اكتشفي حقيقة عفن الفوط الصحية هل هو مجرد ترند أم خطر حقيقي

اكتشفي حقيقة عفن الفوط الصحية هل هو مجرد ترند أم خطر حقيقي

قد تصادفين على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر فوطًا صحية جديدة تحمل بقعًا داكنة، ويُعلَن أنها «عفن مخفي» داخل الفوطة.

وتُطرح أسئلة كثيرة: هل هذه الحقيقة؟ هل هذا خطر حقيقي؟ هل يجب أن أُغيّر نوع الفوطة؟

 

عفن الفوط الصحية… مجرد ترند أم خطر حقيقي؟

في هذا المقال، سنفحص  معًا حقيقة عفن الفوط الصحية، هل هو مجرد ترند أم خطر حقيقي؟ ما الذي كشفته المصادر الطبية؟ ما الذي نعرفه وما لا نعرفه؟، وكيف تتعاملين كامرأة ذكية مع هذه القضية.

 

أولاً: ما القصة التي انتشرت؟

بدأت القصة بمقطع فيديو بسيط على منصة TikTok، نشرته امرأة تُظهر فيه فوطة صحية جديدة تمامًا، تمسكها أمام ضوء قوي، لتبدو داخلها نقاط وخطوط داكنة تشبه ما يُعرف بالعفن.

بسرعة البرق، انتشر المقطع بين النساء في أنحاء العالم، خصوصًا بعد أن أرفقته صاحبته بتعليق مثير للقلق:

 «هل نستخدم هذه الفوط دون أن نعلم ما بداخلها؟ هذا عفن حقيقي!».

وفي غضون أيام، تكررت التجارب، إذ بدأت نساء أخريات في تصوير فوط من ماركات مختلفة تحت الضوء، ليلاحظن ظلالًا مشابهة، مما عزز الاعتقاد بأن هناك «عفنًا خفيًا» داخل بعض أنواع الفوط الصحية.

وسرعان ما تحوّل الفيديو إلى ترند واسع على TikTok وInstagram، حيث امتلأت التعليقات بالدهشة والغضب، وبعضها بالخوف، وبدأت الأسئلة تتوالى:

هل هذه المنتجات آمنة حقًا؟

ماذا نضع على أجسامنا كل شهر دون أن نعرف؟

ولماذا لم تُعلن الشركات عن هذا الأمر من قبل؟

التفاعل كان ضخمًا، ليس فقط من المستهلكات، بل أيضًا من المدافعين عن حقوق المستهلكين، والمحتويات الطبية التوعوية التي طالبت بإجراء اختبارات شفافة ومعلنة حول تركيبة الفوط.

حتى أن بعض النساء نشرن مقاطع لهن وهن يرمين عبوات كاملة في القمامة، مؤكدات أنهن "لن يستخدمن شيئًا مشبوهًا بعد الآن".

 

في المقابل، خرجت شركات كبرى مثل Always وKotex بردود رسمية تؤكد أن ما يُرى ليس عفنًا على الإطلاق، بل هو التركيب الداخلي الطبيعي للفوطة، والمكوّن من ألياف دقيقة ومواد ماصّة للجِلّ قد تُظهر ظلالًا أو اختلافات لونية عندما تتعرض للضوء المباشر أو الإشعاع القوي من الهاتف أو الكاميرا.

 

وأوضحت الشركات أن العفن الحقيقي يحتاج إلى رطوبة ووقت ونمو فطري ليظهر، وهو أمر مستحيل في الفوط الصحية المغلقة والمعبأة في بيئة معقمة. كما أكدت أن كل دفعة إنتاج تخضع لاختبارات جودة صارمة قبل طرحها في الأسواق، خاصة في الدول التي تطبق معايير طبية صارمة.

 

لكن رغم هذه التوضيحات، بقيت الشكوك قائمة.

النساء اللواتي شاهدن اللون الداكن بأعينهن شعرن أن ما يرونه «لا يمكن أن يكون طبيعيًا»، والبعض رأى أن مجرد احتمال الخطر كافٍ لإثارة الخوف.

أما آخرون فاعتبروا أن هذا الجدل، حتى لو لم يكن حقيقيًا، كان مفيدًا في تسليط الضوء على أهمية الشفافية والمساءلة الصحية في منتجات تُلامس أجساد النساء بشكل مباشر ودوري.

وهكذا، من مقطع مدته دقيقة، وامرأة تمسك بفوطة أمام الضوء، وُلدت عاصفة رقمية عالمية أعادت طرح أسئلة قديمة:

هل منتجات الدورة الشهرية آمنة فعلًا؟ ومن يضمن لنا ذلك؟

 

ثانيًا: ماذا تقول المصادر الطبية والعلمية؟

لا تأكيد علمي بوجود «عفن داخل الفوط الصحية»

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لا توجد أي دراسة طبية موثوقة أو منشورة في مجلات علمية معتمدة (مثل PubMed أو NIH) تؤكد أن الفوط الصحية الجديدة سواء من العلامات التجارية المعروفة أو الأقل شهرة تحتوي بالفعل على عفن أو فطر نشط داخلها.

 

ما ظهر في مقاطع الفيديو، بحسب الخبراء، لا يُعد دليلًا علميًا، لأن التجارب لم تُجرَ في ظروف معملية مضبوطة، ولم يتم تحليل العينات باستخدام مجهر أو فحوص مخبرية لتحديد طبيعة اللون أو المادة.

 

وفي مراجعة لتقارير عدة هيئات صحية، مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والمعهد الوطني للصحة العامة في كندا، لم يُسجَّل أي تنبيه رسمي بوجود تلوث فطري في الفوط المعتمدة أو المتداولة في الأسواق.

بمعنى آخر، ما من دليل علمي حتى الآن يثبت أن ما شوهد في الترند هو عفن حقيقي، بل يرجّح أنه ناتج عن الظلال أو انعكاس الضوء على الألياف الداخلية للمنتج.

 

ولكن... توجد مخاطر محتملة مرتبطة بمنتجات الحيض

رغم نفي وجود عفن، لا يعني ذلك أن منتجات الدورة الشهرية خالية تمامًا من أي ملاحظات.

 

فبعض الدراسات الطبية مثل تلك المنشورة في Environmental Health Perspectives (2019) وReproductive Toxicology (2020)  وجدت أن بعض الفوط والتامبونات في الأسواق قد تحتوي على:

مواد كيميائية عطرية أو مذيبات عضوية تستخدم لتحسين الملمس أو الرائحة.

مركّبات تؤثر على الهرمونات تعرف باسم (EDCs) مثل مركبات الديوكسين والفثالات.

مواد بلاستيكية دقيقة (microplastics) قد تثير حساسية أو تهيجًا عند بعض النساء ذوات البشرة الحساسة.

إلا أن هذه المواد تُوجد غالبًا بنسب منخفضة جدًا لا تشكل خطرًا مباشرًا في الاستخدام العادي، خصوصًا في المنتجات التي تلتزم بمعايير السلامة الأوروبية أو الأمريكية.

لكنها تفتح باب النقاش حول أهمية اختيار منتجات آمنة خالية من العطور والمكونات الصناعية الزائدة، خاصة لمن تعاني من تهيج جلدي أو التهابات متكررة.

الاستخدام الخاطئ قد يؤدي إلى مخاطر حقيقية

 

ما تؤكده الهيئات الطبية هو أن الطريقة التي تُستخدم بها الفوط قد تكون عاملًا حاسمًا في ظهور الالتهابات أو العدوى.

إذ يمكن أن يؤدي ترك الفوطة لفترات طويلة (أكثر من 4–6 ساعات)، أو تخزينها في أماكن رطبة، إلى تكاثر البكتيريا والفطريات، خاصة في الأجواء الحارة والرطبة.

هذه الحالة لا تعني وجود عفن «مصنعي»، بل هي نتيجة سوء الاستخدام أو ضعف التهوية الشخصية.

 

ولهذا توصي المؤسسات الصحية دائمًا بـ:

تغيير الفوطة الصحية كل 4–6 ساعات كحد أقصى.

حفظها في مكان جاف بعيد عن الرطوبة والحرارة.

تجنّب الفوط المعطّرة أو الملونة قدر الإمكان.

غسل اليدين قبل وبعد تغيير الفوطة لتقليل نقل البكتيريا.

تقييم سلامة الفوط الصحية في الدراسات العلمية

 

في إحدى الدراسات الحديثة المنشورة على منصة PubMed، أُجري تقييم لمجموعة من الفوط الصحية ذات تصميم امتصاص جديد يعتمد على «قلب جِلّ بوليمري»، وخلصت النتائج إلى أنها لم تُظهر أي مخاطر صحية كبيرة عند الاستخدام في الظروف المعتادة.

 

ومع ذلك، أكدت الدراسة نفسها أن النتائج تقتصر على منتج واحد وعينة محدودة، ما يعني أنه لا يمكن تعميمها على كل الفوط في السوق.

وفي المقابل، أشار بعض الباحثين إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث المستقلة التي تدرس مكونات الفوط طويلة الأمد وتأثيرها المحتمل على الجلد والخصوبة، خاصة مع الاستخدام المتكرر مدى الحياة.

 

خلاصة رأي الطب

من وجهة النظر الطبية:

العفن داخل الفوطة الصحية كما ظهر في الفيديوهات ليس حقيقة مثبتة علميًا حتى الآن.

لكن الحرص واجب دائمًا، لأن بعض المنتجات قد تحتوي على مكونات صناعية غير مريحة أو مواد كيميائية مهيّجة، خاصة في الحالات الحساسة.

وبينما يُرجَّح أن الترند مجرد «خدعة بصرية»، إلا أنه فتح بابًا مهمًا للنقاش حول الحق في معرفة ما نضعه على أجسامنا كل شهر.

 

ثالثًا: كيف نفهم ما يحدث فعليًا؟

عندما تُعرض الفوطة أمام ضوء قوي، يُمكن رؤية التركيب الداخلي: خيوط من الألياف، حبيبات جِلّ ماصة، وكثير من الظلال التي تُفسَّر خطأً بأنها «عفن». العديد من المستخدمات فعّلن ذلك بأنفسهن:

„It’s the absorbent material inside (it looks like cotton)…“

إذًا، ما يحدث غالبًا ليس نمو فطري وإنما:

مواد امتصاص تُظهر ظلالًا تحت الضوء.

ربما تخزين سيّء أو عبوة مفتوحة أو تعرض للرطوبة يُسبّب ظهور حقيقي لعفن  لكنها حالة خاصة، وليست قاعدة عامّة.

 

رابعًا: ما الذي يمكنكِ فعله كمرأة ذكية؟

إليكِ خطوات عملية للحفاظ على سلامتكِ وضمان اختيارٍ آمن:

 

قبل الشراء

اختاري ماركات موثوقة، تُظهر شفافية في المكونات والتصنيع.

تأكّدي أن العبوة مختومة جيدًا.

 

عند التخزين

خَزّني الفوط في مكانٍ جاف وبارد، بعيدًا عن رطوبة الحمّام أو أشعة الشمس المباشرة.

لا تحتفظي بكميات ضخمة لفترات طويلة — «حزمة شهر» تكفي.

 

أثناء الاستخدام

غيّري الفوطة كل 4 إلى 6 ساعات أو حسب مقدار الطمث.

عند الشعور بالحكة أو الحرقة غير المعتادة، أو ملاحظة رائحة أو تغيرات لون، توقّفي عن الاستخدام وتغيّري النوع أو استشيري طبيبًا.

إذا لاحظتِ علامات مثل البقع الداكنة داخل عبوة مختومة وبدون استخدام، احتفظي بها كدليل وتواصلي مع الشركة أو هيئة الرقابة.

 

التنوّع والبدائل

فكّري في استخدام منتجات بديلة مثل الفوط القطنية العضوية، أو الكؤوس الحيضية إذا كانت مناسبة لكِ.

اقرئي المكوّنات: تجنّبي العطور القوية أو المواد الكيميائية غير المعروفة.

 

 خلاصة القول…

الترند الذي يتحدّث عن «عفن داخل الفوط الصحية» أثار جدلًا مهمًّا لكنه حتى الآن ليس دليلاً علميًا على خطر عام ومثبت لكل الفوط.

لكن هذا لا يعني أن ننصرف دون حيطة وحذر.

كونكِ امرأة واعية يعني أن تختاري، تخزّني، وتستخدمي منتجات الفرولة بكل وعي، ومعرفة أن سلامتكِ تستحق السؤال والمتابعة.

إذا شعرتِ بخطر أو بشك  ثقي بغريزتكِ، وتواصلي مع خبراء الصحة.

في نهاية المطاف، جسدكِ يستحق أن يُعامل بأنوثة، عناية، واهتمام ولا سبيل للخطأ في ذلك.

دمتِ بصحة واطمئنان يا صديقتي.

ذات صلة

اكتشفي أفضل المأكولات لتخفيف أعراض الدورة الشهرية

اكتشفي أفضل المأكولات لتخفيف أعراض الدورة الشهرية

في هذا المقال، سنأخذكِ خطوة بخطوة لاكتشاف أفضل الأغذية لتخفيف أعراض الدورة الشهرية، والأطعمة التي تساعد على تهدئة جسمكِ، موازنة هرموناتكِ، وتحسين مزاجكِ

34
تجربتي مع القرفة لتنزيل الدورة الشهرية

تجربتي مع القرفة لتنزيل الدورة الشهرية

آلام الدورة الشهرية وتنزيل الدورة المحتبسة، مثل القرفة، لذلك اليوم ملكاتي اليوم سأخبركن عن تجربتي مع القرفة لتنزيل الدورة الشهرية.

58
أعراض ما قبل الدورة الشهرية؛ ودعي الألم الأن بطرق طبيعية

أعراض ما قبل الدورة الشهرية؛ ودعي الألم الأن بطرق طبيعية

تعاني العديد من النساء من أعراض ما قبل الدورة الشهرية، قد تجدين نفسكِ تواجهين تحديات جسدية ونفسية تتراوح بين آلام البطن

51

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

كتل الدماء في الدورة الشهرية: متى يكون الأمر خطيرًا؟!

الدورة الشهرية

كتل الدماء في الدورة الشهرية: متى يكون الأمر خطيرًا؟!

لا تحدث كتل الدماء في الدورة الشهرية لكل السيدات لكنها شائعة أيضًا خاصةً خلال الأيام الأكثر غزارة في الدورة الشهرية، واليوم ملكتي سنقوم بتفصيل

لماذا ألاحظ كُتلة من الدماء أثناء دورتي الشهرية؟!

الدورة الشهرية

لماذا ألاحظ كُتلة من الدماء أثناء دورتي الشهرية؟!

يعد نزول كتل الدم طوال الدورة الشهرية أمرًا شائعًا، ولكن إذا كنت تتساءلين متى يجب أن تكوني قلقة بشأن ذلك، فاليوم بإذن الله سنحاول مساعدتك على الفهم.

تخلصي من انتفاخات الدورة الشهرية بخطوات بسيطة وسهلة

الدورة الشهرية

تخلصي من انتفاخات الدورة الشهرية بخطوات بسيطة وسهلة

قد يكون انتفاخ الدورة الشهرية مزعجًا ولكن هناك خطوات يمكنك اتباعها لتجنب هذه الأعراض المزعجة، حيث يمكن أن يساعدكِ النشاط البدني

Powered by Madar Software