُسهّل عليكِ الحركة والنهوض.
ربما تشعرين بالسعادة للعودة إلى النوم على ظهركِ!
فخلال الحمل، يُوصي الأطباء بتجنّب النوم على الظهر، خصوصًا في الشهور الأخيرة، لأن هذه الوضعية قد تضغط على أوعية دموية هامة، مما يُقلل تدفق الدم إلى الرحم.
لكن بعد الولادة، يمكنكِ العودة للنوم على ظهركِ إذا لم يكن لديكِ ألم شديد في البطن أو آثار العملية القيصرية، فقط كوني حذرة عند النهوض من السرير، وابدئي بالتحوّل إلى جانبكِ أولًا ثم استخدمي ذراعيكِ لرفع جسمكِ بلطف.
وسواء اخترتِ النوم على ظهركِ أو جانبكِ بعد الولادة، الأهم هو اللطف مع نفسكِ أثناء الحركة.
خلال الحمل، كان النوم على البطن مستحيلًا تقريبًا بسبب بروز البطن وعدم الراحة، لكن بعد الولادة، قد تشعر بعض الأمهات بالرغبة في العودة للنوم على بطونهن.
فإذا كنتِ من محبّات هذه الوضعية، فقد تساعدكِ على الشعور بالراحة والنوم بشكل أفضل، ومع ذلك، فإن النوم على البطن قد لا يكون الخيار الأمثل لعدة أسباب:
بعد الولادة، لا تعود طريقة نومكِ كما كانت قبل الحمل، بل تتأثر بعدة عوامل أهمها نوع الولادة التي خضعتِ لها، فبين الولادة المهبلية والقيصرية، تختلف الآلام والتحركات المسموح بها، وبالتالي الوضعيات المناسبة للنوم.
نعم، تختلف وبشكل واضح.
فإذا خضعتِ لعملية ولادة قيصرية، فقد يكون النوم على الظهر أو الجانب المقابل لمكان الجراحة هو الخيار الأمثل، بينما النوم على البطن أو الانحناء للأمام قد يُسبب ضغطًا على الجرح وشعورًا بعدم الارتياح.
أما في حالة الولادة الطبيعية، خصوصًا إذا رافقها شق مهبلي (episiotomy) أو تمزقات في منطقة العجان، فقد تشعرين بعدم الراحة عند النوم على الظهر أو عند الجلوس لفترات طويلة، لذا يُفضّل النوم على الجانب مع وضع وسادة بين الفخذين لتقليل الضغط على هذه المنطقة الحساسة.
في حالة التمزقات أو الشقوق المهبلية، يعتمد وقت العودة إلى الوضعيات العادية للنوم على درجة التمزق، وسرعة التئام الجرح.
بشكل عام:
علامات جاهزيتكِ للنوم على الجانب أو الظهر:
في جميع الأحوال، استشيري الطبيبة عند مراجعة ما بعد الولادة إذا كنتِ غير متأكدة من الوضعيات المناسبة لكِ.
سواء كنتِ قد خضعتِ لولادة طبيعية مع تمزق أو لولادة قيصرية، فإن طريقة النهوض من السرير تلعب دورًا كبيرًا في تقليل الضغط على مواضع الألم، وتسريع الشفاء.
إليكِ خطوات تقنية "Roll to Rise" التي ينصح بها أطباء العلاج الطبيعي:
هذه التقنية تُجنّبكِ الضغط المباشر على عضلات البطن (في حالة الولادة القيصرية) أو على عضلات الحوض (في حالة التمزقات المهبلية)، كما تُساعدكِ على الشعور بالثبات والتحكم عند الحركة.
نصيحة إضافية: ضعي وسادة صغيرة خلف ظهركِ أثناء النوم، حتى يكون الانتقال من الاستلقاء إلى الجانب أسهل وأقل إرهاقًا.
من الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار الطريقة الصحيحة للنوم بعد الولادة: هل تعانين من توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA)؟
يُعد الشخير وتوقف التنفس الانسدادي أثناء النوم من المشكلات الشائعة بعد الحمل، لكن الأبحاث تُظهر أن هناك وضعية نوم مثالية بعد الولادة يمكن أن تساعدك على التنفس بسهولة أثناء الليل.
تزداد احتمالية حدوث هذه المشكلة لدى النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة، كما أن التغيرات الهرمونية تُضعف عضلات مجرى الهواء، ويؤدي حجم البطن المتزايد إلى الضغط على مجرى التنفس، وبالنسبة لمعظم الأشخاص، يقتصر تأثير هذه المشكلة على تعطيل النوم، لكنها قد تتطور في بعض الحالات النادرة.
وبالإضافة إلى خطر انقطاع التنفس نفسه، فإن توقف التنفس أثناء النوم يرتبط أيضًا بالتعب والأرق، وهو أمر مزعج للغاية عندما يكون لديكِ طفل جديد يمنحكِ القليل جدًا من وقت النوم أصلًا.
قام الباحثون بقياس طريقة تنفس النساء بعد الولادة خلال أول 48 ساعة بعد الولادة، حيث راقبوا تدفق الهواء وحجم مجرى التنفس في ثلاث وضعيات مختلفة: الجلوس، والاتكاء بزاوية 45 درجة، والاستلقاء الكامل.
اكتشف الأطباء أن قطر الجهاز التنفسي العلوي للمشاركات ازداد عندما انتقلن من وضعية الاستلقاء إلى وضعية الاتكاء بزاوية 45 درجة؛ فهذا يؤدي إلى تحسّن جودة التنفس.
فإذا كنتِ تشعرين أن صعوبة التنفس تؤثر على نومكِ بعد الولادة، فقد يكون تغيير وضعيتكِ أثناء النوم خطوة فعّالة.
وبالطبع، إذا كنتِ تعانين من مشاكل في التنفس أثناء النوم، فمن المهم مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أكثر خطورة.
إذًا المفتاح لتحسين التنفس والنوم بعد الولادة و الطريقة الصحيحة للنوم؟ هي رفع الجزء العلوي من جسمكِ، مع بضع وسائد ستكون كافية لرفع الجزء العلوي من الجسم.
رتبي الوسائد بعناية فوق بعضها تحت لوحي الكتف والصدر، بحيث يُرفع الجزء العلوي من الجسم بالكامل، لا الرأس فقط، ويُنصح النساء اللاتي ولدن حديثًا بالنوم بهذه الوضعية المائلة لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام بعد الولادة، وهي الفترة التي يكنّ فيها أكثر عرضة للمضاعفات.
نعم، العديد من النساء اللاتي اعتدن على استخدام وسادة الحمل يفضلن الاستمرار في استخدامها بعد الولادة، فبما أن الرحم يحتاج إلى أسابيع ليعود إلى حجمه الطبيعي، قد تحتاجين إلى دعم إضافي حول الجسم أثناء النوم.
كما يُنصح باستخدام وسائد إضافية، والحفاظ على غرفة نوم باردة، وتبديل الملابس أو الشراشف إذا تعرّقتِ كثيرًا (وهو أمر شائع بعد الولادة).
أدوات تُبقيها بقربك لتنامي بسهولة
وجود كل ما تحتاجينه بجانب السرير يوفّر لكِ راحة كبيرة، ويُقلل من الحاجة للنهوض خلال الليل؛ لذا ضعي هذه الأدوات في رف صغير أو عربة قريبة منكِ:
فكلما قلّت حركتكِ ليلًا، زادت احتمالية عودتكِ للنوم بسرعة.
استشيري الطبيب إذا لاحظتِ أن قلة النوم تؤثر على:
كما يجب مراجعة الطبيب إذا:
وإذا رأى الطبيب أن اضطرابات نومكِ تؤثر على صحتكِ النفسية، فقد يُوصي بعلاج أو دعم إضافي.
الولادة تجربة عظيمة ومليئة بالعواطف، ولا تنسي اتباع تعليمات الطبيب بخصوص وضعية النوم بعد الولادة، والتعافي والرعاية الذاتية.
ففترة ما بعد الولادة تُعرف بالثلث الرابع من الحمل لسبب وجيه! استمعي إلى جسدكِ، وامنحيه الطعام الصحي، والماء، والراحة قدر المستطاع – نعم، نعلم أن ذلك ليس سهلًا، ولكنكِ تستحقين كل لحظة من العناية.
ولا تترددي في التواصل مع الطبيب عند أي شك أو قلق، لقد قمتِ بعمل مذهل في حمل هذا الطفل وولادته.
ونأمل أن تساعدكِ هذه النصائح حول وضعيات النوم بعد الولادة، وغير ذلك من الإرشادات، على الحصول على نوم مريح وأفضل في هذه المرحلة الجديدة من حياتكِ
فحص هام إذا تجاهله الطبيب سيعرضك للإجهاض أو الولادة المبكرة
لذا إذا كنتِ قلقة بشأن طول عنق الرحم أثناء الحمل، أو كان هذا أول حمل لكِ فتحدثي إلى الطبيب ليجري الفحوصات اللازمة حتى لا تتعرضي لخطر الاجهاض أو الولادة المبكرة.
خوفك من الولادة سينتهي بعد قراءة هذه الحقائق الهامة
الخوف من الولادة يُعدّ أمرًا شائعًا لدى الكثير من النساء، سواء كانت تجربة الحمل الأولى أو حتى بعد ولادات سابقة؛ فالخوف من الألم، أو من المجهول
أسباب ألم العلاقة الحميمة أثناء الرضاعة الطبيعية والحل
الواقع أنه وسط الرضاعة الطبيعية الليلية المتكررة وتغيير الحفاضات في الصباح الباكر، قد تكون العلاقة الحميمة آخر ما يخطر في بالكِ ! فجسدكِ يمر بالكثير