كيف أعلم طفلي المشاركة مع الآخرين؟
تُعدّ تربية الأطفال مهمة نبيلة وشاقة في آنٍ واحد، وتتطلب من الوالدين استثمارًا كبيرًا في الوقت والجهد والفهم العميق لمراحل نمو الطفل.
ومن بين المهارات الاجتماعية الأساسية التي تُعدّ حجر الزاوية في بناء شخصية متوازنة وقادرة على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، سنتحدث عن المشاركة؛ إذ تعاني الكثير من الأمهات وتسأل "كيف أعلم طفلي المشاركة مع الآخرين؟"خاصةً عندما يُواجهن مواقف صعبة تتعلق باللعب مع الأصدقاء أو الأشقاء، حيث يُظهر الطفل ميلًا للاحتفاظ بألعابه أو ممتلكاته وعدم الرغبة في مشاركتها.
إن فن المشاركة يتجاوز مجرد تبادل الألعاب؛ إنه يُعلم الطفل قيمة التعاون، والتعاطف، والتفاوض، واحترام الآخرين، هذه المهارة ليست فطرية، بل هي سلوك اجتماعي يُكتسب ويُطور ببطء عبر مراحل النمو المختلفة للطفل، وتتطلب توجيهًا وصبرًا من الوالدين.
لذلك يجب فهم الأسباب وراء صعوبة المشاركة لدى الأطفال، ووضع استراتيجيات فعالة لتعليمهم هذه القيمة لنموهم الاجتماعي والعاطفي.
لماذا تُعدّ المشاركة مهارة حيوية لنمو الطفل؟

قبل الغوص في الأساليب والاستراتيجيات المُتعلقة بـ "كيف أعلم طفلي المشاركة؟"، من الضروري فهم الأهمية العميقة لهذه المهارة في تنمية الطفل الشاملة، فالمشاركة ليست مجرد سلوك بسيط، بل هي جزء لا يتجزأ من التطور الاجتماعي والعاطفي والمعرفي للطفل، وتُشكل أساسًا للعلاقات الإيجابية في المستقبل.
1) تنمية المهارات الاجتماعية
- التفاعل مع الأصدقاء: تُعدّ المشاركة أساسًا للتفاعل الناجح مع الأصدقاء، فعندما يُشارك الطفل ألعابه أو متعلقاته الشخصية بشكل عام يتعلم كيفية اللعب مع الآخرين مما يُشجعه على تكوين صداقات والحفاظ عليها، والأطفال الذين لا يحبون المشاركة قد يجدون صعوبة في الاندماج في مجموعات اللعب، مما يُؤثر على شعورهم بالانتماء.
- التعاون والتفاوض: تُعلم المشاركة الأطفال كيفية التعاون لحل المشكلات وكيفية التفاوض للوصول إلى حلول وسط، فعندما يُريد طفلان اللعب بلعبة واحدة، يتعلمان كيفية التناوب أو إيجاد طريقة للعب بها معًا، مما يُعزز مهارات حل النزاعات.
- احترام حدود الآخرين: تُساعد المشاركة الطفل على فهم أن الآخرين لديهم حقوق وممتلكات خاصة بهم، مما يُنمي لديه احترام الحدود الشخصية والملكية الفردية.
2) بناء التعاطف والتفهم
- الوعي بمشاعر الآخرين: عندما يُشارك الطفل، يتعلم أن يُفكر في مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، على سبيل المثال، عندما يُعطي لعبة لطفل آخر، قد يرى فرحة هذا الطفل، مما يُعزز لديه الشعور بالتعاطف والرضا عن إدخال السعادة على الآخرين.
- التعامل مع الإحباط: تُعلم المشاركة الطفل أن الحياة لا تدور دائمًا حول تلبية احتياجاته الفورية! فقد يحتاج إلى انتظار دوره أو التخلي عن شيء يُحبه مؤقتًا، مما يُنمي لديه القدرة على التعامل مع الإحباط وتأجيل الإشباع.
3) تعزيز المهارات المعرفية
- حل المشكلات: تُقدم المواقف التي تتطلب المشاركة فرصًا للأطفال لتطوير مهارات حل المشكلات. كيف يُمكننا أن نلعب بهذه اللعبة معًا؟ من سيبدأ أولًا؟ هذه الأسئلة تُحفز التفكير النقدي.
- المرونة الذهنية: تُساعد المشاركة الطفل على أن يكون أكثر مرونة في تفكيره، وأن يفهم أن هناك طرقًا مختلفة لاستخدام الأشياء أو اللعب بها، وليست طريقته الخاصة فقط.
4) تطوير الشعور بالإنصاف والعدالة
من خلال المشاركة، يبدأ الأطفال في فهم مفهوم الإنصاف والعدالة، وأن توزيع الموارد أو الفرص بالتساوي يُساهم في بيئة لعب أكثر إيجابية للجميع.
5) التأثير على العلاقات المستقبلية
الأطفال الذين يتعلمون المشاركة في سن مُبكرة يكونون أكثر عرضة لتطوير علاقات صحية وناجحة في مرحلة البلوغ، سواء في الصداقات أو العلاقات الرومانسية أو بيئة العمل، حيث تُعدّ المشاركة والتعاون أساسًا للنجاح.
كيف أعلم طفلي المشاركة وفقًا لعمره؟

عندما تسأل الأم "كيف أعلم طفلي المشاركة؟"، من المهم أن تفهم أولًا أن قدرة الطفل على المشاركة ليست مهارة تُكتسب دفعة واحدة، بل تتطور تدريجيًا مع تقدم العمر والنضج المعرفي والعاطفي، إن وضع توقعات واقعية بناءً على عمر الطفل يُقلل من الإحباط لكل من الطفل والوالد ويُمكنهما من استخدام الاستراتيجيات المناسبة.
1) الرضع والأطفال الصغار (أقل من 2-3 سنوات)
- التركيز على الذات: في هذه المرحلة، يكون الأطفال نفسهم هم محور اهتمامهم الخاص، فلا يمتلكون بعد القدرة على فهم وجهات نظر الآخرين أو التعاطف مع مشاعرهم. "هذا لي!" هي عبارة طبيعية جدًا في هذا العمر.
- اللعب المتوازي: غالبًا ما يُمارسون "اللعب المتوازي"، حيث يلعبون جنبًا إلى جنب مع أطفال آخرين ولكن ليس بالضرورة معهم، قد يجلس طفلان بجانب بعضهما البعض ويلعب كل منهما بلعبته الخاصة دون تفاعل كبير أو مشاركة.
- ملكية فورية: لا يفهمون مفهوم الملكية الدائمة بشكل كامل، فبالنسبة لهم ما يُمسكون به في هذه اللحظة هو ملكهم، وإذا أخذه أحدهم، فهو يُعدّ سلبًا منهم.
- التوقع: لا تتوقع أن يُشارك الأطفال في هذا العمر تلقائيًا أو عن طيب خاطر، فالهدف في هذه المرحلة هو غرس بذور المشاركة من خلال تعليمهم مفهوم التناوب البسيط وتوفير ألعاب كافية لتجنب الصراع.
2) الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات)
- بداية فهم المشاركة: يبدأ الأطفال في هذا العمر في فهم مفهوم المشاركة ببطء، خاصةً مع التوجيه المُستمر، ويُمكنهم البدء في فهم أن المشاركة تعني التناوب.
- صعوبة الانتظار: لا يزالون يجدون صعوبة في الانتظار والتعامل مع الإحباط، قد يواجهون صعوبة في التناوب أو التخلي عن شيء يُحبونه.
- التوجيه المباشر: يحتاجون إلى توجيه مباشر ومُستمر من البالغين لتعلم المشاركة، أخبريه: "دورك الآن، وبعد قليل سيكون دور صديقك".
- التوقع: يُمكن البدء في تعليمهم مهارات التناوب والمشاركة القصيرة، ولكن مع الكثير من الصبر والتذكير.
3) الأطفال في سن المدرسة المبكرة (6-8 سنوات)
- فهم أعمق للمشاركة: في هذا العمر، يُصبح الأطفال أكثر قدرة على فهم أهمية المشاركة والتعاون، يُمكنهم فهم مفهوم الإنصاف والعدالة بشكل أفضل.
- التعاطف: تتطور لديهم القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين، مما يُسهل عليهم فهم لماذا يُفترض أن يُشاركوا.
- المشاركة الذاتية: يبدأون في المشاركة بشكل أكثر تلقائية دون الحاجة إلى توجيه مُباشر ومُستمر، خاصةً في الألعاب الجماعية.
- التوقع: يُمكنهم المشاركة بفعالية أكبر في الألعاب التي تتطلب التعاون والمشاركة، وقد يحتاجون إلى تذكير أحيانًا، لكنهم يُصبحون أكثر استجابة.
4) ما وراء التوقعات العمرية
- الفروق الفردية: يجب تذكر أن كل طفل فريد من نوعه، فقد يُظهر بعض الأطفال استعدادًا للمشاركة في سن مُبكرة، بينما قد يحتاج آخرون إلى وقت أطول ودعم أكبر.
- النمو العاطفي: تعتمد قدرة الطفل على المشاركة بشكل كبير على نموه العاطفي، وقدرته على إدارة عواطفه، والتعامل مع الإحباط.
- التدريب المُستمر: المشاركة ليست مهارة تُكتسب مرة واحدة، بل تتطلب تدريبًا مُستمرًا وتعزيزًا إيجابيًا على مر السنين.
خطوات عملية لتعليم طفلك المشاركة

بناءً على فهم أهمية المشاركة والتوقعات العمرية، ننتقل الآن إلى الاستراتيجيات العملية التي تُمكن المرأة من الإجابة بفعالية على سؤال "كيف أعلم طفلي المشاركة؟"، هذه الأساليب تُقدم نهجًا تدريجيًا ومُشجعًا لغرس هذه القيمة الأساسية بإذن الله.
1) القدوة الحسنة
- كُوني قدوة: الأطفال يتعلمون بالملاحظة، فإذا رأوا والديهم يُشاركون في حياتهم اليومية (مُشاركة الطعام، الأدوات، الوقت، أو حتى المهام المنزلية)، فسيُصبح مفهوم المشاركة أكثر طبيعية بالنسبة لهم.
- عبري عن المشاركة: استخدمي لغة واضحة لوصف أفعال المشاركة، على سبيل المثال، قولي: "دعينا نُشارك هذا الكتاب"، أو "سأُشاركك هذه الحلوى".
2) تعليم التناوب
- ابدئي بوضوح: مع الأطفال الصغار، ابدئي بتعليم مفهوم التناوب بشكل مُباشر وواضح، مثل:"دورك الآن للعب بالسيارة، وعندما تنتهي، سيكون دور أختك."
- استخدمي المؤقتات البصرية: لتقليل الصراع، يُمكن استخدام مؤقت (منبه أو مؤقت) لتحديد مدة اللعب لكل طفل، وعندما يرن المؤقت، يُصبح دور الطفل الآخر.
- التناوب في الأنشطة اليومية: طبقي مفهوم التناوب في الأنشطة اليومية، مثل اختيار ملابس الخروج، أو من يضغط زر المصعد، أو من يختار القصة قبل النوم.
3) تعزيز السلوك الإيجابي
- امدحي جهود المشاركة: عندما يُشارك طفلكِ متعلقاته، حتى لو كان ذلك بتردد، امدحيه فورًا، قولي له: "يا لك من طفل رائع! لقد شاركت لعبتك مع صديقك، هذا تصرف لطيف جدًا!" أو "أنا فخورة بكِ لأنكِ انتظرتِ دوركِ بصبر."
- ركزي على المجهود وليس النتيجة فقط: امدحي محاولات المشاركة، حتى لو لم تكن مثالية في البداية.
4) تسهيل المواقف الصعبة
- اللعب معًا: شجعي الأطفال على اللعب معًا باستخدام نفس اللعبة في نفس الوقت، بدلًا من التناوب دائمًا، على سبيل المثال، "هل يُمكنكما بناء البرج معًا باستخدام هذه المكعبات؟"
- تحديد الألعاب "الخاصة": اسمحي لطفلكِ باختيار عدد قليل من الألعاب "الخاصة به" التي لا يحتاج إلى مُشاركتها، خاصةً تلك التي تُشكل قيمة عاطفية كبيرة له، واحتفظي بها بعيدًا عن متناول الأيدي عندما يأتي أصدقاء للعب.
- تجهيز بيئة اللعب: قبل قدوم الأصدقاء، تحدثي مع طفلكِ حول الألعاب التي هو مُستعد لمشاركتها وتلك التي لا يُريد مُشاركتها.
5) استخدام القصص والألعاب
- قراءة الكتب عن المشاركة: هناك العديد من كتب الأطفال التي تُعلم قيمة المشاركة بطريقة مُسلية.
- لعب الأدوار: قومي بتمثيل سيناريوهات مختلفة مع طفلكِ باستخدام الدمى أو الحيوانات المحشوة، حيث يتعلمون كيفية المشاركة وحل النزاعات.
6) فهم مشاعر الطفل
- التفهم والتحقق: عندما يُواجه طفلكِ صعوبة في المشاركة، تحققي من مشاعره، قولي: "أعلم أنك تُحب هذه اللعبة كثيرًا، ومن الصعب مُشاركتها، ولكن صديقك يُريد أن يلعب بها أيضًا." هذا يُعلمهم أنكِ تتفهمين مشاعرهم مع توجيههم نحو السلوك الصحيح.
- التشجيع على التعبير: شجعي طفلكِ على التعبير عن مشاعره (الحزن، الغضب، الإحباط) بطريقة صحية، بدلًا من الانخراط في سلوكيات غير مرغوبة.
7) تعليم مهارات حل النزاعات
- المساعدة في التفاوض: عندما ينشأ صراع حول لعبة، ساعدي الأطفال على التفاوض، "ما الذي يُمكنكما فعله لكي تلعبا بهذه اللعبة معًا؟" أو "هل يُمكنكما إيجاد حل يُرضي كليكما؟"
- تقديم بدائل: "إذا لم تكوني مُستعدة لمُشاركة هذه اللعبة الآن، فهل تُفضلين مُشاركة هذه اللعبة الأخرى بدلًا منها؟"
8) الصبر والمثابرة
المشاركة مهارة تتطلب وقتًا وممارسة، لذلك لا تيأسي إذا لم يُظهر طفلكِ تقدمًا فوريًا، واستمري في التوجيه والتشجيع.
كيف أعلم طفلي المشاركة إذا لم يوافق؟
على الرغم من تطبيق الاستراتيجيات الفعالة، قد تُواجه الأمهات تحديات مُتكررة عند محاولة الإجابة على سؤال "كيف أعلم طفلي المشاركة؟"، إن فهم هذه التحديات وكيفية التعامل معها بفعالية يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في عملية تعليم المشاركة.
1) الاحتفاظ بالممتلكات
قد يُظهر بعض الأطفال ميلًا قويًا للاحتفاظ بجميع ألعابهم أو مُمتلكاتهم، ورفض مُشاركتها تمامًا، حتى لو كانوا لا يستخدمونها، والاستجابة يجب أن تكون هكذا:
- احترام الألعاب "الخاصة": اسمحي لطفلكِ بتحديد عدد قليل من الألعاب التي يُحبها بشدة ولا يُريد مُشاركتها، ضعي هذه الألعاب في مكان آمن بعيدًا عن منطقة اللعب عند قدوم الأصدقاء، هذا يُعلمه أن ممتلكاته تُحترم، مما قد يجعله أكثر استعدادًا لمشاركة الألعاب الأخرى.
- توفير ألعاب كافية: تأكدي من وجود عدد كافٍ من الألعاب المُشابهة أو البدائل لتقليل الصراع.
- التحضير المسبق: قبل قدوم الأصدقاء، تحدثي مع طفلكِ حول الألعاب التي سيُشاركها، "عندما يأتي صديقك، يُمكنكما اللعب بهذه السيارات"
2) صعوبة الانتقال
قد يواجه الأطفال صعوبة كبيرة في التخلي عن لعبة عندما ينتهي دورهم، حتى لو علموا أن الدور سينتقل إلى طفل آخر، والاستجابة يجب أن تكون هكذا:
- التنبيه المُسبق: قبل انتهاء الدور، قدمي تنبيهًا مُسبقًا، "ستلعب بالقطار لمدة دقيقة أخرى، ثم سيكون دور أخوك".
- استخدام مؤقت مرئي: كما ذكرنا سابقًا، يُمكن لمنيه أو مؤقت أن يُساعد الطفل على فهم الوقت المتبقي للانتقال.
- تقديم بديل جذاب: عندما يحين وقت الانتقال، قدمي بديلًا جذابًا للطفل الذي يُسلم اللعبة، "شكرًا لك على مُشاركة القطار! الآن يُمكنك اللعب بالمكعبات بينما يلعب أخوك بالقطار".
3) الصراع بين الأشقاء حول الألعاب
تُعدّ النزاعات حول الألعاب شائعة جدًا بين الأشقاء، وقد تُصبح مصدرًا للتوتر في المنزل، والاستجابة يجب أن تكون هكذا:
- العدل في التوزيع: حاولي أن تُوزعي الألعاب بالتساوي أو بالعدل قدر الإمكان لتجنب شعور أي طفل بالظلم.
- تعليم التفاوض: بدلًا من التدخل الفوري، شجعي الأشقاء على محاولة حل المشكلة بأنفسهم أولًا؛ قولي لهم "ما الذي يُمكنكما فعله لكي تلعبا بهذه اللعبة معًا؟"
- التدخل عند الحاجة: إذا تصاعد الصراع، تدخلي بهدوء وقدمي حلولًا مقترحة مثل التناوب أو اللعب المشترك.
- تجنب المقارنات: لا تُقارني أطفالكِ ببعضهم البعض فيما يتعلق بالمشاركة، فكل طفل يُنمي هذه المهارة بوتيرته الخاصة.
4) الطفل الذي يأخذ الأشياء دون إذن
قد يُواجه بعض الأطفال صعوبة في انتظار دورهم أو طلب الإذن، ويُحاولون أخذ الألعاب من الآخرين بالقوة، والاستجابة يجب أن تكون هكذا:
- تعليم طلب الإذن: علمي طفلكِ كيفية طلب الإذن بأدب؛ "هل يُمكنني أن ألعب بلعبتك؟" أو "هل يُمكنني التناوب معك؟"
- التعليمات الواضحة: لا يُمكننا أخذ الألعاب من الآخرين! يجب أن نطلب الإذن أو ننتظر دورنا.
- المساعدة في حل المشكلة: إذا أخذ الطفل لعبة، اطلبي منه إعادتها واعرضي المُساعدة في التفاوض على التناوب.
5) الملل من اللعبة المُشاركة
قد يُشارك الطفل في البداية، لكنه يشعر بالملل من اللعبة أو يُريد الانتقال إلى شيء آخر قبل انتهاء دور الطفل الآخر، والاستجابة يجب أن تكون هكذا:
- التشجيع على اللعب المُشترك: إذا كان الطفلان يلعبان باللعبة نفسها، شجعيهم على اللعب التعاوني الذي يُحافظ على اهتمام الجميع.
- تقديم خيارات: "إذا كنتِ لا تُحبين اللعب بهذه اللعبة الآن، فهل يُمكنكِ اختيار لعبة أخرى بينما تستمر صديقتك في اللعب؟"
كيف أتعامل إذا رفض طفلي المشاركة؟

على الرغم من تطبيق أفضل الاستراتيجيات، ستأتي لحظات يُقاوم فيها الطفل المشاركة! ويُعدّ فهم متى وكيف يُمكن للوالدين التدخل، ومتى يُفضل ترك الأطفال ليحلوا مشاكلهم بأنفسهم، أمرًا حيويًا في الإجابة على سؤال "كيف أعلم طفلي المشاركة؟" بشكل فعال وواقعي.
1) فهم سبب الرفض
- الإرهاق أو الجوع: قد يكون الطفل مُتعبًا أو جائعًا، مما يجعله أقل قدرة على إدارة عواطفه أو أن يكون مُتعاونًا.
- القيمة العاطفية للعبة: قد تكون اللعبة ذات قيمة عاطفية كبيرة للطفل، مما يجعل مُشاركتها أمرًا صعبًا عليه.
- الشعور بالضغط: قد يشعر الطفل بالضغط للمشاركة، مما يجعله يُقاوم أكثر.
- النمو الطبيعي: تذكري أن الاحتفاظ بالممتلكات أمر طبيعي في مراحل معينة من النمو.
2) متى يُمكن للوالدين التدخل؟
- عندما تكون هناك مخاطر جسدية: إذا كان هناك خطر من إيذاء الأطفال لبعضهم البعض (العض، الضرب، الدفع)، يجب التدخل فورًا لوقف السلوك.
- عندما يكون هناك ضرر عاطفي: إذا كان أحد الأطفال يُعاني من ضيق عاطفي شديد (البكاء الشديد، الصراخ)، فقد يكون الوقت قد حان للتدخل لتهدئة الموقف.
- عندما لا يُمكن حل المشكلة: إذا حاول الأطفال حل المشكلة بأنفسهم ولم يتمكنوا من التوصل إلى حل وسط، يُمكن للوالدين التدخل لتقديم التوجيه.
- عندما لا يوجد تقدم في التعلم: إذا تكررت نفس المشكلة بشكل مُستمر دون أي علامة على التعلم أو التحسن، فقد يكون التدخل ضروريًا لتقديم استراتيجيات جديدة.
4) كيفية التدخل بذكاء وفعالية
- الهدوء والثبات: حافظي على هدوئكِ، فالأطفال يستجيبون بشكل أفضل للتوجيه الهادئ والثابت.
- التفهم والتعبير عن المشاعر: ابدئي بالاعتراف بمشاعر الطفل، "أرى أنكِ غاضبة لأن صديقتك أخذت لعبتك" أو "أعلم أنكِ تُحبين هذه اللعبة كثيرًا".
- تذكير بالقواعد: ذكري الطفل بالقواعد حول المشاركة أو التناوب.
- تقديم خيارات: "يُمكنكِ اللعب بها الآن لمدة خمس دقائق، ثم تُعطيها لصديقتك" أو "إذا لم تكوني مُستعدة لمشاركتها، فسأحتفظ بها أنا حتى يُمكنكِ مُشاركتها لاحقًا".
- المساعدة في التفاوض: "ما الذي يُمكنكما فعله لكي تلعبا باللعبة معًا؟"
- النتائج الطبيعية أو المنطقية: إذا استمر الطفل في رفض المشاركة، قد تُؤدي إلى نتيجة طبيعية أو منطقية، مثل سحب اللعبة لفترة قصيرة، "إذا لم نتمكن من المُشاركة في هذه اللعبة، فسأضعها بعيدًا لبعض الوقت"، واشرحي السبب بهدوء وبدون غضب.
- التركيز على السلوك، وليس على الطفل: بدلًا من القول "أنت أناني"، قولي "أخذ اللعبة من يد صديقك ليس تصرفًا لطيفًا".
5) متى يُفضل عدم التدخل بين الأطفال؟
- تطوير مهارات حل المشكلات: السماح للأطفال بحل مشاكلهم بأنفسهم يُعزز لديهم مهارات حل النزاعات والتفاوض.
- الاحتكاك بالواقع: يتعلم الأطفال من تجاربهم، وقد يُكتشفون بأنفسهم أنهم إذا لم يُشاركوا، فلن يرغب الآخرون في اللعب معهم.
- عندما يكون الصراع بسيطًا وغير ضار: إذا كان النزاع حول لعبة بسيطة ولا يُوجد خطر لإيذاء أحد، يُمكن للوالدين المراقبة وترك الأطفال يُحاولون حل المشكلة.
- التشجيع على التواصل: شجعي الأطفال على التحدث مع بعضهم البعض لحل المشكلة، "تحدثوا مع بعضكم البعض وحاولوا إيجاد حل!"