تُعدّ رحلة الحمل فترة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية للمرأة، لذلك فإن كل تغيير في جسمكِ يُمكن أن يُثير بداخلكِ تساؤلات حول إمكانية حدوث الحمل، ومن بين الأعراض الشائعة التي تُلاحظها العديد من النساء مبكرًا، وتُصبح مصدرًا للتساؤل المُلح، هي هل كثرة التبول عند النساء من علامات الحمل؟
هذا العرض، على الرغم من بساطته الظاهرية، قد يكون أحد المؤشرات الأولى التي تلفت انتباه المرأة إلى احتمال وجود حمل، ومع ذلك يجب أن تعلمي أن كثرة التبول وحدها لا تُعدّ دليلًا قاطعًا على حدوث الحمل بالفعل، حيث يُمكن أن تكون كثرة التبول بسبب عوامل أخرى مُتعددة.
قبل الغوص في العلاقة بين الحمل وكثرة التبول، من الضروري فهم ماهية "كثرة التبول" وما هو المُعدل الطبيعي للتبول لدى النساء، فما قد يُعتبر كثيرًا بالنسبة لامرأة قد لا يكون كذلك بالنسبة لأخرى.
بشكل عام، يُعتبر التبول ما بين 4 إلى 8 مرات في اليوم (خلال ساعات اليقظة) أمرًا طبيعيًا لمعظم البالغين الذين يشربون كميات كافية من السوائل، وكذلك التبول ليلًا مرة واحدة يُمكن أن يُعتبر طبيعيًا أيضًا، ولكن التبول الليلي المُتكرر قد يُشير إلى وجود مشكلة.
ليس بالضرورة؛ ففي حالة الحمل، قد تزداد عدد مرات التبول (أي التكرار)، بينما قد تكون كمية البول المُنتجة في كل مرة أقل من المُعتاد، والسبب هو أن الضغط على المثانة يُسبب الشعور بالحاجة إلى التبول حتى لو لم تمتلئ المثانة بالكامل.
تُعدّ كثرة التبول من الأعراض الشائعة جدًا في الحمل، وهي ليست مُجرد مُصادفة، بل هي نتيجة لتغيرات فسيولوجية مُعقدة تحدث في جسم المرأة لدعم نمو الجنين، وفهم هذه الأسباب يُجيب بشكل مُفصل على سؤال "هل كثرة التبول عند النساء من علامات الحمل أم لا؟" ويُوضح لماذا تُلاحظ النساء هذا العرض في مراحل مُختلفة من الحمل.
عندما تتساءل المرأة "هل كثرة التبول عند النساء من علامات الحمل أم لا؟"، من المهم ألا تعتمد على هذا العرض وحده كدليل قاطع، فكما ذكرنا، يُمكن أن تُسبب كثرة التبول عوامل صحية أخرى، ومع ذلك، عندما تُصاحب كثرة التبول أعراضًا أخرى مُحددة، تُصبح احتمالية الحمل أعلى بكثير، وهذه الأعراض المصاحبة مثل:
تُؤدي التغيرات الهرمونية السريعة في بداية الحمل إلى تقلبات مزاجية حادة، حيث قد تشعر المرأة بالسعادة تارةً وبالغضب أو الحزن تارةً أخرى!
قد تُعاني بعض النساء من الانتفاخ في منطقة البطن، بشكل مُشابه لمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، ولكنها قد تكون أكثر شدة أو استمرارية.
تُصبح بعض النساء أكثر حساسية لبعض الروائح، وقد يُصبح مذاق بعض الأطعمة غير مُستساغ، أو قد يُعانين من طعم معدني في الفم.
تُلاحظ بعض النساء زيادة في الإفرازات المهبلية الشفافة أو اللبنية، وذلك نتيجةً لزيادة تدفق الدم إلى المهبل وتأثير الهرمونات.
يجب التأكيد على أن الإجابة على "هل كثرة التبول عند النساء من علامات الحمل أم لا؟" ليست دائمًا "نعم"؛ فهناك العديد من الحالات والأسباب الأخرى التي يُمكن أن تُؤدي إلى كثرة التبول لدى النساء، وبعضها قد يتطلب رعاية طبية، ومعرفة هذه الأسباب يُساعد على التمييز بين كثرة التبول الناتجة عن الحمل وتلك الناتجة عن مشكلات أخرى، مثل:
تُعدّ التهابات المسالك البولية من الأسباب الرئيسية لزيادة التبول لدى النساء غير الحوامل، وبالإضافة إلى كثرة التبول، قد تُصاحب التهابات المسالك البولية أعراض أخرى مثل:
إذا رافقت كثرة التبول أيٍ من هذه الأعراض، فيجب استشارة الطبيبة فورًا، حيث تتطلب التهابات المسالك البولية علاجًا بالمضادات الحيوية، ويُعدّ هذا العلاج مُهمًا جدًا، لأن التهابات المسالك البولية غير المُعالجة يُمكن أن تُؤدي إلى مُضاعفات خطيرة.
تُعدّ كثرة التبول والعطش الشديد من الأعراض الكلاسيكية لداء السكري، فعندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة جدًا، تُحاول الكلى التخلص من السكر الزائد عن طريق إخراجه مع البول، مما يُؤدي إلى زيادة إنتاج البول وبالتالي كثرة التبول.
قد تُصاحبها أعراض مثل العطش الشديد، فقدان الوزن غير المُبرر، الجوع المُتزايد، التعب، وتغيرات في الرؤية، إذا كانت كثرة التبول شديدة وتُصاحبها هذه الأعراض، فيجب إجراء فحص السكري.
بعض الأدوية، مثل تلك المُستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو احتباس السوائل، تُصنف على أنها مُدرات للبول وتُزيد من إخراج البول بشكل كبير.
هي حالة تُصاب فيها المثانة، حتى وهي فارغة نسبيًا، حيث يكون هناك شعورًا بالحاجة المُلحة والمُفاجئة للتبول، مع أو بدون سلس البول، قد تكون الأسباب غير معروفة، أو مُرتبطة بمشكلات عصبية، أو ضعف عضلات قاع الحوض.
يُمكن أن تُسبب الالتهابات في المهبل أو عنق الرحم تهيجًا في المثانة أو الإحليل، مما يُؤدي إلى الشعور بالحاجة المُتكررة للتبول.
يُمكن أن تُسبب حصوات الكلى أو المثانة تهيجًا في المثانة أو انسدادًا جزئيًا للمسالك البولية، مما يُؤدي إلى كثرة التبول والألم.
إذا كانت الأورام الليفية كبيرة وتنمو بالقرب من المثانة، فيُمكن أن تُسبب ضغطًا عليها، مما يُؤدي إلى كثرة التبول.
يُمكن أن يُؤثر القلق والتوتر على الجهاز البولي، مما يُسبب زيادة في التبول، خاصةً في الأوقات التي تكون فيها المرأة مُتوترة أو مُعرضة لضغط نفسي.
على الرغم من أن كثرة التبول عند النساء طبيعية وشائعة أحيانًا، إلا أن هناك بعض العلامات الحمراء التي تستدعي استشارة الطبيب على الفور، حتى لو كنتِ حاملًا، وهذه العلامات قد تُشير إلى مُضاعفات أو مشكلات صحية أخرى تتطلب تدخلًا طبيًا، مثل:
هذا هو العرض الأكثر أهمية الذي يُشير إلى احتمال وجود التهاب في المسالك البولية (UTI)، تُعدّ النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية بسبب التغيرات الهرمونية والضغط على المثانة.
التهابات المسالك البولية غير المُعالجة أثناء الحمل يُمكن أن تُؤدي إلى مُضاعفات خطيرة، مثل التهاب الكلى، الولادة المبكرة، أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، لذلك يجب علاجها على الفور.
تُشير الحمى والقشعريرة، خاصةً إذا كانت مُصاحبة لألم في الظهر أو الجنبين (منطقة الكلى)، إلى احتمال وجود التهاب في الكلى، وهو شكل أكثر خطورة من التهاب المسالك البولية، وتتطلب هذه الحالة رعاية طبية طارئة.
هذه التغيرات في مظهر البول أو رائحته تُشير بقوة إلى وجود عدوى أو مشكلة أخرى في الجهاز البولي تستدعي الفحص.
بينما يُمكن أن تُسبب التقلصات الخفيفة في الحمل بعض الانزعاج، فإن الألم المُستمر أو الشديد في أسفل البطن أو الظهر، خاصةً إذا كان مُصاحبًا لكثرة التبول أو أعراض أخرى، قد يُشير إلى التهاب في المسالك البولية، أو تقلصات مُبكرة، أو مشكلة أخرى.
إذا كنتِ تُعانين من كثرة التبول المُصاحبة لعطش شديد لا يرتوي حتى مع شرب الماء، فقد يُشير ذلك إلى سكري الحمل، وهي حالة تُصيب بعض النساء أثناء الحمل، وفي هذه الحالة يجب فحص مستويات السكر في الدم.
بينما قد تُعاني بعض النساء من تسرب البول الخفيف عند السعال أو العطس (سلس البول الإجهادي) بسبب ضعف عضلات قاع الحوض، فإن التسرب المُتكرر وغير المُتحكم فيه، أو الشعور بعدم القدرة على الوصول إلى الحمام في الوقت المُناسب، يُمكن أن يُشير إلى مشكلة في المثانة أو عضلات قاع الحوض، وتستدعي استشارة الطبيبة.
إذا كنتِ تشعرين بالحاجة للتبول ولكن لا تستطيعين التبول، أو تشعرين بصعوبة بالغة في إفراغ المثانة، فهذه تعدّ حالة طارئة وتستدعي رعاية طبية فورية، حيث قد تُشير إلى انسداد في المسالك البولية.
أي أعراض أخرى غير مُعتادة أو مُقلقة، مثل الدوخة الشديدة، أو النزيف المهبلي غير الطبيعي، أو الصداع الشديد، يجب أن تُؤخذ على محمل الجد وتستدعي استشارة الطبيبة.
على الرغم من أن كثرة التبول عند النساء من علامات الحمل التي لا يُمكن تجنب حدوثها تمامًا، إلا أن هذه النصائح يُمكن أن تُساعد في تخفيف الانزعاج وتُمكن المرأة من التعامل مع هذا العرض بشكل أكثر راحة خلال فترة الحمل بإذن الله، لكن الأهم هو الاستماع إلى الجسم، والبقاء على ترطيب كافٍ له، واستشارة الطبيبة في حال وجود أي أعراض مُقلقة.
هل ألم التبويض يدل على التبويض الجيد؟
هل الشعور بالألم خلال فترة التبويض مؤشرًا على حدوث عملية الإباضة بشكل طبيعي وصحي، أي ما إذا كان هل ألم التبويض يدل على التبويض الجيد؟
ما سبب حرقان المهبل أثناء العلاقة الزوجية؟ وهل يمنع الحمل
للأسف بالنسبة لبعض السيدات -خاصةً المتزوجات حديثًا- قد يكون الجنس تجربة مؤلمة! وغالبًا ما يكون ذلك بـ سبب حرقان المهبل أثناء العلاقة الزوجية
ما الفرق بين حبوب الدورة وحبوب الحمل في الوجه؟
ومن بين العلامات التي تلاحظها العديد من النساء هي ظهور حبوب في الوجه، مما يثير لديهن تساؤلات حول الفرق بين حبوب الدورة وحبوب الحمل في الوجه.