دعينا نبدأ أولًا ملكتي بأننا لنحافظ على الصحة العامة يجب علينا أن نشرب ما بين ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يوميًا، ولكن اتضح أن قول ذلك أسهل من فعله بكثير! يشكل الماء ثلثي جسم الإنسان، وبصفته عنصرًا كبيرًا في إتمام وظائف الأعضاء لدينا فإن البقاء رطبة هو عنصر أساسي في الحفاظ على الصحة العامة وضمان تجنب المشاكل الصحية الأكثر خطورة مثل الصداع المزمن والإمساك والدوار والتهابات المسالك البولية وحصوات الكلى، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

يمكن أن يصاب أي شخص بالجفاف دون تعويض السوائل المفقودة في الجسم من خلال التبول والتنفس والتعرق، ولكن الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص هم الأطفال وكبار السن على المدى الطويل، وغالبًا ما تكون علامات الجفاف أكثر وضوحًا عند التبول، حيث يعتبر اللون الداكن أو الرائحة القوية علامة واضحة على أنك بحاجة إلى تناول المزيد من السوائل، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون الشعور بالألم عند التبول وجفاف الفم أو الشفتين والعطش والإرهاق وقلة التركيز أسباب تؤدي إلى الجفاف.

وإذا تُرك الجفاف دون علاج فقد يصبح خطرًا على الصحة العامة ويعتلر حالة طبية طارئة تتطلب الاهتمام، وتشمل أعراض الجفاف الشديد ضعف النبض وعدم التبول لأكثر من ثماني ساعات وهذا يمكن أن يهدد الحياة عند كبار السن.

● إذن كم يجب أن نشرب من الماء؟

توصي منظمة الصحة العالمية البالغين بشرب ما بين ستة وثمانية أكواب من السوائل كل يوم، وهذا ما يقارب حوالي 1.2 لتر (وأكثر عندما يكون الطقس أكثر سخونة)، كما يجب أن يتم تنظيم هذه الأكواب بالتساوي على مدار اليوم بدلًا من تناولها مرة واحدة.

تم اقتراح الرقم "من ستة إلى ثمانية أكواب" لأول مرة في ورقة بحثية لمجلس إدارة الغذاء والتغذية بالولايات المتحدة عام 1945، وكذلك في كتاب "التغذية من أجل الصحة الجيدة" الذي كان له تأثير كبير، حتى ميشيل أوباما كانت تشجع الناس على شرب الماء في حملة عام 2013 لجعل الأمريكيين يشربون المزيد من الأشياء الجيدة.

لكن الكثير من الناس يتجاهلون أنه في تلك التوصيات أيضًا قالوا أن الماء ليس الوسيلة الوحيدة للارتواء! وذلك بسبب وجود الماء في طعامك حيث يمكن أن تصل نسبة الماء الفواكه والخضروات إلى 98%.

● ما هو مقدار الماء الذي يجب أن نشربه ومن أين يمكننا الحصول عليه؟

يحمل العديد من الأشخاص الآن زجاجات مياه قابلة لإعادة الاستخدام لكن حمل زجاجة دومًا لا يعني أنكِ تشربيها؛ يجب على الناس أن يشربوا الكثير من الماء كطريقة أساسية للترطيب، فالماء خيار صحي ورخيص لإرواء عطشك في أي وقت، وهو لا يحتوي على سعرات حرارية ولا يحتوي على سكريات يمكن أن تلحق الضرر بالأسنان، وإذا كنتِ لا تحبين طعم الماء العادي فحاولي إضافة قطعة من الليمون إلى مشروبك.

● لكنني أنسى دائمًا شرب الماء .. فماذا أفعل؟!

في الواقع هناك دراسة أجريت في عام 2015 في المجلة الأمريكية للتغذية والتي نظرت في تأثيرات الترطيب قصيرة المدى لعشرات الخيارات المختلفة ووجدت (بناءً على تحليلات بول المشاركين) أن الحليب والشاي وعصير البرتقال كانت أكثر ترطيبًا من الماء العادي! لكن فائدة الماء على المشروبات الأخرى أنه لا يحتوي على السكريات الخفية والتي يمكن أن تضر بأسنانك أو الصحة العامة أو إضافة السعرات الحرارية.

● هل الشاي والقهوة يعتبران بديلًا للماء؟

تقول منظمة الصحة العالمية أن الشاي العادي وشاي الفواكه والقهوة هم أيضًا طرق للحصول على المزيد من السوائل دون الحاجة بالضرورة إلى تناول شيء غني بالدهون أو السكر، لكن ضعي في اعتبارك أن الكافيين يجعل الجسم ينتج البول بشكل أسرع لأنه مدر للبول لذلك قد تحتاجين إلى تعويض السوائل المفقودة في كثير من الأحيان، وإذا أضفتِ الحليب والسكريات إلى الشاي أو القهوة فهو يحتوي أيضًا على سكريات وسعرات حرارية مخفية لا تحتويها المياه.

● هل الطعام يمدنا بالماء؟

تقول "Linda Antwi-Ahima" الصيدلانية في مركز "Peninsula" العلاجي: "لستِ بحاجة إلى الاعتماد فقط على ما تشربيه لتلبية احتياجاتك من السوائل؛ فكل ما تأكليه يوفر أيضًا حصة كبيرة من الماء، على سبيل المثال تحتوي العديد من الفواكه والخضروات مثل البطيخ والسبانخ على ما يقرب من 100% من الماء من حيث الوزن".

● كيف أُذَكِّر نفسي بشرب الماء؟

إذا كنتِ لا تزالين تكافحين لتتذكري شرب أي سوائل على مدار اليوم وكنتِ قلقة من إصابتك بالجفاف فإليكِ توصيات منظمة الصحة العالمية لزيادة تناولكِ الماء تدريجيًا:-

• يمكن أن تكون إضافة الفاكهة أو الأعشاب إلى الماء العادي أكثر جاذبية.
• أبقِ الماء باردًا حتى يكون طعمه منعشًا أكثر من الماء في درجة حرارة الغرفة.
• قومي بملء زجاجة سعة لتر واحد واهدفي إلى شربها طوال اليوم. اشربي كوبًا من الماء مع كل وجبة.
• اطلبي إبريق من الماء عند تناول الطعام خارج المنزل في المطاعم.
• يمكنك أيضًا تنزيل التطبيقات التي تذكرك بشرب الماء على فترات منتظمة طوال اليوم، هناك عدد من التطبيقات التي تسمح لك أيضًا بتحديد أهداف يومية حتى تتمكني من زيادة تناولكِ الماء على مدار فترة زمنية محددة.