#الملكة : 👑

هل تحبي التسوق؟ 

قد تعتمد الإجابة جزئياً على عامل واحد: سواء كان ذكراً أو أنثى. 

بالطبع ، يمكننا تعميم القول : أن  "هاجس الزوجات التسوق ، والرجال لا يحبونه".

أنا متأكدة من أننا جميعًا نعرف أشخاصًا لا ينطبق عليهم هذا ، ومع ذلك ، هناك دليل على أن هذه ليست أسطورة كاملة.

وجدت دراسة استقصائية أجريت على 2000 شخص في عام 2013 أن الأزواج يشعرون بالملل بعد 26 دقيقة فقط من التسوق ، بينما هاجس الزوجات أنه يستغرق الأمر ساعتين كاملتين للزوجات. 

وجد الاستطلاع أن 80 في المائة من الأزواج لا يحبون التسوق مع زوجاتهم وأن 45 في المائة تجنبوا القيام بذلك بأي ثمن.

انتهى ما يقرب من نصف رحلات التسوق بين الزوجين بخلاف ، حيث أصبح الأزواج محبطين لأنهم اشتروا ما يحتاجون إليه على الفور ، بينما كان هاجس الزوجات البحث واستغراق وقتًا طويلاً لاتخاذ القرارات.

☆ العلاقة بين التسوق وتاريخ الأجداد:

لمئات الآلاف من السنين ، وحتى حوالي 8000 قبل الميلاد ، عاش جميع البشر كصيادين وجامعي للثمار - أي أنهم نجوا عن طريق صيد الحيوانات البرية (وظيفة الرجل) وهاجس الزوجات البحث عن النباتات البرية والمكسرات والفواكه والخضروات (مهنة المرأة). 

☆ الصيادين:

لقد تعلمت الكثير من الأشياء المدهشة حول أسلوب حياة "الصيد والجمع". 

على سبيل المثال:
لم تكن الحياة صعبة بشكل خاص عندما بدأ علماء الأنثروبولوجيا النظر بشكل منهجي في كيفية استخدام الصيادين وجامعي الثمار في العصر الحديث لوقتهم ، اكتشفوا أنهم ، بعيدًا عن إرهاق أنفسهم في بحثهم عن الطعام ، يقضون في الواقع 12 إلى 20 ساعة فقط في الأسبوع في ذلك.

(قاد هذا عالم الأنثروبولوجيا مارشال ساهلينز إلى تسمية الصيادين وجامعي الثمار بـ "المجتمع الثري الأصلي")

ومن المثير للاهتمام أن النساء كن "المعيلات" الرئيسيات في مجموعات الصيد والقطف. 

يقدر علماء الأنثروبولوجيا أن تجمع النساء قدم حوالي 80-90 في المائة من طعام المجموعات - وهي حقيقة قادت بعض علماء الأنثروبولوجيا إلى اقتراح أنه يجب إعادة تسمية هذه الشعوب بالصيادين. 

وهذا يعني أيضًا أن نظامهم الغذائي كان نباتيًا إلى حد كبير (حوالي 10-20 في المائة فقط من اللحوم) ، وكذلك صحي تمامًا ، مع مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والجذور والمكسرات ، وكلها تؤكل نيئة.

☆ الغرائز القديمة:

ابتداءً من الشرق الأوسط ، بدأت المجتمعات البشرية في التحول إلى الزراعة حوالي 8000 قبل الميلاد ، وببطء على مدى آلاف السنين التالية ، انتشرت هذه الممارسة على نطاق واسع في جميع أنحاء آسيا وأوروبا. 

ولكن بعد مئات الآلاف من السنين من العيش بهذه الطريقة ، فليس من المستغرب أن الصيد والجمع ما زالا غريزي بالنسبة لنا.

وهذا يعيدنا إلى التسوق ، لأن هذه الغرائز قد تظهر نفسها في عادات التسوق لدينا. 

عندما تتسوق معظم النساء ، فإنهن في وضع "الجمع" - ينتقين من شجرة إلى أخرى (أو من متجر إلى متجر) ، ويبحثن عن الفاكهة الناضجة والمغذية. 

إنهم يقضون الكثير من الوقت في فحص الطعام ، والتحقق من نضارته وقابليته للأكل. 

في نهاية الرحلة ، يعودون إلى المنزل محملين بمجموعة متنوعة من المواد الغذائية (أو أكياس التسوق).

وبنفس الطريقة ، قد تكون عادات التسوق لدى الرجال مرتبطة بتراث الصيد. 

قد يفسر هذا لماذا يبدو أن الرجال أكثر تركيزًا على الشراء السريع بدلاً من التسوق على مهل. 

من منظور ما قبل التاريخ ، لديهم شيء واحد في الاعتبار: صيد حيوان والعودة إلى المنزل. 

إنهم لا يريدون تضييع الوقت في التسوق ، وليس من الضروري بالنسبة لهم دراسة اكتسابهم للطعام. 

إنهم يبحثون فقط عن الحيوانات ويصطادونها ويلتقطونها ويذهبون مباشرة إلى منازلهم. 

ربما كان هذا الاندفاع للعودة إلى المنزل يعتمد على معرفة أنه إذا ترك الصياد حيوانًا مستلقيًا لفترة طويلة ، فستبدأ الحيوانات أو الحشرات الأخرى في أكله.

قد تكون بعض الحيوانات النافقة ثقيلة أيضًا ، ويصعب حملها لفترة طويلة.

أيضًا ، في الظروف الحارة والرطبة ، لن يمر وقت طويل قبل أن يبدأ اللحم في التلف.

اسمحوا لي أن أكرر أن هذه تعميمات - هناك بلا شك الملايين من الرجال والنساء الذين لا تنطبق عليهم هذه الخصائص. 

ولكن إذا كان هناك ميل لدى الرجال والنساء للتسوق بهذه الطرق المختلفة ، فيمكن تفسير ذلك من منظور ماضينا في الصيد والجمع.

بالطبع ، كما هو الحال مع معظم "نظريات الحيوانات الأليفة" ، أدركت في النهاية أنني لست الشخص الوحيد الذي فكر في الأمر. 

في عام 2009 ، وجد عالما الأنثروبولوجيا كروجر وبيكر أوجه تشابه واضحة جدًا بين عادات التسوق العصرية للرجال والنساء وبين ماضينا في الصيد وجمع الثمار. 

ووجدوا أن النساء "سجلن درجات أعلى في المهارات والسلوكيات المرتبطة بالجمع ، على الرغم من أن البيئة والأشياء التي يتم جمعها قد تغيرت فيما يتعلق ببيئتنا الموروثة ... الرجال سجلوا درجات أعلى في المهارات والسلوكيات المرتبطة بالصيد."

ووجدوا أن النساء أكثر ميلًا لقضاء وقت طويل في مراكز التسوق ، بينما كان الرجال أكثر ميلًا لشراء ما يحتاجون إليه ثم المغادرة على الفور.

شيء واحد جيد في هذا الأمر: إنه يوفر مبررًا لعادات التسوق لدينا. 

يمكنك دائمًا استخدام العذر القائل بأنه لا يمكنك المساعدة في الإعجاب (أو عدم الإعجاب) بالتسوق ، لأنك ورثت هذه الغرائز من ماضينا ما قبل التاريخ.

والأخطر من ذلك ، أن هذا قد يساعدنا أيضًا في التغلب على الدافع لشراء سلع مادية غير ضرورية - أشياء قد لا نكون قادرين على تحمل تكلفتها ، والتي غالبًا لا تجلب لنا أي سعادة ، والتي غالبًا ما ينتجها العمال ذوو الأجور المنخفضة والمستغلون. 

في الأجزاء الأفقر من العالم - والتي ، على النطاق الجماعي الهائل الذي نستهلكه ، تساهم في التدهور البيئي.

بمجرد أن تدركي أسباب السلوك ، يصبح من السهل التحكم فيه والتغلب عليه. 

أنا لا أقول أنه يجب علينا التوقف عن التسوق ، ولكن ربما يجب أن نتسوق بطريقة أكثر منطقية وأن نجعل مشترياتنا تتماشى مع احتياجاتنا أكثر من رغباتنا.

دمتم سعداء ❤