يستكشف هذا المقال تأثير الطلاق على الأطفال وتحدياتهم النفسية، ونتناول خيارات الأسرة في البقاء متحدة أو الانفصال، ونسلط الضوء على المسارات الممكنة لرعاية الأطفال في كلا السيناريوهين، ويستكشف أهمية فهم هذه التأثيرات وتقديم الدعم اللازم للأطفال في مرحلة الانفصال للمساعدة في بناء مستقبل صحي ومستقر لهم.
يعد طرح هذا المقال محاولة لمعرفة ما إذا كان الأطفال سيكونون أفضل حالًا في منزل حيث يكون الأم والأب غير سعداء معًا ولكن الأسرة تبقى سليمة أو في منزلين يكون فيه الأب والأم أكثر سعادة ولكن ليس معًا!
يرى عدد من خبراء التربية أن أحد المخاطر الرئيسية التي يتعرض لها الأطفال في البقاء في عائلة مليئة بالغضب والإحباط والألم هو:
- أنهم يتعلمون مهارات سيئة ينقلونها إلى الجيل التالي، فالآباء الذين لا يستطيعون التعامل مع النزاع أو الذين تتعارض قراراتهم التربوية يمثلون اسلوبًا غير فعال وقد يكون ضارًا للأطفال.
- قد يكون بعض الأطفال معرضين لخطر الإهمال عندما يكون الآباء غارقين في مشاكلهم الخاصة، وقد يكون الإهمال جسديًا أو عاطفيًا.
إذا لم يتمكن الوالدان من العيش معًا في نفس المنزل دون العمل بشكل فعال معًا كآباء، وإذا كان من الأفضل تقديم الرعاية المشتركة والعيش في منازل مختلفة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أن الطلاق سيكون خيارًا أفضل.
"جوديث والرشتاين" مؤلفة كتاب "الإرث غير المتوقع للطلاق" مقتنعة بناءًا على بحثها بأن الأطفال دائمًا ما يكونون أفضل حالًا إذا ظلت العائلة على حالها، حتى لو لم يعد الوالدان متحابان.
بمعنى أنه إذا كان بإمكان الأم والأب أن يبقيا معًا حتى إذا كانا حزينين، ويمكنهما تجنب تعريض الأطفال للمعارك والشجار، فإن المشاركة في التربية تحت نفس السقف أفضل.
وعلى الرغم من أن التربية وفق رأيها تضحية بالذات من أجل الأطفال، إلا أن العيش في زواج بائس لمدة عشر سنوات أو أكثر قد يكون أمرًا لا بأس به.
وجد بحث "والرشتاين" أن آثار الطلاق على الأطفال، وخاصة بين هؤلاء الأطفال الذين كبروا حتى سن البلوغ مدمرة عاطفيًا لدرجة أنه يجب على الآباء البقاء معًا بأي ثمن تقريبًا، ففي رأيها: بقاء الزواج من أجل الأطفال أفضل من الطلاق.
هناك الكثير من العوامل التي يجب مراعاتها عند اتخاذ قرار بشأن الطلاق.
إليك بعض الأسئلة لتطرحيها على نفسك
بشكل عام، يتفق خبراء التربية على أنه لا ينبغي إبقاء الأطفال في عائلة حيث يستمر سوء المعاملة من أي نوع فيها، حيث يجب أن يحدث الطلاق إذا كان الطفل يعيش مع أحد الوالدين الذي يسيء معاملته جنسياً أو جسدياً أو عاطفياً.
وفي حين إذا كان السلوك المسيء يمكن تغييره وتصحيحه، فمن الواضح أيضًا أن هذه التغييرات نادرة، فهناك بالتأكيد حالات حيث يمكن للوالد المسيء الحصول على المساعدة، وتعلم مهارات أفضل في تربية الأطفال، وتغيير السلوك المسيء، وفي هذه الحالات، قد يكون الانفصال ليس الخيار الصحيح.
ولكن عندما لا يتغير السلوك، من الأفضل حماية الأطفال من سوء المعاملة بالإنفصال.
واحدة من القضايا الرئيسية هي ما إذا كان الوالدان يمكن أن يوافقوا على تعليق رضاهم الزوجي الشخصي من أجل الأطفال، إنه أمر صعب ولكن بصراحة هذا ما نوقع عليه عندما نقرر أن نصبح آباء.
لذا إذا كان لدى الوالدين مستوى النضج اللازم لوضع الأطفال أولاً، وإشراك أنفسهم بشكل إيجابي، والحفاظ على الاختلافات الشخصية بعيدًا من أجل الأطفال، فسيكون لديهم ميزة إذا بقيا معًا.
وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يعيش الأطفال بشكل أفضل من خلال الطلاق الودي.
ولعل السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كان الزواج قد تدهور حتى لا يمكن إصلاحه.
من خلال الإستعانة بمعالجين أسريين أكفاء أو رجال دين أو موارد أخرى مماثلة، وهل اتبع الزوج والزوجة النصيحة جيدًا؟
وهل توقفت الخيانة أم لم تتوقف، وهل يبذل الزوجان جهود لإعادة بناء الثقة؟
قبل الطلاق وتحمل الضغط الشديد الذي يخلقه الطلاق، يحتاج الأزواج إلى بذل كل ما في وسعهم لاستعادة الترابط بينهم.
إن الاستثمار العاطفي الكبير في إنشاء رابطة جديدة وأقوى بين الأم والأب في عائلة سليمة هو ما يجب أن يحدث حقًا كلما أمكن ذلك من أجل تربية الأطفال.
ما يقرب من 80 ٪ من جميع الأطفال من الآباء المطلقين ينتهي بهم الأمر إلى السعادة وكذلك التكيف مع الأطفال من العائلات السوية، لذلك إذا كان الطلاق وما بعده تسير فيه الأبوة والأمومة على ما يرام في تربية الاطفال، فقد يكون الأطفال بخير.
التحدي الرئيسي هو التأكد من أن كلا من الأم والأب يمكن أن يعملوا معا من أجل تربية الاطفال كأب وأم بشكل فعال، ومثل هذا الموقف والالتزام يجعل عملية الطلاق أقل إيلامًا قليلاً وأكثر ملاءمة قليلاً لتربية الاطفال الناجحين.
في الختام؛ يتضح أن الطلاق يمثل تحديًا نفسيًا كبيرًا للأطفال.
كيف تخففين من إرهاق رعاية أولادك؛ إليك 3 خطوات لِأمومة هادئة
يجب أن تفهم عائلتك بما في ذلك الاطفال أن لديك احتياجاتك العاطفية أيضًا، ولهذا السبب فإن وقت التوقف عن العمل الخاص بك غير قابل للتفاوض أيضًا
أخطاء شائعة في التربية عليك تجنبها فورا
هناك طرق عديدة في تأديب الاطفال ولكن الغرض من التأديب هو تحسين السلوك وليس كسر الطفل، ومن المهم تعزيز المرونة العاطفية والنفسية لدى الاطفال
هل يضايقك تدخل الأقارب في تربية الابناء؟ إليكِ الحل
يتوق العديد من الآباء إلى مشاركة تجاربهم المألوفة في تربية الابناء عندما يرون طفلًا آخر يتصرف على نحو غير لائق