أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة

يُعدّ انتظار موعد الدورة الشهرية أمرًا بالغ الأهمية لكل امرأة تسعى للحمل، ولكنه في الوقت نفسه يُمكن أن يكون مليئًا بالترقب والشغف لمعرفة ما إذا كانت قد بدأت رحلة الأمومة بالفعل أم لا! 

خلال هذه الفترة، تبدأ المرأة في ملاحظة أي تغيرات جسدية أو نفسية قد تكون دليلًا على حدوث الحمل، وعلى الرغم من أن تأخر الدورة الشهرية هو العلامة الأكثر وضوحًا إلا أن هناك العديد من الأعراض المبكرة التي يُمكن أن تُشير إلى حدوث الحمل قبل هذا الموعد. 

يهدف هذا المقال الشامل إلى تسليط الضوء على هذه التغيرات، وتقديم دليل مُفصل لكل امرأة ترغب في فهم جسدها في هذه الفترة بشكل أفضل.

اليوم ملكتي سنستكشف معًا هل هناك أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة أم لا، ونشرح الأسباب الكامنة وراء كل عرض من هذه الأعراض، مُستندين إلى التغيرات الهرمونية والفسيولوجية التي تبدأ فور انغراس البويضة المُخصبة؛ ففهم هذه الأعراض ليس فقط لإشباع الفضول، بل هو خطوة نحو رعاية صحية أفضل للحمل في مراحله الأولى.

هل هناك أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة؟

1. تغيرات الثديين

من أكثر أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة هي التغيرات التي تطرأ على الثدي، حيث يُمكن أن تُلاحظ المرأة أن ثدييها أصبحا أكثر حساسية للمس، وقد تشعر بتورم أو ألم خفيف يُشبه الألم الذي يسبق الدورة الشهرية، ولكن في حالة الحمل، تكون هذه الأعراض أكثر حدة وتستمر لفترة أطول.

الأسباب

1. ارتفاع هرموني الإستروجين والبروجسترون: هذه الهرمونات هي المسؤولة عن تحضير الثديين لإنتاج الحليب في المستقبل، ويعمل الإستروجين على زيادة حجم قنوات الحليب، بينما يُحفز البروجسترون الغدد اللبنية.
2. زيادة تدفق الدم: تُؤدي زيادة تدفق الدم إلى منطقة الثدي إلى الشعور بالثقل والامتلاء.

مع مرور الوقت، قد تُلاحظ المرأة أيضًا أن الهالة (الدائرة المُحيطة بالحلمة) تُصبح أغمق في اللون وأكبر حجمًا وتظهر عليها نتوءات صغيرة تُعرف باسم "غدد مونتغمري"، وهي غدد دهنية تُساعد على ترطيب الحلمة، هذه التغيرات هي إحدى أبرز أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، لأنها نادرًا ما تحدث لأسباب أخرى.

2. نزيف الانغراس

يُمكن أن يُسبب نزيف الانغراس بعض الالتباس لدى المرأة، حيث قد تعتقد أنه بداية الدورة الشهرية، ويحدث هذا النزيف عندما تنغرس البويضة المُخصبة في بطانة الرحم، وعادةً ما يكون خفيفًا ويستمر لبضعة أيام، يُعتبر هذا النزيف من الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، ويُمكن تمييزه عن الدورة الشهرية بعدة علامات، مثل:

الاختلافات بين نزيف الانغراس والدورة الشهرية:

1. اللون: نزيف الانغراس عادةً ما يكون ورديًا فاتحًا أو بنيًا، بينما نزيف الدورة الشهرية يكون أحمر داكنًا.
2. الكمية: يكون نزيف الانغراس خفيفًا جدًا، وهو عبارة عن "تبقيع" (spotting) أو بضع قطرات من الدم، ولا يكفي لملء فوطة صحية.
3. المدة: لا يستمر نزيف الانغراس لأكثر من يوم أو يومين، بينما تستمر الدورة الشهرية لعدة أيام.
4. الأعراض المُرافقة: نزيف الانغراس قد يكون مُصاحبًا لتقلصات خفيفة، بينما الدورة الشهرية غالبًا ما تُصاحبها آلام وتشنجات أكثر شدة.

لا يحدث نزيف الانغراس لدى كل السيدات، ولكنه في حالة حدوثه، يُعتبر من أهم أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة بشكل شبه مؤكد.

3. التعب والإرهاق المُفرط

الشعور بالتعب المُفرط، حتى بعد النوم لساعات كافية، هو من أكثر الأعراض شيوعًا في بداية الحمل، حيث يُمكن أن تُلاحظ المرأة هذا التعب في وقت مُبكر جدًا حتى قبل أن تعرف بوجود الحمل.

الأسباب

1. ارتفاع هرمون البروجسترون: يُؤدي الارتفاع الهائل في مستوى هرمون البروجسترون، وهو هرمون أساسي للحفاظ على الحمل، إلى الشعور بالنعاس والإرهاق.
2. تكوين المشيمة: يُعتبر تكوين المشيمة، وهي نظام الدعم الحيوي للجنين، عملية مُستهلِكة للطاقة بشكل كبير، مما يُساهم في الشعور بالتعب.
3. زيادة تدفق الدم: يزداد حجم الدم في الجسم لدعم الحمل، وهذا يُمكن أن يُسبب إرهاقًا أيضًا.

إذا كنتِ تُعانين من تعب مُفاجئ وشديد، يُمكن أن تكون هذه إحدى أعراض وجود حمل قبل موعد الدورة، وفي هذه الحالة من المهم الاستماع إلى جسدكِ وأخذ قسط من الراحة عند الحاجة.

4. كثرة التبول

يُعدّ التبول المُتكرر من الأعراض المبكرة للحمل، وقد يُلاحظ قبل تأخر الدورة الشهرية، فجأة، تجدين نفسكِ تذهبين إلى الحمام أكثر من المعتاد، خاصةً في الليل.

الأسباب

1. زيادة حجم الدم: يزداد حجم الدم في جسم المرأة الحامل بنسبة تصل إلى 50%، مما يزيد من كمية السوائل التي تُعالجها الكليتان.
2. ارتفاع هرمون الحمل: يُحفز هرمون الحمل (HCG) تدفق الدم إلى منطقة الحوض، مما يُسبب ضغطًا إضافيًا على المثانة.

على الرغم من أن التبول المُتكرر يُمكن أن يكون علامة على التهاب المسالك البولية، إلا أنه في حالة عدم وجود أعراض أخرى للالتهاب (مثل الألم أو الحرقة)، يُمكن اعتباره من أعراض وجود حمل قبل موعد الدورة.

5. التقلبات المزاجية

يُمكن أن تُلاحظ المرأة في بداية الحمل أنها تُصبح أكثر عاطفية وحساسية من المعتاد، وقد تُعاني من تقلبات مزاجية سريعة، فبينما تكون سعيدة في لحظة، قد تشعر بالحزن أو الغضب في اللحظة التالية.

الأسباب

1. التغيرات الهرمونية: الارتفاع السريع في مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون يُؤثر بشكل مباشر على الناقلات العصبية التي تُنظم الحالة المزاجية في الدماغ.
2. التعب والإرهاق: يُمكن أن يُساهم الإرهاق الجسدي في الشعور بالتوتر والتقلبات المزاجية.

التقلبات المزاجية شائعة جدًا في فترة ما قبل الدورة الشهرية، ولكن في حالة الحمل، قد تكون أكثر حدة، وهذا يُمكن أن يكون من أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة.

6. الغثيان والقيء 

على الرغم من أنه يُعرف باسم "غثيان الصباح"، إلا أن الغثيان يُمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم أو الليل، وهو من الأعراض الشائعة جدًا في بداية الحمل، فقد تبدأ المرأة بالشعور بالغثيان في وقت مُبكر جدًا، أحيانًا بعد أسبوعين فقط من الحمل.

الأسباب

1. ارتفاع هرمون الحمل: يُعتقد أن هرمون الحمل (HCG) هو السبب الرئيسي وراء الغثيان، حيث أن مستوياته المرتفعة قد تُؤثر على مركز القيء في الدماغ.
2. حساسية الروائح: قد تُصبح المرأة أكثر حساسية للروائح، وهذا يُمكن أن يُسبب الغثيان.

إذا كان الغثيان شديدًا جدًا ويُصاحبه قيء مُفرط فلا يُمكن للمرأة أن تُبقي أي طعام في معدتها، فقد تكون مُصابة بحالة تُسمى "فرط القيء الحملي"، وهي حالة تتطلب رعاية طبية، لكن الغثيان المعتدل هو من أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، ولكن يجب الانتباه إلى شدته.

7. الرغبة الشديدة في الأطعمة أو النفور منها

يُمكن أن تُلاحظ المرأة في بداية الحمل تغيرات كبيرة في شهيتها، فقد تشعر برغبة مُفاجئة في تناول أطعمة لم تُحبها من قبل، أو قد تُصبح حساسة لروائح وأذواق معينة وتُشعرها بالغثيان.

الأسباب

1. التغيرات الهرمونية: تُؤثر الهرمونات على حاسة التذوق والشم، مما يُمكن أن يُغير تفضيلات المرأة الغذائية.
2. حاجة الجسم: يُعتقد أن الجسم قد يُشير إلى نقص معين في الفيتامينات أو المعادن من خلال الرغبة في أطعمة مُحددة.

هذه التغيرات هي من أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، وتُعتبر علامة على أن الجسم يُجهز نفسه لمتطلبات الحمل الجديدة.

8. الإفرازات المهبلية

تُعد الإفرازات المهبلية من العلامات المبكرة للحمل، فقد تُلاحظ المرأة زيادة في كمية الإفرازات، والتي تُصبح رقيقة وشفافة أو بيضاء حليبية اللون.

الأسباب

1. ارتفاع الإستروجين: تُؤدي زيادة هرمون الإستروجين إلى زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض، مما يُحفز الغدد في عنق الرحم على إنتاج المزيد من مخاط عنق الرحم.
2. حماية الرحم: تُساعد هذه الإفرازات على حماية عنق الرحم من العدوى، وتُشكل في النهاية السدادة المخاطية.

إن زيادة الإفرازات المهبلية مع عدم وجود حكة أو رائحة كريهة يُمكن أن تكون من أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة بشكل كبير.

9. الصداع وآلام الظهر

تُعاني العديد من النساء من الصداع وآلام الظهر في بداية الحمل، وقد تكون هذه الأعراض مُتعبة ومُزعجة.

الأسباب

1. التغيرات الهرمونية: يُعتقد أن الارتفاع في مستويات الهرمونات، خاصةً البروجسترون، يُمكن أن يُسبب الصداع.
2. تغيرات في تدفق الدم: يُمكن أن تُؤدي زيادة حجم الدم إلى تغيرات في ضغط الدم، مما يُسبب الصداع.
3. تغيرات في الجسم: يبدأ الجسم في الاستعداد لزيادة الوزن وتغير وضعية الجسم، وهذا يُمكن أن يُسبب آلامًا في الظهر.

على الرغم من أن الصداع وآلام الظهر قد تحدث لأسباب أخرى، إلا أنها عندما تكون مُصاحبة لأعراض الحمل الأخرى، تُصبح من أعراض وجود حمل قبل موعد الدورة.

10. الانتفاخ والغازات

يُمكن أن تُلاحظ المرأة في بداية الحمل شعورًا بالانتفاخ والغازات، مما يجعلها تشعر بامتلاء في البطن.

الأسباب

1. هرمون البروجسترون: يُؤدي ارتفاع هرمون البروجسترون إلى إرخاء العضلات الملساء في الجسم، بما في ذلك عضلات الجهاز الهضمي.
2. تباطؤ الهضم: يُؤدي تباطؤ حركة الأمعاء إلى تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ.

هذا الشعور بالانتفاخ يُشبه كثيرًا الشعور الذي تُعاني منه المرأة قبل الدورة الشهرية، ولكنه في حالة الحمل قد يستمر لفترة أطول، إن هذا الشعور هو من أعراض وجود حمل قبل موعد الدورة ولكنه ليس دليلًا قاطعًا بمفرده.

11. الحساسية لبعض الروائح

تُصبح حاسة الشم لدى المرأة الحامل أكثر حدة، وقد تُصبح الروائح التي كانت عادية من قبل، مثل رائحة القهوة أو بعض الأطعمة، مُزعجة أو حتى مُثيرة للغثيان.

الأسباب

1. ارتفاع هرمون الإستروجين: يُعتقد أن هرمون الإستروجين هو المسؤول عن زيادة حساسية حاسة الشم.
2. رد فعل وقائي: يُمكن أن يكون هذا التغير في حاسة الشم آلية وقائية من الجسم لتجنب تناول الأطعمة الضارة خلال فترة الحمل.

هذه الحساسية المُفرطة للروائح هي من أكثر الأعراض التي تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، خاصةً إذا كانت تُؤدي إلى الغثيان.

12. ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية

إذا كنتِ تُتابعين درجة حرارة جسمكِ الأساسية (Basal Body Temperature) يوميًا فقد تُلاحظين ارتفاعًا طفيفًا فيها يستمر لأكثر من 18 يومًا بعد الإباضة، يُمكن أن يكون هذا الارتفاع علامة قوية جدًا على وجود حمل.

الأسباب

1. هرمون البروجسترون: يُعزز هرمون البروجسترون من درجة حرارة الجسم، ويبقى مُرتفعًا طوال فترة الحمل.

إذا كنتِ مُهتمة بمتابعة هذه العلامة، فمن المهم أن تستخدمي مقياس حرارة خاص وأن تقيسي درجة الحرارة في نفس الوقت كل صباح قبل النهوض من السرير، إن استمرار ارتفاع درجة الحرارة يُمكن أن يكون من أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة، ولكنه يتطلب متابعة دقيقة.

متى يجب عليكِ إجراء اختبار الحمل؟

إن كل واحدة من هذه الأعراض هي إشارة مُحتملة للحمل، ولكن لا يُمكن الاعتماد على أي منها بمفردها كدليل قاطع، فكثير من هذه الأعراض يُمكن أن تكون مُتشابهة مع أعراض ما قبل الدورة الشهرية أو غيرها من الحالات الصحية، أي أن أي أعراض تؤكد وجود حمل قبل موعد الدورة تكتسب قوتها عندما تظهر مُجتمعةً وليست عرض أو عرضين فقط.

إذا كنتِ تُعانين من مجموعة من هذه الأعراض، خاصةً إذا كان لديكِ شك قوي في حدوث الحمل، فمن الأفضل أن تنتظري موعد الدورة الشهرية المُتوقع. وإذا تأخرت الدورة، فإن اختبار الحمل المنزلي هو أفضل طريقة للتأكد، معظم الاختبارات المنزلية تُعطي نتائج دقيقة جدًا في اليوم الأول من غياب الدورة الشهرية.

إذا حصلتِ على نتيجة إيجابية، فمن الضروري أن تتواصلي مع طبيبتكِ لتحديد موعد للفحص الأول، وتلقي المشورة الطبية المُناسبة، هذه مجرد البداية، والرحلة الحقيقية تبدأ بعد التأكد من وجود الحمل، لذلك اعلمي أن هذه التغيرات هي مؤشر على بداية فصل جديد ومُثير في حياتكِ بإذن الله!