لا شك أننا لاحظنا جميعًا كم ارتفعت عدد الولادات القيصرية بشكلٍ مطّرد مقارنة بـ الولادة الطبيعية خلال السنوات العشرين الماضية، ورغم أن عمليات قيصريه تكون ضرورية أحيانًا لإنقاذ الأرواح، فإن العديد من النساء الحوامل يخترن تحديد موعد لإجرائها دون أسباب طبية حقيقية؛ لذا قررنا اليوم طرح ذلك السؤال المهم : طفل الولادة الطبيعية أم القيصرية أيهما أفضل صحة ؟ فتابعي القراءة لتعرفي !
لا شك أن الولادة القيصرية قد تمنع حدوث إصابات أو حتى وفيات لدى النساء ذوات الحمل عالي الخطورة وأطفالهن، لكنها أيضًا ترتبط بزيادة خطر حدوث مضاعفات مثل تجلط الدم والالتهابات؛ لذا لا تضعي نفسك أو طفلك في موقف خطر وغير ضروري باختيار الولادة القيصرية دون حاجة طبية حقيقية.
قد تكون عملية المخاض والولادة الطبيعية مرهقة جسديًا للأم، إلا أن الولادة القيصرية تأتي أيضًا مع مجموعة من المخاطر، حيث تتضمن هذه المخاطر مشكلات التخدير، وفقدان الدم، والعدوى، وفترة التعافي الأطول، إضافةً إلى احتمال أكبر للإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة .
أما بالنسبة للطفل، فهناك أيضًا مخاطر محتملة عند ولادته قيصريًا، حيث يمر الطفل خلال الولادة الطبيعية بعملية تُهيّئ رئتيه المليئتين بالسوائل داخل الرحم للتنفس بالأوكسجين بعد الولادة، في حين أن الأطفال المولودين قيصريًا لا يمرون بهذه العملية، مما قد يسبب لهم مشاكل تنفسية بسبب بقاء كمية إضافية من السوائل في الرئتين عند الولادة.
كما يحصل الأطفال المولودون طبيعيًا على جرعة من البكتيريا المفيدة أثناء مرورهم عبر قناة الولادة، ما قد يعزز جهازهم المناعي ويحمي أمعاءهم !
أظهرت أكبر دراسة في هذا المجال أن الأطفال المولودين بعملية قيصرية يملكون بكتيريا أمعاء مختلفة تمامًا عن أولئك المولودين طبيعيًا.
ويقول العلماء البريطانيون إن هذه اللقاءات المبكرة مع الميكروبات قد تعمل كـ"منظم حرارة" لجهاز المناعة، وربما تفسّر لماذا يكون الأطفال المولودون قيصريًا أكثر عرضة لبعض المشاكل الصحية لاحقًا في حياتهم.
ومع ذلك، شدد الباحثون على أنه لا ينبغي للأمهات مسح أطفالهن بسوائل المهبل، وهي الممارسة المعروفة باسم "التلقيح المهبلي".
تُظهر الأبحاث أن أجسادنا ليست بشرية بالكامل؛ إذ نحن في الواقع نظام بيئي يتكوّن نصف خلايانا تقريبًا من كائنات دقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات، وتعيش معظمها في أمعائنا ويُطلق عليها مجتمعة اسم "الميكروبيوم".
يرتبط الميكروبيوم بعدد كبير من الأمراض مثل الحساسية والسمنة وأمراض الأمعاء الالتهابية ومرض باركنسون، بل وحتى تأثير فعالية أدوية السرطان والاكتئاب والتوحّد.
في الدراسة التي أجراها معهد "ويلكوم سانغر" بالتعاون مع جامعة كلية لندن وجامعة برمنغهام، تم تحليل كيفية تشكّل الميكروبيوم عند انتقال الطفل من رحم أمه المعقم إلى عالم مليء بالميكروبات.
أُخذت عينات منتظمة من حفاضات نحو 600 طفل خلال الشهر الأول من حياتهم، وقدمت بعض العائلات عينات برازية حتى بلوغ الطفل عامه الأول.
وأظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة "نيتشر"، أن الأطفال المولودين طبيعيًا حصلوا على معظم بكتيرياهم المبكرة من أمهاتهم، بينما امتلك الأطفال المولودون قيصريًا مستويات مرتفعة من بكتيريا المستشفيات مثل "كلبسيلا" و"سيدوموناس".
ما فاجأ الأطباء وأخافهم هو كمية بكتيريا المستشفيات التي ظهرت في أجسام هؤلاء الأطفال، فقد تصل إلى 30% من الميكروبيوم الكلي لديهم.
أكثر من نصف خلايا جسم الإنسان يتكوّن من بكتيريا وفيروسات وفطريات وكائنات دقيقة أخرى، حيث يحتوي الجينوم البشري على نحو 20 ألف جين، بينما يحتوي الميكروبيوم على ما بين مليوني وعشرين مليون جين ميكروبي؛ لذلك يُطلق على الميكروبيوم اسم "الجينوم الثاني" للإنسان.
تُظهر الأبحاث أن الأطفال المولودين قيصريًا أكثر عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات مثل السكري من النوع الأول والحساسية والربو، ويرتبط ذلك بخلل في جهاز المناعة.
لكن مع مرور الوقت، تقل الفروقات بين الأطفال المولودين طبيعيًا والذين وُلدوا قيصريًا لتتلاشى تقريبًا عند بلوغهم عامهم الأول.
ويشير الباحثون إلى أن لحظة الولادة قد تكون بمثابة نقطة ضبط لجهاز المناعة، تُهيّئه للحياة المستقبلية.
طريقة الولادة ليست العامل الوحيد المؤثر على الميكروبيوم، فالمضادات الحيوية وطريقة تغذية الطفل ( الرضاعة الطبيعية أو الصناعية) تؤثر أيضًا على علاقة الإنسان المبكرة مع عالم الميكروبات.
وقد أدت دراسات سابقة إلى ظهور توجه يُعرف باسم "التلقيح المهبلي"، حيث تقوم بعض الأمهات بمسح وجوه وأفواه أطفالهن بسائل مهبلي بعد الولادة القيصرية.
إلا أن الدراسة أوضحت أن حتى الأطفال المولودين طبيعيًا لا يحصلون على بكتيريا مهبلية أكثر من أولئك المولودين قيصريًا، وأن معظم البكتيريا تنتقل من براز الأم أثناء المخاض، وليس من المهبل.
وحذّر الباحثون من أن التلقيح المهبلي قد يعرّض الأطفال لخطر العدوى ببكتيريا "المجموعة ب العقدية" الخطيرة.
وفي المستقبل، قد يصبح من الممكن تزويد الأطفال المولودين قيصريًا بمزيج من البكتيريا المفيدة عند الولادة لضمان تكوين علاقة صحية مع الميكروبات منذ البداية.
تقول الدكتورة أليسون رايت، نائبة رئيس الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد في بريطانيا، إن هذه النتائج ثورية، لكنها لا ينبغي أن تثني النساء عن إجراء الولادة القيصرية عند الحاجة.
وتضيف: "في كثير من الحالات، تكون الولادة القيصرية إجراءً منقذًا للحياة، وقد تكون الخيار الصحيح للأم وطفلها، ولا يزال الدور الدقيق للميكروبيوم في صحة المولود والعوامل التي تؤثر عليه غير واضح تمامًا، لذلك لا ينبغي أن تدفع هذه الدراسة النساء إلى تجنب الولادة القيصرية".
من أبرز فوائد الولادة الطبيعية ما يلي:
إذا كنتِ قد خضعتِ سابقًا لولادة قيصرية وحملتِ مرة أخرى، فهناك سؤال سيظهر عاجلًا أم آجلًا: هل يجب أن تخططي لإجراء ولادة قيصرية أخرى، أم تحاولي الولادة الطبيعية (المهبلية) هذه المرة؟
إنه قرار معقد يحتاج إلى النظر في عوامل كثيرة، فكل خيار له مخاطره وفوائده التي يجب تقييمها بعناية.
الولادة القيصرية تُعدّ جراحة كبرى، وتزداد خطورتها مع كل مرة تكررينها، لكن في الولادة الطبيعية بعد القيصرية ( VBAC )، يوجد خطر نادر ولكنه خطير، وهو احتمال تمزق ندبة العملية القيصرية السابقة في الرحم، وهي حالة مهددة للحياة.
ومع ذلك، يظل هذا القرار قرارًا شخصيًا للغاية، ينبغي اتخاذه بالشراكة مع طبيب النساء والولادة بناءً على تاريخكِ الصحي واحتياجاتك الخاصة.
وفيما يلي أهم الأسئلة التي يأخذها الأطباء في الاعتبار عند تحديد ما إذا كنتِ مرشحة لتجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية ..
أثناء الولادة القيصرية، يقطع الطبيب الجلد والعضلات وجدار الرحم، ويمكن أن تُجرى هذه الشقوق بطرق مختلفة:
نوع الشق في الرحم هو ما يحدد بدرجة كبيرة سلامة الولادات المستقبلية.
في الوقت الحالي، معظم الولادات القيصرية تُجرى بشق أفقي منخفض في الجزء السفلي والأضعف من الرحم، وهذا النوع يحمل أقل احتمال لحدوث تمزق في الرحم، ما يجعل تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية خيارًا آمنًا نسبيًا.
أما إذا كان الشق عموديًا، فهو يقع في الجزء الذي ينقبض أثناء الولادة، وبالتالي يكون خطر التمزق أعلى.
تُجرى الولادات القيصرية لأسباب مختلفة، بعضها عارض وبعضها يمكن أن يتكرر في الولادات اللاحقة؛ فتاريخ ولادتك السابقة يمكن أن يساعد الطبيب على معرفة الخيار الأفضل في المرة التالية.
على سبيل المثال :
بعض الحالات الصحية تقلل من احتمالية نجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية، مثل :
في مثل هذه الحالات، قد يكون من الأفضل اختيار ولادة قيصرية مكررة.
في نهاية المطاف، يجب أن يكون القرار بين الولادة الطبيعية والقيصرية مبنيًا على هدف واحد، وهو ولادة طفل سليم، ففي بعض الأحيان قد تقتضي الحالة الطبية أن لا تنتهي الولادة طبيعيًا حفاظًا على حياة الأم أو الطفل، لكن اختيار القيصرية لأسباب غير طبية قد لا يكون في مصلحة أي منهما.
ولأنّكِ تستحقين دائمًا الأفضل ملكتي، أعددنا لكِ مجموعة واسعة من المقالات حول الحمل والولادة مثل: أعراض الحمل المبكرة، التغذية الصحية للحامل، والعناية بعد الولادة، لتجدي كل ما تحتاجينه من معلومات موثوقة ونصائح حقيقية تهم كل أم مستقبلية.
زوري الآن الصفحة الرئيسية لـ موقع الملكة ، واكتشفي عالمكِ الكامل من نصائح الحمل والولادة وكل ما يجعل رحلتكِ أجمل وأسهل.
فحص هام إذا تجاهله الطبيب سيعرضك للإجهاض أو الولادة المبكرة
لذا إذا كنتِ قلقة بشأن طول عنق الرحم أثناء الحمل، أو كان هذا أول حمل لكِ فتحدثي إلى الطبيب ليجري الفحوصات اللازمة حتى لا تتعرضي لخطر الاجهاض أو الولادة المبكرة.
أفضل تمارين للحامل في الشهر التاسع تمارين للولادة
استعدي بدليل متكامل عن أهم تمارين للحامل في الشهر التاسع تمارين للولادة ، تعرفي على تمارين بسيطة وفعّالة تزيد مرونة جسمكِ وتساعد على الولادة الطبيعية
لتسهيل الولادة وفتح الرحم بسرعة .. هل اجرب الولادة في الماء
اكتشفي كل ما تحتاجين معرفته عن الولادة في الماء لتسهيل الولادة وفتح الرحم بسرعة، فوائدها، مخاطرها، احتياطاتها، دليلك الشامل لتجربة ولادة طبيعية وآمنة.