هل أقلقتك حقيقة أن هناك مادة تؤثر على خصوبتك موجودة في كل ما هو حولك ؟!

بالطبع هذا قد أثار قلقنا جميعًا ! تلك المادة الكيميائية "الفثالات" التي أفردنا لها سلسلة قصيرة من المقالات لشرح ما هي وأين توجد وتأثيرها علينا بل وعلى الصحة العامة للأجيال القادمة ! واليوم سنخبرك بالمعلومة النهائية عن تأثير هذه المادة على البويضات .. ثم سنخبرك بالحل !

سيفيدك الإطلاع على : مادة كيميائية خطيرة تؤثر على خصوبتك وخصوبة ذريتك!

سيفيدك الإطلاع على : كيف يمكن لمادة موجودة في الماكياج والبلاستيك وكل شئ أن تحرمك الذرية ؟!

الفثالات وجودة البويضات !

وجدت دراسة أجريت عام 2018 ارتباطًا بين التعرض للفثالات وضعف جودة البويضات والأجنة لدى النساء اللائي يخضعن لعلاجات الخصوبة، وكانت قد ظهرت القرائن المبكرة على المخاطر الإنجابية للفثالات على النساء في عام 1975 عندما وجد الباحثون أن عمال المصانع الروس الذين تعرضوا لمستويات عالية من الفثالات في العمل كان لديهم عدد أقل من حالات الحمل أكثر من النساء غير المعرضات وعدد أقل من مشاكل الصحة العامة كذلك، كما أنه في دراسة أجريت بعد ما يقرب من عقدين من الزمان وجد العلماء أن التعرض للفثالات في الفئران قد استهدف المبيضين -المنظم الأساسي للتكاثر والخصوبة لدى النساء-.

هل هناك علاج ؟!

تقليل التعرض

هل تذكرون "خديجة" التي ذكرنا مشكلتها سابقًا، حسنًا إن الزوجات والأزواج عادةً لا يقرأون الدراسات حول عقم الفئران قبل محاولة تكوين أسرة ! ولم تكن "خديجة" تفكر في المواد الكيميائية المسببة لاضطراب الهرمونات خلال العشرينات من عمرها، أو عندما عملت في محطات إذاعية وقد مرت بعدة جولات من عمليات نقل الأجنة في المختبر، ولم يخطر ببالها أن تتساءل عما إذا كانت المواد الكيميائية البيئية مثل تلك الموجودة في كريم الأساس ومكياج العيون التي تضعها يمكن أن تؤثر على الخصوبة.

طلبت طبيبة "خديجة" دومًا من مرضاها التركيز على ممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل جيد لتعزيز الخصوبة وتقوية الصحة العامة لديهم، كما بدأت في نصحهم بتقليل تعرضهم للفثالات والمواد الكيميائية الأخرى المسببة لاضطراب الهرمونات بعد أن قرأت عن "أدلة دامغة" تربطهم بمشاكل أمراض النساء والحمل.

لا يمكن للأطباء أن يعرفوا على وجه اليقين ما إذا كانت الفثالات تسبب مشاكل الخصوبة لدى الفرد وتؤثر على الصحة العامة لديه، ولكن يمكنهم الإشارة إلى مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تربط المستويات الأعلى من المواد الكيميائية بخطر الإجهاض المرتفع وانخفاض الخصوبة وصعوبة الحمل، فهذا ليس شيئًا تم تدريسه في كلية الطب !

كما أن عيادات الخصوبة لا تختبر الفثالات لذلك لم تعرف "خديجة" مستوياتها، ولم يكن بإمكانها دائمًا تحديد المنتجات التي تحتوي على الفثالات لأن الشركات يمكنها تجنب الكشف عنها من خلال الاستشهاد بحقوق الملكية وإدراج  كلمة "عطور" ببساطة، لكن العديد من مستحضرات التجميل التي تباع تحتوي على الفثالات المحظورة، لذلك "خديجة" كانت قلقة من أن الماكياج الذي وضعته على وجهها كان يتسرب إلى جلدها وربما يصل إلى رئتيها.

ما الحل ؟!

نصح الأطباء "خديجة" بإجراء تغييرات شيئًا فشيئًا وذلك "بتقليل التعرض" عن طريق اختيار منتجات العناية الشخصية "الخالية من الفثالات" وتجنب الصابون المعطر ومعطرات الجو ومنعمات الأقمشة وغيرها من المنظفات! بل إنه من الأفضل اختيار "خالٍ من العطور" “fragrance free” بدلاً من "غير معطر" “unscented”  لأن الشركات يمكنها استخدام مواد كيميائية أخرى لإخفاء الرائحة.

كما يمكن أن يؤدي تقليل تناول الطعام في الخارج أيضًا إلى تقليل التعرض، فإذا كنتِ تأكلين نظامًا غذائيًا عاليًا من الأطعمة المحضرة خارج المنزل فستكوني أكثر عرضة للفثالات؛ فقد وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن تناول المزيد من وجبات الطعام في الخارج أو طعام المطاعم وخاصة البرغر بالجبن  كان مرتبطًا بالتعرض للفثالات بنسبة أعلى من تناول الطعام في المنزل، وأضافت أنه ليس من الواضح ما إذا كانت المواد الكيميائية تتسرب من معدات المعالجة أو مواد التغليف أو قفازات التعامل مع الطعام، ولكن من الأفضل تناول الفواكه والخضروات الطازجة المحضرة في منزلك !

ومع ذلك من الصعب على الفرد أن يوقف جميع حالات تعرضه للفثالات لأنها منتشرة جدًا، أما عن "خديجة" التي تحدثنا عنها في أول مقالات هذه السلسلة الهامة فمنذ ما يقرب من ثلاث سنوات وبعد مرورها بعدة جولات أخرى من عمليات نقل أطفال الأنابيب وإجهاضين مؤلمين، أنجبت "خديجة" ابنتها الجميلة ! لكنها لن تعرف أبدًا لماذا يعاني جسدها من مشاكل كبيرة في التبويض وثبات الحمل! ولا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت جهودها في تجنب المنتجات التي تحتوي على الفثالات والمواد الكيميائية السامة الأخرى قد ساعدتها على الحمل.
ولكنها علمت مؤخرًا أنها بفضل الله على وشك الحصول على طفلة أخرى وهي في عمر ال 41 !
إذًا ما نستفيده من هذا الموضوع الهام الذي أفردنا له عدة مقالات .. أنه علينا أن نتخفف قليلًا من حياتنا الاستهلاكية في كل شئ .. استهلاك مواد التجميل التي تتسرب إلى أجسادنا ! استهلاك الطعام المصنوع خارج المنزل المستخدم فيه أدوات ومواد كثيرة ربما تضر بصحتنا.. استهلاك المواد البلاستيكية بشكل عام .. وتذكري أنكِ لا تؤثرين فقط على نفسك بل على كل الجيل القادم بإذن الله !

الفثالات هي أملاح وإسترات حمض الفثاليك، ولهذه المركبات تطبيق مهم حيث أنها من الملدّنات، أي أنها المواد المضافة في صناعة اللدائن من أجل زيادة مرونتها وشفافيتها وفترة استخدامها.