جميعنا نعشق تناول السكر وذلك لأن أدمغتنا تستجيب بشدة كلما أكلناها حيث أن جميع الأنظمة لدينا تشتعل لحظة دخول هذه الأشياء الحلوة إلى أجسامنا! ويتم إطلاق العنان لهرمون "الدوبامين" وبمجرد أن يصل السكر إلى معدتك يتم تخفيفه عن طريق الإنزيمات الهاضمة ويذهب إلى الأمعاء الدقيقة، ثم تقسمه الإنزيمات إلى نوعين من الجزيئات؛ وهما الجلوكوز والفركتوز.

● متى تكون كمية الجلوكوز ضارة على الصحة العامة؟

أنتِ بحاجة إلى الجلوكوز للحصول على الطاقة لأنه يتسرب عبر جدار الأمعاء الدقيقة ويحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين؛ والأنسولين هو الهرمون الذي يأخذ الجلوكوز من الدم ويوصله إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة، ولكن فإن تناول الكثير من السكر يغمر جسمك بالجلوكوز مما يؤدي إلى "ارتفاع نسبة السكر".

يستجيب دماغك عن طريق إرسال هرمون "السيروتونين" وهو هرمون منظم للنوم وبهذا يحدث "ارتفاع نسبة السكر"، وهذا هو الموضوع الهام الذي تم تناوله في العديد من النقاشات الطبية؛ حيث استكشفت الدكتورة "Eva Ormond" أحدث الأبحاث حول القائمة المتزايدة باستمرار من مشاكل الصحة العامة والأمراض المزمنة المرتبطة باستهلاكنا المتزايد للسكر ورسمت مدى تقدم العديد من الأشخاص الذين صُدموا لمعرفة مقدار السكر "الخفي" الكامن في ما اعتقدوا أنه نظام غذائي "طبيعي"!

● لماذا إذًا تؤدي زيادة تناول السكر إلى السمنة؟

الأنسولين يعيق إنتاج هرمون "اللبتين" المعروف باسم "هرمون الجوع" الذي من شأنه أن يرسل إشارات للدماغ بأنكِ تشعرين بالشبع، وهذا يعني أنه كلما ارتفع مستوى الأنسولين لديك كلما شعرت بالجوع حتى لو كنت قد تناولتِ كمية كبيرة من الطعام.

يعتقد دماغك أنك ما زلتِ جائعة ويدخل في وضع "التجويع" الكاذب موجهًا جسمك لتخزين الجلوكوز كدهن في البطن بدلًا من استخدامه لحرق الطاقة، والآن كيمياء دماغك تنحرف حيث يرتفع الأنسولين وينتج القليل من "الدوبامين" مما يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول المزيد من السكر والتفاعل العصبي المشابه لتفاعل الأنسولين.

● مرض السكري وأضراره على الصحة العامة

تم ضخ الكثير من الأنسولين عن طريق البنكرياس بحيث تبدأ خلاياك في مقاومته ويُترك كل الجلوكوز ليطفو في مجرى الدم، وستؤدي مقاومة الأنسولين هذه إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني!

● كبدكِ أيضًا في خطر!

يتبع الفركتوز نفس مسار الجلوكوز من خلال الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم ولكن بعد ذلك يتم إرساله مباشرةً إلى الكبد، يحاول كبدك استقلابه لتحويله إلى شيء مفيد يمكن لجسمك استخدامه ولكن الكبد الرقيق يغمره بسهولة ويؤدي الكثير من الفركتوز بمرور الوقت إلى نمو كريات الدهون في جميع أنحاء الكبد "تكوين الدهون" وهو مقدمة لقضية صحية مشتركة أخرى متزايدة؛ وهي مرض الكبد الدهني غير الكحولي.

● أضرار الفركتوز الزائد

زيادة الفركتوز لها تأثير سيئ لخفض HDL أو ما يُعرف بـ"الكوليسترول الجيد" وتشجع على إنتاج الدهون الثلاثية؛ وهي نوع من الدهون التي يمكن أن تنتقل من الكبد إلى الشرايين، وهذا يضعك في خطر متزايد بشكل كبير للإصابة بأمراض في الصحة العامة مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية -لا قدر الله- وبالتالي يرسل الكبد رسالة استغاثة للحصول على الأنسولين الإضافي للتعامل مع الفركتوز مما يؤدي إلى زيادة نشاط البنكرياس مما يؤدي إلى حالة التهابية في الجسم بالكامل.

● كيف يؤثر السكر على أسنانك؟

أصبح التأثير على الصحة العامة واضحًا ولا ينبغي أن ننسى التأثير على أسناننا بالطبع! فمثلًا أيرلندا لديها مشكلة كبيرة في تسوس الأسنان لدى الشباب ولا عجب في ذلك إذا تذكرنا كميات المشروبات الغازية والسكر التي يتناولونها بشكل يومي، أضيفي إلى ذلك نهجًا متساهلًا على الصعيد الوطني تجاه صحة الأسنان ونقص عام في فهم أفضل السبل لرعاية أسناننا، فليس من المستغرب بعد كل هذا إذًا أن ينتهي الأمر بالكثير منا بالحرج من ابتسامتنا! ليس السكر نفسه هو الذي يضر بالأسنان ولكنه رد الفعل المتسلسل الذي يحدث بعد تناوله حيث تمتلئ أفواهنا بمئات البكتيريا ومعظمها مفيد للنظام البيئي الفموي المتوازن بعناية.

بعض البكتيريا الضارة لا تحب شيئًا أكثر من أن تتغذى على السكر الذي أكلتِه للتو مما ينتج عنه أحماض تدمر مينا أسنانك، وبالتأكيد أنتِ بحاجة إلى تكون هذه المينا جيدة لأنها تحمي أسنانكِ، ومع ذلك بمجرد أن تبدأ الأحماض في التهامها ستبدأي في الحصول على تجاويف في أسنانك! وإذا تركت دون علاج فسوف تتطور هذه التجاويف من خلال المينا إلى الطبقات العميقة الحساسة للأسنان مما يسبب الألم وحتى فقدان الأسنان في النهاية.

الخبر السار هو أن لعابك يحتوي على معادن مثل الكالسيوم والفوسفات للمساعدة في إزالة الأحماض وإعادة الأسنان، ومع ذلك إذا كنت تأكلين الأطعمة الحلوة باستمرار فلن يتمكن جسمك من إزالة الأحماض ولن تكون لديه فرصة لإصلاح الضرر، لذلك الطريقة الوحيدة للمساعدة في إعادة تمعدن أسنانك هي التحكم في كمية السكر واستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد وغسل أسنانك بالفرشاة مرتين في اليوم على الأقل.

كما يجب تشجيع الأطفال على التخلص من طبقة البلاك (الطبقة اللاصقة التي تحتوي على البكتيريا التي تتراكم على سطح الأسنان) وتعليمهم سبب ضرر السكر لأسنانهم، يمكنك تجنب الذهاب لطبيب الأسنان في وقت لاحق من الحياة من خلال ترسيخ العادات الصحيحة في وقت مبكر وتعليم الأطفال تنظيف أسنانهم بشكل صحيح وتقليل استهلاك السكر.