الملكة

من الأم إلى الصديقة: كيف تتحول علاقة الأم وابنتها إلى صداقة متينة

رقية على كاتب المحتوى: رقية على

31/08/2023

من الأم إلى الصديقة: كيف تتحول علاقة الأم وابنتها إلى صداقة متينة

ترتبط الأم ارتباطًا وثيقًا ببناتها وتنشأ بينهن علاقة خاصة، فالأم هي المدرسة والمعلمة الأولى التي تتعلم منها البنت كل شيء وتكون مصدر تكوين شخصيتها وسلوكياتها، وغالبًا ما تكون البنت صورة مطابقة تمامًا لأمها!

لكن قد نلاحظ أن بعض التغيرات التي تطرأ على علاقة الأم بابنتها تجعل الأم حاسمة وتحكم على البنت دون سماع رأيها وأو مشاركتها وأحيانًا تتعدى أمور التفاهم إلى أسلوب العنف لتنفيذ آراء الأم، ويكون التفسير الواضح دائمًا هو دافع الحرص والخوف على الإبنة، لكن هذه التصرفات قد تؤدي إلى قسوة القلب في بعض الأحيان وإصابة بعض الفتيات بعقد نفسية وإحساس بالنقص وضعف الشخصية، فضلًا عن إقامة حاجز نفسي بين البنت والأم!

علاقة الأم وابنتها

تعد علاقة الأم وابنتها من أجمل علاقات الكون وتمثل الأم الصدر الحنون والقلب الدافىء والصديقة المخلصة الناصحة في هذه العلاقة، إنها علاقة طبيعية وفطرية وفي حالة ابتعاد طرف عن الآخر تتحطم العلاقة السوية ويخشى كل طرف الاقتراب من الآخر وتنقطع حبال المحبة ووسائل الاتصال وتلجأ البنت في هذه الحالة إلى إحدى صديقتها للحوار والتعايش معها، وتكمن الخطورة هنا في شخصية الصديقة ومدى صدقها واعتدالها وأسلوب تربيتها!

لذلك يجب التشديد على أهمية قوة ومتانة العلاقة بين الأم وابنتها وكيف أنه من الضروري تقوية أركان هذه العلاقة وتدعيمها لعلاج أى مشكلة طارئة، لتكون البنت في مأمن من آراء قرينات السوء اللاتي لا يبذلن جهدًا لاحتواء فتاة بعيدة عن نصائح أمها! ويجب على الفتاة الثقة الكاملة في آراء ونصائح والدتها ومعرفة أن الأمنية الوحيدة لأمها هي أن تكون ابنتها بخير وسعيدة وآمنة من كل سوء.

ولا يجب أن تنسى الفتاة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى ببر الوالدين وخاصةً بر الأم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَنْ أحقُّ الناس بِحُسن صَحَابَتِي؟ قال: «أمك» قال: ثم مَنْ ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أمك»، قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبوك». متفق عليه. 

كما أن صداقة الأم لابنتها خصوصًا أثناء مرور البنت بـ مرحلة المراهقة هو أمر هام وحيوي لأن وجود الأم بجانب ابنتها ومصاحبتها خطوة بخطوة والتحدث معها بشأن مشكلاتها وخصوصياتها سيحولها إلى صديقة مقربة لها وستشعر الفتاة بالإهتمام والحب يغمرها!

نصائح لكل أم وإبنة لتوطيد علاقتهما ببعضهما البعض

1) أكثري من التواصل

التواصل بين الأم وابنتها

يعتبر ضعف التواصل من التحديات الشائعة التي تواجهها الأم والابنة، وذلك لأنه المصدر الأساسي لسوء الفهم أو على الأقل البعد بين الأم وابنتها، وأحيانًا قد تتواصلان بشكل جاف وقاسٍ مما يسبب جرحًا في المشاعر لا يزول بسهولة مع الوقت، لذا يجب أن تكونا واضحتين في التعبير عن المشاعر لمنع أي التباس أو استنتاج خاطئ، وإذا شعرت أي منكما بالجرح فيجب عليها التحدث بطريقة عاطفية وهادئة بعيدة عن القسوة.

2) لا تُدخلي أحدًا بينكما 

قد تطلب الأم أو الفتاة إدخال طرف ثالث لحل المشكلة، ومن الممكن أن يكون هذا الطرف هو الأب، أو الخال، أو الخالة، أو الإخوة أو حتى زوج الإبنة، فتشير الإبنة للآخرين بأن الأم تدفعها للجنون، أو تقول الأم إن الابنة لا تستمع لها، فيقوم الطرف الثالث بالانحياز لأحدهما وإبداء وجهة نظر على إحداهما مما يزيد المشكلة.

3) استمعي لها جيدًا

الاستماع النشط هو أن يستمع الشخص لما يقال له ويعلم الطرف الآخر بأنه تم الاستماع لما قاله، لذلك ملكتي في المرة القادمة التي تستمعين فيها إلى أمك أو ابنتك أعيدي كلامها وأوضحي لها أنك استمعتِ لما قالته، حتى تعلم أنك انتبهت وفهمت قصدها، ومن المهم الاستماع للجمل التي تشير للمشاعر، فهي التي تحمل الرسالة الأساسية والحقيقية للمشكلة.

4) غيري من نفسك

خب الأم لابنتها

يعتقد الكثيرون أن الطريقة الوحيدة أو الأفضل لتحسين العلاقة هي تغيير أو تعديل الشخص الآخر، لكننا لا نملك حق التسلط وتغيير الآخرين، بل يمكننا تغيير وتعديل أنفسنا فقط! لذلك غيري ردود أفعالك وطريقة تعاملك مع ابنتك وستجدين أنها ستتغير كذلك.

5) ضعي نفسك في مكانها

تعلمي أن تنظري إلى الأمور والمواقف من وجهة نظر شاملة لا تقتصر على وجهة نظرك فقط! فمثلًا تذكري أن أمك امرأة لديها مشاعر وذكريات وأنها عاشت في جيل وزمان مختلفين عنك، وتربت في أسرة لها معتقدات مختلفة وقد تكون حياتها صعبة، لذلك يجب أن تفهمي وجهة نظرها ومصدر تصرفاتها وتتعاطفي مع مشاعرها، وإن امكنك أوجدي حلولًا وسطية تعجبكما أنتما الاثنتين.

6) فكري بواقعية

تعتقد الإبنة أن الأم ستكون حاضرة دائمًا في أي وقت لدعمها ومساعدتها وتوفير الرعاية متى ما احتاجتها، ولكن هذه الفكرة غير واقعية! أما الأم فتتوقع أن تقوم الابنة بالتفرغ لرعايتها بعدما كبرت مثلما رعتها وهي طفلة، ولكن هذا أيضًا تفكير غير واقعي، لذلك يجب أن يكون التفكير والتوقع واقعيًا من الطرفين حتى لا تشعر إحداهن بخيبة الأمل.

7) كوني متسامحة

التسامح في العلاقات

عدم حل الخلافات بسرعة قد يؤدي إلى عواقب سيئة وآثار غير متوقعة، فإن لم تتعاملي مع والدتك أو ابنتك بشكل سريع لحل الخلافات، سيتفاقم الامر ويخلق حاجزًا يعيق تحسن علاقتكما مستقبلًا، لذلك بدلًا من أن تكوني ممن لا يستسلم أبدًا في النزاع كوني أول من يرفع الراية البيضاء ويطلب العفو والصلح.

ذات صلة

التبول اللاإرادي الليلي عند الاطفال؛ الأسباب والحلول!

التبول اللاإرادي الليلي عند الاطفال؛ الأسباب والحلول!

السرية بشأن التبول اللاإرادي تجعل الوضع أكثر صعوبة للاطفال والآباء على حد سواء

476
فن إدارة المشاعر؛ خطوات عملية لأم هادئة وطفل متزن

فن إدارة المشاعر؛ خطوات عملية لأم هادئة وطفل متزن

في عالم يمتلئ بالتحديات اليومية، يصبح تعليم طفلكِ إدارة المشاعر مهارة ذهبية تؤثر على كل جوانب حياته. ليس الأمر مجرد

18
مكافحة التنمر؛ الأثر النفسي للتنمر على الأطفال وطرق مواجهته

مكافحة التنمر؛ الأثر النفسي للتنمر على الأطفال وطرق مواجهته

ولكن ماذا لو تحوَّلت أروقة المدرسة إلى ساحة معركة؟ كيف يمكن مكافحة التنمر وحماية أطفالنا؟ في هذا المقال سنعرض لكِ

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

أساسيات رعاية الأطفال حديثي الولادة: ما يجب معرفته!

صحة الطفل

أساسيات رعاية الأطفال حديثي الولادة: ما يجب معرفته!

ما يجب الانتباه إليه لرعاية طفل رضيع، وأنواع الجداول الزمنية التي يجب اتباعها، وما لا داعي للقلق بشأنه على الإطلاق.

كيف تعرفين ان طفلك مصاب بديدان البطن وما هي الحلول؟

صحة الطفل

كيف تعرفين ان طفلك مصاب بديدان البطن وما هي الحلول؟

من الممكن منع الاصابة بالدود من خلال شرب المياه المكررة والسباحة في مسابح تحتوي على الكلورين والمحافظة على النظافة باستمرار

كيف أعلم ابنتي عن الدورة الشهرية؟ ومتى أبدأ معها؟

صحة الطفل

كيف أعلم ابنتي عن الدورة الشهرية؟ ومتى أبدأ معها؟

لا يجب ان تكون الدورة الشهرية الأولى مفاجأة بالنسبة للفتاة دون سابق معرفة بها.

Powered by Madar Software