هل هناك علاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين

خلال فترة الحمل، يمرّ الجسم بعدة تغيّرات كبيرة في الدورة الدموية ووظائف القلب؛ إذ يزداد حجم الدم في الجسم بنحو 50٪، ويزداد معدل ضربات القلب بمقدار 10 إلى 20 نبضة في الدقيقة، كما تؤثر التغيرات الهرمونية بشكل مباشر في عمل الجهاز القلبي الوعائي.

ومع نمو الرحم، يتحرك الحجاب الحاجز (العضلة التي تفصل بين التجويف الصدري والبطن) إلى الأعلى، مما يجعل القلب يتموضع في مكان أعلى قليلًا داخل الصدر.

كل هذه التغيرات تضع عبئًا إضافيًا على القلب، وهو ما يجعل العديد من النساء يشعرن بخفقان واضح في القلب أثناء الحمل.

ورغم أن بعض النساء يربطن خفقان القلب للحامل ونوع الجنين معًا -أي أن زيادة النبض أو تسارعه قد تدل على نوع المولود- فإن الدراسات الطبية لا تؤكد أي علاقة علمية بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ، بل يُعزى الخفقان أساسًا إلى تغيّرات الحمل الطبيعية.

وكما ذكرنا ، فعادةً ما يرتفع معدل ضربات القلب أثناء الحمل، إذ يعمل الجسم على ضخ الدم إلى الأعضاء والمشيمة، وربما تعاني العديد من النساء الحوامل من انخفاض في ضغط الدم، خاصةً خلال الأسابيع الأولى من الحمل .

ورغم ذلك فهناك نطاق واسع يُعد "طبيعيًا" لمعدل ضربات القلب أثناء الحمل، ومعرفة معدل ضربات القلب قبل الحمل قد تساعد في التنبؤ بالمعدل الطبيعي خلال فترة الحمل.

ما هو المعدل الطبيعي لضربات القلب أثناء الحمل؟

لا يوجد تعريف موحّد لما يُعد معدل ضربات قلب مرتفعًا أو منخفضًا أثناء الحمل، وبدلًا من ذلك، يعتمد الأطباء على معدل ضربات القلب الأساسي لدى المرأة، وكيفية تغيّره مع مرور الوقت.

أظهرت مراجعة علمية عام 2019 شملت 36,239 امرأة حامل، أن معدل ضربات القلب يزيد بنسبة تقارب 10٪، أي ما يعادل سبع إلى ثماني نبضات في الدقيقة تقريبًا.

كما وجدت الدراسة أن معدل ضربات القلب يرتفع تدريجيًا خلال الحمل، إذ بلغ في الأسبوع العاشر نحو 79.3 نبضة في الدقيقة، بينما ارتفع إلى 86.9 نبضة في الأسبوع الأربعين.

وقد يختلف معدل ضربات القلب لدى بعض النساء عن هذه الأرقام.

فبحسب مقال نُشر عام 2021، قد يبلغ المعدل المتوسط في الأسبوع الرابع والثلاثين نحو 91 نبضة في الدقيقة، مع إمكانية أن يتراوح بين 68 و115 نبضة في الدقيقة.

ما هي أسباب اضطراب معدل ضربات القلب أثناء الحمل ؟

قد لا يكون معدل ضربات القلب لدى بعض النساء ضمن النطاق المتوسط لعدة أسباب مختلفة، منها ما يلي:

1. معدل ضربات القلب الأساسي غير المعتاد

النساء اللواتي يمتلكن معدل نبض منخفضًا أو مرتفعًا في الحالة الطبيعية، قد تظهر لديهن معدلات غير نمطية أيضًا خلال الحمل.

فعلى سبيل المثال، النساء اللواتي يمارسن النشاط البدني بانتظام قد يمتلكن معدلات نبض أقل، وينعكس ذلك حتى أثناء الحمل.

2. أمراض القلب

في بعض الأحيان، تشير التغيرات في معدل ضربات القلب إلى وجود مشكلة في النظام الكهربائي للقلب، أو انسداد في الشرايين، أو أي مشكلات أخرى متعلقة بصحة القلب.

3. القلق والتوتر

القلق يمكن أن يرفع معدل ضربات القلب، كما أن ملاحظة المرأة لتسارع نبضها قد يزيد من قلقها، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من التوتر وتسارع النبض.

كيف يمكن الحفاظ على معدل ضربات القلب ضمن المعدل الطبيعي؟

ينبغي للمرأة التي يكون معدل نبضها خارج النطاق الطبيعي أن تركّز على معرفة السبب بدلًا من محاولة الوصول إلى رقم معين، ويُستحسن دائمًا استشارة الطبيب قبل محاولة تغيير معدل ضربات القلب.

بشكل عام، يمكن لنمط الحياة الصحي أن يساعد في الحفاظ على صحة جيدة أثناء الحمل ودعم انتظام ضربات القلب.

• ممارسة التمارين الرياضية

عادةً ما تكون التمارين المعتدلة آمنة أثناء الحمل، لكن من المهم استشارة الطبيب قبل بدء أي نشاط جديد أو روتين مجهد.

توصي الجهات الصحية بأن تمارس الحامل ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الهوائية أسبوعيًا، ومن الخيارات الآمنة:

• المشي
• السباحة
• تمارين الإطالة
• الرقص الخفيف

ويجب تجنّب المجهود الزائد، إذ يمكن لفريق الرعاية الصحية المساعدة في وضع خطة تمرين آمنة ومناسبة لكل حالة.

• تناول غذاء متوازن

يُنصح بالتحدث مع الطبيب حول كيفية تغذية الجسم بشكل صحي أثناء الحمل.

النساء ذوات الوزن المعتدل قبل الحمل يُنصحن عادةً بإضافة 340 سعرة حرارية إضافية يوميًا في الثلث الثاني، و450 سعرة حرارية إضافية في الثلث الثالث من الحمل ، مع مراعاة العمر، وحجم الجسم، ومستوى النشاط، والعوامل الأخرى.

الأطعمة المفيدة تشمل:

• الفواكه والخضروات
• الحبوب الكاملة

مصادر البروتين الصحي مثل:

• الأسماك
• الفاصولياء
• البيض
• اللحوم الخالية من الدهون
• منتجات الألبان قليلة الدسم

• الحصول على رعاية طبية منتظمة

ينبغي زيارة الطبيب  مرة واحدة على الأقل خلال كل شهر في الثلث الأول من الحمل، ثم تحديد المواعيد بانتظام حسب توصيات فريق الرعاية.

فالمتابعة المنتظمة تساعد في مراقبة صحة القلب، وتقلّل من خطر تطور أي مشكلة قلبية غير مكتشفة.

هل هناك علاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ؟

يتداول البعض فكرة أن خفقان القلب للحامل ونوع الجنين مرتبطان ، وهذا غير صحيح، فيُقال إن سرعة نبض الجنين الأعلى تدل على أنثى، والأبطأ تدل على ذكر، لكن من الناحية العلمية لا يوجد دليل طبي مؤكد يربط بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين أو خفقات قلب الجنين نفسه ونوعه.

لكن رغم ذلك سنخبرك ببعض علامات الحمل بولد الأكيدة التي تبحثين عنها، أما خفقان القلب فهو مجرد استجابة طبيعية لتغيرات الحمل.

علامات الحمل بولد الأكيدة : بين الخرافات والعلم

منذ قرون طويلة، وقبل ظهور التقنيات الحديثة التي تحدد نوع الجنين بدقة، اعتمد الناس على عادات شعبية لمعرفة ما إذا كانت المرأة حاملًا بولد أم بنت.

ومع مرور الزمن، انتقلت هذه المعتقدات من جيل إلى جيل، حتى أصبحت تُعرف باسم "تجارب الجدّات" أو " علامات الحمل بولد الأكيدة " حسب ما يروى.

فهل لهذه العلامات أساس من الصحة؟ إليك ما تقوله القصص القديمة... وما يؤكده العلم الحديث.

• الرغبة في الأطعمة المالحة

تقول إحدى الآراء إن اشتهاء الأطعمة المالحة أو المالحة الدسمة مثل رقائق البطاطس والجبن والمخللات هو من علامات الحمل بولد الأكيدة ، بينما اشتهاء الحلويات كالشوكولاتة أو الآيس كريم يشير إلى أن الجنين فتاة.

لكن علميًا، لا توجد أي دراسة تثبت وجود علاقة بين اشتهاء الطعام أثناء الحمل ونوع الجنين، بل يُعتقد أن هذه الرغبات ناتجة عن تغيّرات هرمونية فقط.

• حمل الجنين في مستوى منخفض

يقال إن الحامل التي تحمل طفلها في مستوى منخفض من البطن تكون من علامات الحمل بولد الأكيدة ، أما الحمل المرتفع فيُشير إلى فتاة.

ورغم أن الحمل المنخفض قد يُخفف من ضيق التنفس أو الحموضة، إلا أن الأطباء يؤكدون أن شكل البطن لا يدل إطلاقًا على نوع الجنين، بل يتأثر بشكل جسم الأم ووضعية الجنين داخل الرحم.

• حجم البطن

إذا كانت زيادة وزنك تتركز فقط في البطن، فبحسب المعتقدات القديمة، هذه علامات الحمل بولد الأكيدة !  أما إذا كانت الزيادة في الوركين أو المؤخرة، فربما الجنين فتاة.

لكن الحقيقة أن توزيع الوزن أثناء الحمل يعتمد على شكل الجسم الطبيعي وليس على نوع الجنين مطلقًا.

• بشرتك متوهجة

يُقال إن صفاء البشرة وتوهجها من علامات الحمل بولد الأكيدة ، بينما البثور والكلف دليل على أن الجنين فتاة.

لكن العلم يقول إن "الوهج" الذي تراهين في وجهك هو نتيجة زيادة تدفق الدم وارتفاع الهرمونات، وليس بسبب نوع الجنين.

• جفاف اليدين

من الخرافات أيضًا أن جفاف اليدين يعني أنكِ تحملين ولدًا، بينما اليدان الناعمتان تدلان على بنت.

لكن الأطباء يؤكدون أن جفاف الجلد أمر شائع في الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، ولا يمكن اعتباره من علامات الحمل بولد الأكيدة .

• عدم الشعور بحرقة المعدة

يُقال إن عدم وجود حرقة في المعدة من علامات الحمل بولد الأكيدة ، بينما الحموضة تشير إلى بنت.

لكن الحموضة في الحمل تحدث بسبب ضغط الرحم المتنامي على المعدة وليس لها علاقة بنوع الجنين، ومع ذلك، هناك بعض الدراسات التي تربط شدة الحموضة بكمية شعر الجنين، لكن الأمر ما زال قيد البحث.

• قلة غثيان الصباح

من أشهر علامات الحمل بولد الأكيدة حسب الجدّات، أن الحامل التي لا تعاني من الغثيان الشديد في الشهور الأولى غالبًا تحمل ولدًا.

وبالفعل هناك بعض الأبحاث أشارت إلى أن الحمل بأنثى قد يسبب غثيانًا أقوى، إلا أن الدراسات الأخرى نفت ذلك، والحقيقة أن حوالي 70% من النساء يعانين من الغثيان بدرجات مختلفة بغض النظر عن نوع الجنين.

• لون البول الفاتح

تعتقد بعض النساء أن البول الفاتح من علامات الحمل بولد الأكيدة .. بينما البول الغامق يعني فتاة.

لكن الأطباء يؤكدون أنه لا علاقة بين لون البول ونوع الجنين، حيث يتغير اللون بحسب نسبة الماء في الجسم ونوع الفيتامينات والطعام الذي تتناولينه.

• القدم الباردة

يُقال إن برودة القدمين من علامات الحمل بولد الأكيدة ! لكن العلم يؤكد أن تغير درجة حرارة الجسم أمر طبيعي أثناء الحمل بسبب الهرمونات، ولا يمكن الاعتماد عليه لتحديد الجنس.

• نبض قلب الجنين البطيء

واحدة من أشهر المعتقدات تقول إن نبض الجنين الأقل من 140 نبضة في الدقيقة يدل على أنه ولد، بينما النبض الأسرع يشير إلى فتاة.

لكن الحقيقة العلمية أن نبض الجنين يتغير باستمرار خلال الحمل، ولا يمكن من خلاله معرفة نوع الجنين.

علامات الحمل بولد الأكيدة وفقًا للعلم

رغم انتشار هذه الخرافات، إلا أن الوسائل العلمية الحديثة هي الطريقة الوحيدة لمعرفة نوع الجنين بدقة.

متى يمكن معرفة نوع الجنين بدقة؟

يمكن تحديد جنس الجنين بشكل علمي ابتداءً من الأسبوع العاشر من الحمل من خلال اختبارات الدم الحديثة، أو في وقت لاحق عبر السونار (الألتراساوند).

الألتراساوند (السونار)

يبقى السونار الوسيلة الأكثر شيوعًا لتحديد نوع الجنين، حيث تشير الدراسات إلى أن دقته في تحديد جنس الجنين بعد الأسبوع 14 تصل إلى نحو 100%، وتزداد دقته كلما تقدم الحمل.

التعامل مع القلق والصحة النفسية

القلق يمكن أن يجعل القلب يخفق بسرعة أكبر ويزيد من صعوبة الحمل؛ لذا من المفيد للنساء اللواتي يعانين من القلق التحدث إلى الطبيب، أو ممارسة التنفس العميق والبطيء عند الشعور بالتوتر، أو الاستعانة بمستشار نفسي متخصص في الصحة النفسية أثناء الحمل.

متى يجب زيارة الطبيب؟

من المهم جدًا حضور الفحوص الدورية مع الطبيب طوال فترة الحمل، ومناقشة أي تغيّرات في معدل ضربات القلب، مع التأكد من قياس ضغط الدم والنبض بانتظام.

يجب التوجه إلى أقرب قسم طوارئ فورًا في حال ظهور أي من الأعراض التالية:

• ألم أو ضغط في الصدر
• صعوبة في التنفس
• صداع شديد أو ألم في المعدة
• تورم مفاجئ في القدمين أو الساقين
• ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم

الخلاصة

في نهاية المطاف، يبقى خفقان القلب للحامل جزءًا طبيعيًا من رحلة الحمل المليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية؛ فالجسم يبذل جهدًا مضاعفًا ليُؤمّن الغذاء والأكسجين لجنينك، ومع ذلك لا يعني تسارع النبض أن هناك خطرًا أو أن هناك علاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين ، كما تظن بعض المعتقدات القديمة.

أما علامات الحمل بولد الأكيدة التي تتداولها الجدّات، مثل الرغبة في الأطعمة المالحة أو انخفاض شكل البطن أو جفاف اليدين، فهي تبقى خرافات لطيفة لا يدعمها الطب الحديث؛ فالعبرة دائمًا ليست بما يُقال، بل بما تؤكده الفحوصات العلمية الدقيقة.

لكن الأهم من كل ذلك هو الاهتمام بصحتك ومتابعة الطبيب بانتظام، لأن قلبك هو النبض الذي يمنح الحياة لكِ ولجنينك معًا..

ولا تنسي أن تزوري الصفحة الرئيسية لـ تطبيق الملكة لتجدي مقالات شاملة ومفيدة عن الحمل، والعناية بجمالك، وصحتك النفسية خلال هذه المرحلة المميزة من حياتك.